عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    15-Jul-2020

في ساحة الملك فيصل بقلب عمان إلى اليمين دُر.. دخلات صغيرة لها تاريخ

 

الراي - أبواب - وليد سليمان - في وسط البلد إذا توقفنا عند بائع الفستق الشهير؛ الذي توجد بسطته عند المدخل الرئيسي لسوق الذهب في عمان؛ بشارع الملك فيصل الأول فإننا سوف نلاحظ وعلى طول هذا الرصيف عن يميننا عدداً من الدخلات الفرعية العريقة بقدمها وفعاليات ذكرياتها المتنوعة.
ومنذ أوائل القرن العشرين الماضي كان وظل هذا المكان- شارع أو ساحة فيصل- من أرقى وأجمل شوارع عمان, حيث تواجدت فيه منذ القديم وحتى الآن الأماكن الشعبية التي تحكي تاريخ مدينة عمان.
ففي الدخلات الفرعية لهذا الرصيف من الشارع تواجدت قديماً بعض دور السينما، والمحلات التجارية الراقية والشهيرة بمقياس الزمان القديم، ثم العديد من المحلات الأخرى كوكالات المنتجات العالمية من الملابس والساعات والكاميرات والدراجات والألعاب والأحذية... الخ.
وكان هذا الشارع أو الميدان في الخمسينيات بؤرة التجمع والحراك والنشاط, للعديد من مناسبات الأفراح والاحتفالات الوطنية والأميرية والملكية والثقافية والمظاهرات والمسيرات الشعبية.
من الدخلات الفرعية لهذه الجهة من هذا الشارع فهناك الدخلات غيرالنافذة, والدخلات النافذة الى شارع خلفي هو–شارع الملك غازي –المُسمى قديماً بشارع سينما الحسين.
ومن تلك الدخلات التي تقع على يمين الشارع:
دخلة سوق الذهب
أنشئ سوق الصاغة عام 1950 في المنطقة الواقعة عند تلاقي شارع الملك فيصل مع بداية طلوع شارع الشابسوغ، حيث كان يضم القليل من المحلات عددها أقل من عدد أصابع اليدين، حيث شكلت نواة هذه السوق التي لا يباع بداخلها سوى منتجات الذهب والفضة.
بعد ذلك، ومع مرور السنين، انضم العديد من التجار الآخرين ليصبح مقراً وتجمعاً وسوقاً لتجارة الذهب في الأردن، ومن حوله وبالقرب منه انتشرت محلات صاغة أخرى جديدة خلال العقود الماضية.
وقبل بناء سوق الصاغة والذهب كان مكانه محلات تجارية قديمة من فوقها كان أشهر مقهى في عمان قديما منذ العشرينيات وهو«مقهى حمدان» الذي عُقد فيه المؤتمر الوطني الأردني الأول عام 1928 ,وقد حلَّ مكانه الآن مقهى كوكب الشرق فوق سوق الذهب.
دخلة ماضي- الحايك
وبعد هذه الدخلة في شارع فيصل سوف نصل الى دخلةُ أخرى كانت تسمى دخلة الحايك- بسبب تواجد أول وأشهر محل لبيع الأقمشة والملابس الأجنية الفخمة الجاهزة في عمان منذ ثلاثينيات القرن الماضي.
وكانت هذه الدخلة تسمى أيضاً بدخلة«آل ماضى» نسبة الى أحد وجهاء عمان وصاحب المحلات من حول تلك الدخلة وهو«عبد الرحمن باشا ماضي».
وكان له أبناء كُثر من أشهرهم المرحوم «سند ماضي» فقد كان من أصحاب الأملاك العمرانية مع أشقائه في شارع الملك فيصل..لكنه بدأ قديماً في خمسينيات القرن الماضي بفتح متجر كوكيل لبيع الراديوهات والساعات لفترة من الزمن في دخلة ماضي.
وكان عبدالرحمن باشا ماضي من كبار الملاكين المعروفين، وكانت له بنايات تجارية بجانب البنك العربي وما زالت حتى الآن, بعد أن تم إعادة بنائهما على الطراز المعماري الحديث...
إلا بناية واحدة!!! بقيت كما هي بمعمارها الشرقي الأصيل وهي أقدم عمارة في شارع الملك فيصل الآن منذ العام 1924 ,إذ تم استئجار الطابق العلوي مؤخراً لإقامة متحف تراثي لعاشق الفنون الدوق المعروف ممدوح بشارات.
وعلى سطح أحد آل ماضي، اُقيمت في الأربعينيات (سينما الإمارة) لعرض الأفلام نهاراً وليلا, ولها سقف متحرك.
وظلت هذه السينما تعرض الافلام السينمائية لمدة سنتين.. ومنها كان الفيلم القديم (ليلى) والذي مثل فيه كل من: ليلى مراد وانور وجدي وحسين صدقي، وهذه السينما تم نقلها على سطح عمارة شريم على بعد (200 (متر فوق مبنى البنك الاسلامي, وقد عرفت هذه السينما فيما بعد بأنها سينما بدون سقف تعرض أفلامها في فصل الصيف فقط.
