عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    25-Nov-2019

نتنياهو من يحاكم وليس الليكوديين

 

هآرتس
 
أسرة التحرير
 
يدل خطاب المتهم بنيامين نتنياهو منفلت العقال على النيابة العامة والشرطة يوم الخميس، في اعقاب القرار برفع ثلاث لوائح اتهام ضده على أنه لا يعتزم اخلاء مكانه، بل استخدام ما يمنحه اياه منصبه بكل القوة كي يبقى اكبر قدر ممكن من الوقت في منصبه كرئيس للوزراء، في ظل خوض معركة ضد مؤسسات الدولة. هذا وضع خطير، لأن نتنياهو سبق أن اثبت بأن مصلحته الشخصية وبقاءه في الحكم يوجدان من ناحيته فوق مصلحة مواطني اسرائيل.
لن يخلي نتنياهو الساحة السياسية بمبادرته. وحدها الالتماسات الى محكمة العدل العليا أو التغيير في مواقف النواب من كتلة اليمين – الاصوليين يمكنها ان تؤدي الى اخلائه. ولكن العنوان المرغوب فيه لإقصائه هو حزبه – الليكود.
من يقرأ لوائح الاتهام سيفهم بأن من يقف في منصة الاتهام هو نتنياهو. لا اليمين ولا الليكود. فلوائح الاتهام لا ترتبط بخطوات سياسية خارجية أو داخلية، بل بسلوك فاسد لغرض تحقيق مصالح اصحاب المال مقابل تحيز التغطية الاعلامية والحصول على طيبات متاع شخصية. في اعماله مس نتنياهو بسلسلة من المصالح العامة، وبين متضرريه يوجد اساسا رجال اليمين – نفتالي بينيت، موشيه كحلون، زئيف الكين، ويريف لفين. فقد شهر بهم و/او ضللهم.
لقد قاد التحقيق معه ورفع لوائح الاتهام ضده خريجو الصهيونية الدينية – المفتش العام للشرطة السابق روني ألشيخ، المستشار القانوني افيحاي مندلبليت والنائب العام للدولة شاي نيتسان. وادعاء نتنياهو بان التحقيقات ولوائح الاتهام ضده جاءت لإسقاط حكم اليمين هو ادعاء كاذب ومحاولاته العابثة لخداع الجمهور وكأن اسرائيل توجد تحت انقلاب، مثلما هي مطالبته الاجرامية “للتحقيق مع المحققين” والتوقع من الجمهور أن يخرج الى الشوارع كي يدافع عن سيادة الشعب – خطيرة بما لا يقل عن الاتهامات الخطيرة التي بسببها سيجلس قريبا على كرسي الاتهام في المحكمة.
مع ان الليكود يتباهى بكونه حزبا ديمقراطيا مع مؤسسات تؤدي مهامها، فإن الحزب ومعظم مسؤوليه رهنوا انفسهم حتى الآن في صالح نتنياهو ومصالحه الشخصية. لوائح الاتهام وكل ما فعله نتنياهو في محاولة للتملص من القانون يجب أن تفتح عيونهم. صحوتهم حيوية ايضا لإخراج اسرائيل من العقدة السياسية. توجد حاجة عاجلة لاقامة حكومة جديدة، بعد سنة كاملة لا تؤدي الكنيست والحكومة تؤجل قرارات مهمة.
رئيس وزراء متهم بأفعال جنائية، اهتماماته منصبة على وضعه القانوني وليس على وضع الدولة، يتمترس في مقر الكنيست ومنه ينفلت على كل مؤسسات الدولة، هو خطر على اسرائيل وعلى حزبه ايضا. لقد كان نتنياهو ذخرا لليكود واليمين، ولكن رفاقه في الليكود يعرفون بانه من اللحظة التي رفعت بحقه لوائح اتهام اصبح عبئا. عليهم ان يعملوا والا ينتظروا ان تقوم محكمة العدل العليا للعمل بدلا منهم.