عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    15-Jan-2021

النظام الصحي في لبنان يقاوم الانهيار في ظل استفحال جائحة كورونا

 القدس العربي- نعيم برجاوي

بلغت المستشفيات في لبنان أقصى قدرتها الاستيعابية وبدأ مخزون الأكسجين المخصص للمرضى ينفد جراء التفشي الكبير لوباء كورونا، ما دفع السلطات إلى إعلان حالة طوارئ صحية خشية وقوع كارثة إنسانية في البلاد.
وفي 11 يناير/ كانون الثاني أعلن لبنان لأول مرة حالة طوارئ صحية لمدة 10 أيام بدأت الخميس، تتضمن حظر تجول تام وتقليص حركة المسافرين وإقفال المحال التجارية على أنواعها.
وسجل لبنان مؤخراً أرقاماً قياسية في عدد الإصابات اليومي بالفيروس، إذ تخطى 5000 إصابة يومياً الأسبوع الماضي، فيما بلغ إجمالي عدد المصابين حتى صباح الجمعة 237,132، بينها 1,781 وفاة، وأكثر من 144 ألف حالة تعاف.‎
وتعود زيادة الإصابات اليومية بالفيروس بشكل غير مسبوق إلى “عدم اتخاذ إجراءات وقائية في فترة الأعياد (الميلاد ورأس السنة لدى الطوائف المسيحية) التي شهدت ازدحاماً في بعض الأسواق وأماكن السهر”، وفق مسؤول في وزارة الصحة اللبنانية.
وقال مدير “العناية الطبية” في وزارة الصحة جوزيف الحلو: “حذرنا (وزارة الصحة) من خطورة فتح البلاد خلال الأعياد… ارتفاع أعداد الإصابات سببه عدم الإقفال في تلك الفترة”.
وأضاف: “أعداد المرضى مرتفعة في المستشفيات وأقسام الطوارئ، بالإضافة إلى وجود مرضى تتم معالجتهم في المنازل من خلال ماكينات الأكسجين لكن بعضهم يتطلب نقله إلى المستشفى مجدداً”.
وبعكس بعض الدول، لم يتخذ لبنان إجراءات احترازية مشددة للحد من التجمعات والاختلاط في فترة الأعياد لا سيما ليلة رأس السنة، إذ سمحت السلطات بالحفلات الفنية في المطاعم والملاهي الليلية على الرغم من الانتقادات.
وأشار الحلو إلى أن “القدرة الاستيعابية للمستشفيات وصلت أقصاها”، معربا عن خشيته من الوصول إلى مرحلة معالجة المصابين في مرأب السيارات أو ممرات المستشفيات كما حصل في بعض الدول”.
والسبت، قال نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون إن جميع أسرّة المستشفيات الخاصة امتلأت ولم تعد قادرة على استيعاب المزيد من المصابين بكورونا.
مستشفى الروم في بيروت، هي واحدة من المستشفيات الخاصة التي امتلأت بالمرضى، إلا أن فريقها الطبي يقوم بتحويل عيادات خاصة إلى غرف لاستقبال التوافد المتزايد لمرضى كورونا، بحسب ما تقول المسؤولة عن الممرضات.
وأضافت مسؤولة وحدة العناية بمرضى كورونا نتالي (طلبت عدم ذكر اسمها كاملا): “لم يعد هناك أسرّة شاغرة في العناية الفائقة، فأحيانا نقوم بتقديم الإسعافات الأولية للمرضى الذين يتوافدون، إلى حين شغور إحدى غرف العناية الفائقة، أو إلى حين نقلهم لمستشفى آخر”.
 
وأردفت: “لكن، للأسف المستشفيات الاخرى ليست أفضل حالاً”.
وأشارت نتالي إلى أن “قوارير الأكسجين التي تستخدم لإنعاش المرضى بدأت تنفد في المستشفيات، وهناك صعوبة في تأمينها”، مضيفة أن “بعض المرضى الذي يعالجون في منزلهم لا يستطيعون تأمين (قارورة أكسجين) بسبب غلاء سعرها”.
وقالت: “لا يمكن الاستمرار على هذا النحو يجب على الناس أن تتنبه وتلتزم الحجر المنزلي والتباعد الاجتماعي”.
وزادت جائحة كورونا من أزمة اقتصادية هي الأسوأ منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975 – 1990) في لبنان وأدت الى تدهور قيمة الليرة مقابل الدولار، وانخفاض القدرة الشرائية لمعظم المواطنين.
 
(الأناضول)