عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    04-Apr-2020

الإيجاز الصحفي.. السعادة والأمل - د. كميل موسى فرام

الراي - الحرب العالمية الشرسة التي يخوضها العالم ضد الوباء المستجد، هي المحتوى والعنوان لأحاديث المجالس والدول ونشرات الأخبار، والجميع يبحث عن بصيص أمل لإيجاد علاج أو لقاح لوقف الغزو الفيروسي، فالحرب المستعرة تحصد أرواح الالاف يوميا، والاصابات المتجددة تهدد الضعف وربما أصبحنا على مسافة قريبة من حاجز المليون إصابة حول العالم، دون إجابة شافية عن المستقبل، فتوقعات الأحداث رهينة بالمجهول، وهنا، علينا الوقوف في هذه المحطة الحربية للتعرف على ظروف الاستعداد الذي بدأ على مستوى الدولة الأردنية منذ بداية الأزمة، للتعرف على أبطالها، فهناك ساعة زمنية منزلية مسائية ضمن مدى من الدقائق والمتمثل بوقع الإيجاز الصحفي اليومي لوزيري الإعلام والصحة، ويقيني أنهما دخلا منازلنا ضيفين كريمين، ليبدأ النقاش والرهان العائلي عن عدد الحالات المتوقع، والتعليمات الجديدة التي أقرها مجلس الوزراء، اعتمادا على عدد من المعطيات ومنها:

النظرة الأولى على شاشة التلفاز إن كانت مقرونة بأسى أو جدية، أو غمزة مع ابتسامة مهربة للجانبين، لتبدأ بنود الرهان العائلي تتغير من جديد، المقدمة التي يبديها معالي وزير الإعلام بجدية وثقة، النصائح التي يعطيها بضرورة التقيد بالتعليمات لمصلحة عامة تعود بالفائدة على الوطن، وهو بدرجة يفرض صمتنا للاستماع ليذكرنا أن العودة لوضعنا الطبيعي تعتمد علينا ووعينا بالدرجة الأولى، وبين عباراته دائما هناك بصمة تقدير للملتزمين وعتاب محبة للعابثين، أسلوب مهني يعكس حرص المسؤول على أداء مهمته التي أقسم عليها أمام جلالة الملك.
ربما القلق والرهان على محتوى الملف الذي يحمله معالي وزير الصحة، فكلنا بشوق لمعرفة عدد الحالات الجديدة المكتشفة، يدليها بنبرته ووقفته العسكرية التي يعتز كونه واحدا من أبنائها، يختمها بنصيحة وبشارة أمل بقدرتنا على تخطي هذه الحرب وكسب معركتها نتيجة للتعاضد والتعاون بين مكونات الشعب، وفي كلماته الأمل بغدنا المشرق، فعندما أعلمنا أنه ابن المؤسسة العسكرية والتي ليس فيها رجاء، ولكنه يرجو الشعب كواحد منهم للتباعد والتزام الحجر المنزلي، واتباع تعليمات النظافة الشخصية لمدة اسبوعين لاجتياز المهمة بنجاح، واقع كان البرهان أنه قائد عسكري يقود حربا ميدانية باقتدار وحرفية، وينفذ التوجيهات الملكية بحذافيرها، ولديه ايجاز عن مراحل المعركة وخطط العلاج، فثباته بالمعركة، وكلماته المؤثرة، وتعبيرات وجهه، تعطينا رسالة طمأنينة على النهاية السعيدة لهذه الحرب الشرسة.
لقد أصبح الإيجاز المسائي اليومي يمثل جزئية أساسية بحياة العائلة الأردنية، ايجاز ينطق بحرفية وشفافية، يجمع الشعب أمام التلفاز للإصغاء لرجلي المهمة الصعبة؛ وزيري الإعلام والصحة، بظهورهما الأنيق، جديتهما المنسوجة بخيط الحرص، انتقائهما للكلمات الموزونة ودلفها بعفوية تدخل القلوب، لها مفعول السحر، والذي ساهم بترميم علاقة الثقة بين الحكومة والشعب بعد سنوات من التذبذب والشك. لقد صنع الوزيران الموقران فرقا لأنهما أديا الواجب الوطني بامتياز لم نعهده بالمسؤولين، فتميزا بالدرجة الكاملة، رسالة تعيد الأمل بأن الخامات الوطنية مليئة عبر ربوع البلاد لو أتيحت لها الفرصة وقصدت العطاء، فحكم الشعب لا يظلم، وكلنا ينتظر اليوم الذي يُعْلن فيه خلو المملكة من هذا الوباء للعودة لممارسة حياتنا، مع ضرورة الاستفادة من حكمة الوباء بتغيير سلسلة من عاداتنا، فالوباء وَحَّدنا وأعطانا دروسا علينا الاستفادة منها لمستقبلنا وللحديث بقية.