عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    07-Apr-2020

مواقع التواصل الإجتماعي وكوميديا كورونا.. مُخالفات أخلاقيّة ومحتوى جَدَلِيّ

 

عمان - الدستور - انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك وتويتر وواتس أب ويوتيوب"، مقاطع مصورة وصور تقول إنَّها تقدِّم نوعًا من أنواع الفنون الدرامية الكوميدية، الأمر الذي تحقَّق منه "أكيد" عبر عدد من المتخصصين، وتبين أنَّ هذه المقاطع تفتقر للكوميديا الحقيقية والأفكار الإبداعية المعبرة عن المجتمع المحلي.
 
وتتبّع "أكيد" هذه المقاطع والصور عبر هذه الوسائل في ظل الأزمة التي يشهدها العالم بسبب فيروس "كورونا" المستجدّ، الأمر الذي يتحمّل الفنانون به مسؤولية غير عادية تجاه مجتمعهم وتقديم دور توعوي وتثقيفي حول هذه الأزمة، من خلال الجمع ما بين الترفيه الهادف، بعيدًا عن استجداء الابتسامة من النَّاس أو الهبوط بذائقتهم.
 
يشير "أكيد" في هذا المسار إلى أنّ الإعلام المهني يلعب دوراً كبيراً في التَّقصي حول هذا المحتوى المنشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتقديم تقارير صحفية مُعمقة حول أهمية الكوميديا في هذه الظروف وأخلاقياتها وآدابها بعيدًا عن الإسفاف، ونشر خطاب الكراهية، والحطِّ من قيمة الآخرين.
 
ورصد "أكيد" عددًا من هذه المقاطع، ومن بينها، مقطعًا مصورًا بلغت مدته دقيقة واحدة، ظهر فيه ثلاثة أشخاص، يرتدون اللِّباس الصِّيني، ولم يقدموا أيَّ محتوى باستثناء الإساءة إلى الشَّعب الصيني وعاداته وتقاليده وثقافته.
 
وحول هذا الفيديو يوضح المستشار الإعلامي والمدرب الصَّحفي جواد العمري لـ "أكيد" بقوله: إنَّ مثل هذه المواد تتضمن خطاب كراهية، ونظرة سلبية تسيء إلى شعب كامل وثقافته، وبخاصّة مع توجيه دول ووسائل إعلام أصابع الاتهام إلى الصِّين ومسؤوليتها بنشر فايروس كورونا في العالم والذي تحول إلى جائحة عالمية تضرّرت منه دول عالمية كبيرة.
 
ويضيف "إنَّ انتاج مثل هذه المواد يعزِّز الصُّورة النَّمطية السَّلبية عن الشَّعب الصِّيني، والتي أسهمت وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي على حد سواء في تشكيلها ونشرها، وفي الوقت الذي كنا نلوم فيه الغرب على نظرتهم السَّلبية للمسلمين عمومًا باعتبارهم "إرهابيين"، ونشوء ما يسمى "إسلامو فوبيا" في النَّظرة الجمعية السَّلبية للإسلام والمسلمين، بسبب دينهم، والربط بينهم وبين الأعمال الإرهابية بصورة مباشرة، فإن مثل هذه المواد تجعلنا نقوم بذات الفعل تجاه الشَّعب الصيني بسبب ثقافته ونظامه الغذائي، والربط بينه وبين جائحة فيروس "كورونا".
 
 وحول دور الإعلام في محاربة هذه الظاهرة والإشارة لها، يبيّن العمري "المواد التي تسيء لأمة أو لشعب، أو مجموعة عِرقية، أو دينية، أو ثقافية، غير مقبولة على المستوى الأخلاقي والاجتماعي بمعايير الثقافة العربيّة الإسلاميّة، وفي مهنة الصحافة.
 
