عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    13-Jun-2019

الذرائع انتهت، یجب الضم الآن - تسفي برئیل
ھآرتس
 
لم یبق لحكومة إسرائیل أي ذریعة للامتناع عن ضم الضفة الغربیة. التصریح النھائي حصلت علیھ
من السفیر الأمیركي دیفید فریدمان الذي منحھا التفویض لاقامة دولة ثنائیة القومیة. ”في ظروف معینة، اعتقد أنھ یوجد لإسرائیل الحق في وضع الید على جزء من الضفة الغربیة، لكن لیس
جمیعھا“، ھكذا قضى بلفور الأمیركي ولم تسقط السماء. الیسار صدم قلیلا، اقوال فریدمان تسحب
منھ اساس وجوده. ولكن الاجماع السعید الذي یربط محور الوسط – یمین – یمین مسیحاني بقي
على حالھ.
الشركاء الممتازون من الوسط قالوا في السابق إن الكتل الاستیطانیة لن یتم اخلاءھا وأن الانسحاب
غیر وارد في الحسبان. دولة فلسطینیة مستقلة ھي أصلا مجرد شعار، ملصق اجوف حتى دول
عربیة یحسب لھا حساب، مثل السعودیة ومصر واتحاد الإمارات، اعتادت على التنازل عنھ.
التھدید بالاضرار الكبیر بمكانة إسرائیل في العالم اثبت بطلانھ. أي دولة لم تقم بدعوة مجلس الأمن
من اجل التندید بترامب الذي قام بضم ھضبة الجولان لإسرائیل بخطوة احادیة الجانب، ولم یسمع
أحد عن مبادرة كھذه بعد اقوال السفیر فریدمان، والدول الاوروبیة قررت فرض عقوبات على روسیا عندما ضمت شبھ جزیرة القرم، توجد في سبات عمیق. ھل سیقومون بالضم أم لا، لقد سئموا من الأمر المسمى ”القضیة الفلسطینیة“.
لن تكون ھناك ”ظروف معینة“ دولیة ناضجة أكثر من الظروف القائمة الآن من اجل الإعلان عن ضم أحادي الجانب لاجزاء من الضفة. وعندما تعود اسرائیل الاذن العامة على سماع مفھوم ”ضم“، دون الارتداع بذھول، یجب الاستعداد لذلك بشكل جدي. إن تقدیرات حركات الیمین على اشكالھا تتحدث عن أن ضم مناطق ج سیضیف لإسرائیل 80 ألف فلسطیني فقط، الأمم المتحدة والسلطة الفلسطینیة تقدران العدد بـ 300 ألف شخص. ھذه المعطیات بحد ذاتھا لا تھدد ھویة الدولة.
ایضا حتى لو أخذنا العدد الأعلى فالحدیث یدور عن اضافة اقل من 3 في المائة الى عدد مواطني الدولة، وأقل بقلیل من 15 في المائة من عدد المواطنین العرب. ھذا ما یزال لیس دولة ثنائیة القومیة، رغم أن معظم الجمھور الإسرائیلي یخشى من أن اضافة عربي واحد حتى ستحطم
ھویتھا الیھودیة.
من اجل تبدید مخاوف الیھود من استیعاب فلسطینیین كمواطنین في دولة إسرائیل، لن یكون مناص
من اتخاذ عدة خطوات تحول الضم الى شيء یشبھ التطھیر من العرب. احزاب الیمین اوضحت في
السابق بأن الفلسطینیین الذین سیتم ضمھم الى دولة اسرائیل لن یحصلوا على الجنسیة ولن یتمكنوا من الانتخاب أو الترشح. وایضا جزء من الحقوق الاجتماعیة التي یستحقونھا سیحرمون منھا. فترة التأھیل للمواطنة ستكون مشروطة بقیود صعبة. ویبدو أنھ عدد قلیل فقط سیتمكنون في نھایة
الطریق الطویلة من الحصول على الجنسیة.
إسرائیل سترسم خطا حدودیا متعرجا یفصل عدد من القرى الفلسطینیة المعدة للضم وسیتم فصل
عائلات كاملة عن اراضیھا إلى جانب تشجیع كثیرین آخرین على الانتقال الى القرى والمدن في
الضفة الغربیة شریطة أن لا یتم شملھم في الخریطة الجدیدة. عندھا ستتحول إسرائیل رسمیا الى
دولة ابرتھاید، التي بفضل الصلاحیة الممنوحة لھا من الولایات المتحدة ستكون محمیة من
العقوبات.
نموذج الضم الانتقائي الذي سیحفظ للمستوطنین كامل الحقوق ویحرم الفلسطینیین من مكانتھم،
سیخدم اسرائیل كنموذج للسلوك تجاه مواطنیھا العرب الذین ستكون مواطنتھم مھددة بالخطر أو
ستكون مساویة لمكانة الفلسطینیین الجدد. من یھدد الآن بسحب المواطنة من عرب إسرائیل و/أو
ضم مناطق سكنھم للضفة، لن یتردد في القیام بالخطوة الاخرى. الجید بالنسبة للفلسطینیین الذین
سیتم ضمھم سیكون جیدا ایضا بالنسبة للفلسطینیین الاسرائیلیین. ھذه ستكون دولة حتى فریدمان لن یوافق على العیش فیھا، ولن یكون ایضا مضطرا لذلك.