وظلت دخلة «آل ماضي–الحايك» مسقوفة غير نافذة وفيها محلات تجارية ومطبعة, ووكالة شركة سنجر لماكينات الخياطة, ودرج يؤدي الى سينما الإمارة.
لكن مع بداية سبعينيات القرن الماضي تغير شكل ومحيط دخلة الحايك أو دخلة ماضي وأصبحت تنفذ مشياً على الأقدام الى شارع سينما الحسين المسمى أيضاً بشارع الملك غازي الأول.
دخلة حبيبة
ودخلة حبيبة تقع ما بين ديوان الدوق والبنك العربي, وقد اشتهرت هذه الدخلة بهذا الاسم نسبة لمحل حبيبة لبيع الحلويات النابلسية وخاصة الكنافة اللذيذة, وهذا المحل تأسس في بداية خمسينيات القرن الماضي.
وكنافة حبيبة هي الأشهر في مدينة عمان منذ العام 1951 ،والتي باتت جزءا من فولكلور عمان، ووسط بلدها تحديداً.. حتى أصبحت معروفة في كل أنحاء الارض للعرب والاجانب..
الحاج المرحوم محمود حبيبة نُقل عنه قوله: «كنت أذهب في الصباح الباكر خارجاً من بيتي الى شارع فيصل كي أشمر عن ذراعي في السادسة صباحاً لأقدم أول سدر كنافة لزبائني.
أما الآن فقد أوكلت المهمة لأبنائه وأحفاده، الذين واصلوا صناعة الكنافة والحلويات بنفس الطريقة الأولى، وبنفس الجودة والمذاق.
وفي نفس الدخلة وفوق محلات حبيبة كان هناك البنك العقاري قبل انتقاله الى شارع فيصل بجانب دخلة سينما بسمان.
وعند مدخل دخلة حبيبة كان وما زال محل طحن وبيع البن والقهوة المعروفة بقهوة الفيومي والشربجي.. ومن الجانب الآخر للدخلة يتواجد بشموخ وعلوٍ المبنى الحجري الضخم للبنك العربي.
وفي منتصف السبعينيات انتقل بائع الكتب الشهير حسن أبو علي من دخلة الحايك بكتبه وصُحفه الى أول دخلة حبيبة بكشكٍ جديد ليصبح كشكه من أشهر معالم وسط البلد في عمان.
وكانت توجد قديماً بناية او عمارة الور التي كانت تتفجر من أرضها نبعة ماء غزيرة.. وقد أزيلت هذه العمارة وأقيم مكانها البنك العربي المعروف الآن.
دخلة سفريات طبلت
وبعد الدخلة السابقة بعدة أمتار هناك دخلة طبلت بجانب مبنى البنك العربي من جهته الأخرى, وقد عُرفت قديماً هذه الدخلة بوجود مقر سفريات عبد الرحيم طبلت التي تنقل الركاب بسياراتها إلى دمشق وبغداد وبيروت وجدة والقدس وجرش.
وعُرفت هذه الدخلة منذ بداية الستينيات باسم آخر» دخلة سينما الحسين» لأنها تؤدي الى سينما الحسين في الشارع الخلفي.
دخلة رجب خشمان
وبعد ذلك نصل إلى دخلة قصيرة مغلقة, كان في نهايتها تتواجد مكاتب شركة رجب خشمان لحافلات النقل، وكان أمام الدخلة على الرصيف موقف حافلاته التي كانت تنقل المسافرين إلى إربد والسلط وصويلح.
دخلة شريم
ودخلة شريم هي دخلة غير نافذة كذلك كانت تؤدي الى العديد من المحلات والمباني الخاصة بآل شريم, ومنها المبنى الذي استقرت على سطحه سينما الإمارة بعد ان كانت في عمارة آل ماضي فوق محلات الحايك في أربعينيات القرن الماضي, فتلك السينما تُعتبر ثاني سينما في عمان بعد سينما البتراء قديماً.
وقد عُرفت هذه السينما فوق عمارة شريم بأنها أصبحت السينما الصيفية الوحيدة في تاريخ عمان !! حيث أنها سينما بدون سقف وتعرض أفلامها في فصل الصيف فقط.
و«محمد أمين شريم» كان من أبرز الناشطين في العمل الإجتماعي في عمان قديماً, فقد كان رئيسا للجمعية الخيرية الأردنية, التي كانت تتعاطى بالعديد من النشاطات الخيرية والثقافية في عمان.
دخلة سينما فلسطين
وبعد ذلك توجد دخلة شريم الثانية أو كما يسميها البعض بدخلة سينما فلسطين أو مصرف الرافدين العراقي, وهي دخلة للسير على الاقدام تنفذ الى شارع سينما فلسطين وسينما الحسين..حيث يتواجد في بداية هذه الدخلة كشك الطليعة للكتب والصحف لصاحبه أحمد حسن» ابو زياد» الذي يعتبر من أقدم بائعي الصحف في عمان منذ الخمسينيات والذي توفي مؤخراً رحمه االله.