ووفقاً لـ العمري تتحمّل الوسائل الإعلامية واجبًا أخلاقيًا في التنبيه إلى خطورة مثل هذه المواد في تشكيل صورة سلبية عن أمة عريقة لها مكانتها، وتتمتع بتنوع ثقافي وحضاري، وترتبط معنا بكثير من القيم الأخلاقية والثقافية المشتركة، إضافة إلى العلاقات الاقتصادية المميزة، كما تبنَّت الصِّين نموذجًا أخلاقيًا مهمًا في مساعدة الدول على مكافحة هذه الآفة، على عكس دول كثيرة انهار نظامها الأخلاقيّ بوضوح من خلال السَّطو على مواد طبيّة مُرسلة إلى دول أخرى.
 
وحول الدراما الكوميدية وأصولها وأهميّتها في مثل هذه الظروف، يوضح النَّاقد رسمي محاسنة أنَّ الكوميديا الأردنية اختفت منذ وقت طويل، حينما كان يبثّ التلفزيون الأردني والمسرح الأردني مضامين محترمة حول قضايا المجتمع الأردني، وذلك حين كنَّا نجد الفنانين يشعرون بالمسؤولية تجاه مجتمعهم.
 
ويرى أنَّ جُلَّ ما يُعرض اليوم هو أعمال سطحيّة ومُبتذلة، وهي أقرب إلى التَّهريج من الكوميديا، والتي تُعدّ من أصعب أنواع الدراما؛ لأنَّها تستجلب الابتسامة التي تبقى في اللاوعي، وتشد انتباه المشاهدين، وتشكَل الرأيَّ العام في القضايا الاجتماعيّة، والاقتصاديّة، والسِّياسيّة.
 
ويبيّن أنَّه وفي زمن الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، ظهرت اسماء عديدة ممّن يعتقدون أنفسهم يتمتّعون بروح المتعة والفكاهة، وتَبيّن من خلال أعمالهم أنَّها لا ترقى إلى مستوى الكوميديا، ومن خلال البحث عن المحتوى الذي يقدموه لا نجد شيئًا يستحق الابتسامة، وإنما يسعون إلى جمع الإعجابات، ومن المهم جدًا معرفة أنَّ عدد المتابعين أو عدد الإعجابات لا يعني بالضرورة نجاح الشَّخص أو رضى الجمهور عنه.
 
وأشار إلى أنَّ بعض الجهات المسؤولة عن بثِّ الكوميديا على منصّاتها وفي فضائها، دفعت المواهب المهمة نحو السَّطحية والاستسهال، بدلاً من الكوميديا الجادة والهادفة.
 
 وحول الكوميديا التي يمكن تقديمها في الظروف المتعلقة بالفيروس المستجد "كورونا"، أكّد أنَّها فرصة ذهبية لكل من يريد أن يستغلّّ المفارقات في السلوكيات العديدة في المجتمع، وتقديم محتوى كوميدي وتوعوي وتثقيفي حولها، وبخاصّة أنَّ الجميع محجور عليه في المنزل ويتابع مواقع التَّواصل الاجتماعي باستمرار.
 
وأشار إلى انَّ من المفارقات في السلوكيات، كيفية التعامل مع حظر التجوال، والالتزام بمسافة الأمان وقت التسوّق، وسلوكيات التجار في عدم الالتزام بالأسعار، والالتزام بالمنازل وما يرافقها من مواقف كوميدية بين أفراد الأسرة وغيرها الكثير من السلوكيّات والأفكار الإبداعيّة.
 
وأوضح معاذ البزور أحد مُقدّمي البرامج على إحدى المحطات الفضائيّة المحليّة، أنَّ الكوميديا طريقة من أجل الافصاح عن الحقيقة، بينما يسعى من لا يمتلك أدواتها ولا يقدّم من خلالها أية رسائل، إلى إضحاك الناس، ولو كلّفه ذلك تقديم محتوى سخيف.
 
ولفت البزور النَّظر إلى ضرورة أن يُقدّم الكوميدي القضيّة التي يتناولها، دون أن يفرض رأيه ويترك القرار للمشاهدين، وأنَّ الكوميديا سواء كانت تحمل نبرة إيجابية أو سلبية، يُفضل أن تقدم محتوى ورسالة هادفة، والواجب في مثل الظروف التي يعيشها العالم والأردن، أن تكون الرسالة إيجابية وتحمل نوعاً من التوجيه والتوعية بكيفية التعامل مع فيروس "كورونا" وسبل الوقاية منه.