عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    22-Apr-2019

"كاتي بومان".. فتاة الحواسيب التي ألهمت العالم على غرار "أينشتاين" و"هوكينغ"
أرقام -
عند التأمل في طبيعة الكون وظواهره التي فسرها العلم، غالبًا ما ينسب الفضل في هذه التفسيرات إلى علماء عمالقة أمثال "ألبرت أينشتاين" و"ستيفن هوكينغ" و"ابن الهيثم" و"ابن سينا"، وغيرهم من الباحثين الذين أفنوا أعمارهم في وضع النظريات والتأكد من صحتها.
 
 
ومؤخرًا استطاع علماء الفضاء تقريب البشر خطوة نحو فهم أعمق لإحدى الظواهر التي كانت محور حديث اثنين من كبار عباقرة الفيزياء وهما "أينشتاين" و"هوكينغ" لفترة طويلة، لكن هذه المرة لم يُنسب الفضل إلى أحد "شيوخ العلم" كالمعتاد.
 
ولما كانت سمة العصر هذا هي التكنولوجيا، فإنها كانت أيضًا الأداة الرئيسية في تحقيق هذا الإنجاز، والذي نجح -بعيدًا عن الجانب العلمي- بفضل أحد أبناء جيل الألفية المحنكين في توظيف وتسخير التقنيات الحديثة لخدمة العلم والبشرية جمعاء.
 
أما الظاهرة فهي تشكل الثقوب السوداء في الفضاء الخارجي البعيد، وأما الإنجاز فهو نجاح مراكز الرصد الفضائي في أنحاء متفرقة من الأرض في التقاط أول صورة لهذه الظاهرة، أما من يقف وراء إنجاح جهود علماء الفضاء، فكانت الشابة البالغة من العمر 29 عامًا "كاتي بومان".
 
خضعت الثقوب السوداء للمراقبة من قبل لكن بشكل غير مباشر، عبر متابعة تأثيرها على المجرات والنجوم القريبة، وبفضل جهود أكثر من 200 عالم، استطاع العالم إنتاج صورة كاملة لهذه الظاهرة والتي عُرفت بـ"أبواب الجحيم، عند نهاية المكان والزمان".
 
 
وتمت عملية الرصد الأسبوع الماضي عبر "تلسكوب أفق الحدث"، وهو مشروع تعاون دولي يشكل شبكة عالمية من التلسكوبات ويجمع البيانات عبر المحطات حول الأرض، ويهدف بشكل رئيسي إلى مراقبة الثقوب السوداء في الفضاء الخارجي ورصد أنشطتها.
 
من هي "كاتي"؟
 
 
- حصلت "كاتي" أو "كاثرين لويز بومان" المولودة في ويست لافاييت، ولاية إنديانا الأمريكية، على الدكتوراه في الهندسة الكهربائية وعلوم الحواسيب من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في عام 2017.
 
 
- علمت "كاتي" بشأن "تلسكوب أفق الحدث" لأول مرة وهي في أواخر دراستها الثانوية عام 2007، لكن سرعان ما التحقت بالمشروع عقب دخولها الجامعة، والآن هي زميلة بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وأستاذ مساعد في علوم الحاسوب بمعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا.
 
 
- قادت "كاتي" أحد الفرق الأربعة المكلفة بمعالجة البيانات التي جرى تجميعها أثناء عملية رصد الثقب الأسود، والتي تم تمريرها إلى ما يزن نصف طن من الأقراص الصلبة، وذلك بهدف تحويلها إلى صورة واضحة حول الشكل الخارجي للظاهرة الفضائية تلك.
 
 
- "كاتي" التي تعاونت مع "تلسكوب أفق الحدث" منذ أكثر من عقد زمني، عكفت قبل ثلاث سنوات على تطوير خوارزمية جديدة يمكنها معالجة بيانات التصوير لإنتاج صورة حقيقية كاملة للظاهرة التي وقعت على بعد 500 مليون تريليون كيلومتر من الأرض.
 
 
- طورت "كاتي" الخوارزمية في الوقت الذي كانت تواصل فيه دراستها العليا في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، بمساعدة فريق من الباحثين بمختبر علوم الحاسب والذكاء الاصطناعي في المعهد، ومركز هارفارد سيمثسونيان للفيزياء الفلكية و"مرصد معهد ماستشوستس للتكنولوجيا هايستاك"، بحسب "بي بي سي".
 
الشغف سر الإنجاز
 
 
- لإطلاق هذه الصورة، استغرق الأمر أكثر من 10 سنوات من التخطيط والاستثمارات العلمية التي تجاوزت 50 مليون دولار، ومساهمات من عشرات العلماء في أماكن متفرقة من العالم، والذين شبهوا العملية بمحاولة التقاط صورة لبرتقالة فوق القمر باستخدام جوال ذكي.
 
 
- تم تجميع صورة الثقب الأسود باستخدام ثمانية تلسكوبات متصلة تابعة لـ"تلسكوب أفق الحدث"، وعلقت "كاتي" على نجاح العملية قائلة: تشككنا في الأمر للوهلة الأولى، لكنه بدا رائعًا، لقد حالفنا الحظ لكون الطقس جيدا، لقد حالفنا الحظ بكثير من الطرق.
 
 
- انخرطت "كاتي" في مشروع "تسلكوب أفق الحدث" لتصوير الثقب الأسود قبل ست سنوات، وحينها لم تكن تمتلك خبرة في دراسة الثقوب السوداء، وقالت لـ"سي إن بي سي": لم أكن أعرف أي شيء عن هذه الظاهرة، كانت خطوة محفوفة بالمخاطر.
 
 
- أضافت: رغم ذلك، كان قلبي معلقًا بالمشروع، لقد أحببته، وأعتقد أن هذا ما جعله ناجحًا، عندما تجمع الأشخاص الأذكياء حقًا، والذين لديهم دوافع فائقة بالمشاكل التي يعملون عليها، أعتقد أنهم سينجحون في النهاية في الوصول إلى الإجابات.
 
صورة أخرى لاقت استحسان العالم
 
 
- مع كشف النقاب عن صورة الثقب الأسود الأسبوع الماضي، بدأت صورة أخرى تشق طريقها عبر الإنترنت، وهي صورة لـ"كاتي" تجمع فيها كلتا يديها أمام وجهها مع ابتسامة عريضة تعكس السعادة الغامرة التي تشعر بها لحظة اكتمال صورة الثقب.
 
 
- التوقيت الدقيق لالتقاط صورة "كاتي" أثناء اكتمال مشهد الثقب الأسود في شاشة حاسوبها، جعل منها رمزًا للبطولة النسائية، بحسب "نيويورك تايمز"، وبعدها انتشرت مجموعة أخرى من صور "كاتي" التي اعتُبرت تجسيدًا للمثابرة ومطاردة الشغف.
 
 
- لعل ذلك يفسر أيضًا سبب مشاركة عشرات آلاف الأشخاص على "فيسبوك" لصورة "كايتي" التي نشرتها في العاشر من أبريل وكتبت عليها: أراقب وأنا لا أصدق معالجتي لأول صورة لثقب أسود.
 
 
- الإنجاز الذي ساهمت "كاتي" في صنعه جعلها حديث وسائل التواصل الاجتماعي، وفي تغريدة لحسابي مختبر الذكاء الاصطناعي وعلوم الحاسب التابع لمعهد ماساتشوستس، ووكالة ناسا، تم تشبيهها بعالمة الحواسيب "مارغريت هاميلتون" التي ساهم دورها البرمجي عام 1969 في إرسال البشر إلى القمر.
 
 
- تلقت "كاتي" إشادات دولية من عدد من المشاهير والسياسيين على جهودها، وقالت عضوة مجلس النواب الأمريكي "ألكسندريا كورتيز" المعروفة بمناصرتها للقضايا النسائية: تهانينا، شغلتِ مقعدك الصحيح في التاريخ، أشكرك على مساهمتك الهائلة في تقدم العلم والبشرية.