عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    16-Apr-2020

خبير اجتماعي: التفاؤل والأمل سلاحنا في مواجهة الواقع الصعب

 

عمان- الغد – الإحباط واليأس أخطر ما يهدد الإنسان فهما يعنيان الموت البطيء، وكما نعيش الواقع بكل تفاصيله -في السراء والضراء- يجب أن تكون عيوننا على المستقبل.
والظروف الصعبة هي التي تدفعنا لإخراج أفضل ما لدينا، وتكون المسؤولية أكبر ليس فقط مسؤولية الشخص عن نفسه بل على الآخرين.
وفي أوقات الشدة، نحرص على أن لا يتسلل الإحباط واليأس والقنوط الى نفوسنا، ونفوس المحيطين بنا. وعلينا دائما أن نستثمر أفضل ما في الواقع وننظر إلى المستقبل، حتى في أحلك الظروف، وهذا منهج الإسلام في تربية الفرد والمجتمع.
وفي هذا السياق، يقول مفيد سرحان مدير جمعية العفاف الخيرية “إنه وفي هذه الظروف التي نعيشها بسبب انتشار فيروس كورونا تبرز الحاجة الى التحلي بالصفات الحميدة التي تمكننا من الصبر والثبات وتجاوز الواقع، وإن كانت هذه الصفات والقيم والأخلاق مطلوبة في كل الظروف”.
ويضيف “إن أقوى الأسلحة التي يمكن أن يتسلح بها الإنسان في كل الظروف هي التفاؤل والنظر الى المستقبل بأمل وثقة، والتفكير الإيجابيات والابتعاد عن التشاؤم”.
التشاؤم يجعل الشخص أسيرا للواقع وصعوباته، لذلك علينا في أصعب الظروف أن ننظر الى الجانب المشرق للوصول إلى أفضل النتائج على المستويين الأسري والمجتمعي.
والتفاؤل شعور مكتسب يمكن تنميته، وهو وقود يوصلنا الى النجاح والتميز، وتزداد الحاجة إليه في الظروف الصعبة سواء على المستوى الشخصي أو المجتمعي؛ حيث تتغير بعض أنماط الحياة، ويضطر الشخص إلى التخلي عن بعض أو كثير مما اعتاد عليه في الظروف العادية سواء بالأمور المادية أو غيرها، كحرية التنقل في جميع الاوقات، أو التواصل الاجتماعي مع الآخرين بدون تباعد جسدي.
فالإنسان المتفائل لا يمنعه الظرف الصعب من الانشغال بالعمل والإنجاز بدل السكون والإحباط، فهو أكثر قدرة على ضبط نفسه ومشاعره وأعصابه في أصعب الظروف وأدقها. وهو يدرك أن “بعد العسر يسرا”.
ويقول سرحان “إن التفاعل إيمان من الشخص يدفعه إلى العطاء والعمل والإنجاز للوصول الى النجاح، ولا يقبل أن يكون سجين الواقع بل يتحدى الواقع ونظره الى المستقبل. وكما يقال “تفاءلوا بالخير تجدوه” والتفاؤل يجلب الخير لأنفسنا وللآخرين”.
وحول أثر التفاؤل، يقول سرحان “إن الشخص المتفائل أكثر طمأنينة وراحة نفسية من المتشائم، فهو يشعر بالرضا والقناعة، وهو ينشر الطمأنينة لأسرته ومجتمعه.
والمتفائل يتصف بالثقة بالنفس وهدوء الأعصاب في كل الظروف والأحداث والقدرة على التعامل مع المشاكل بقدرة وكفاءة”.
وعن فوائد التفاؤل، يقول سرحان “إنه يقوي من عزيمة الإنسان، ويزيد من قدرته على مواجهة الصعاب والتعامل مع المشاكل بقدرة وكفاءة. ويجعله مؤهلا للنجاح أكثر من الشخص المتشائم، وهو يقوم بواجباته من دون إخلال ويبتكر وسائل إبداعية للإنجاز، فهو لا يعرف اليأس ولديه درجة عالية من التحمل والصبر، والأمل لديه موجود في كل الظروف”.
ويشرح سرحان أن المتفائل أكثر حكمة من غيره لأن الإحباط والتشاؤم والمرارة تبعد الشخص عن الحكمة، وهو لا يستفيد من تغير الظروف ولا يتعلم من الدروس والعبر.
والمتفائل قادر على اتخاذ قرارات سليمة وصحيحة لأنه أقل توترا بعيدا عن الخوف والقلق، ينظر الى الجانب المشرق، وهو يؤمن بقدرته على التغيير حتى في الظروف الصعبة، بينما المتشائم ينظر الى الواقع الصعب ويستسلم له.
والمتفائل أكثر سعادة، لأن السعادة شعور داخلي، وهو قرار يتخذه الإنسان ينعكس على نفسه ومحيطه، ما يسهم في تحسين الصحة النفسية للإنسان مما ينعكس على الصحة الجسدية والقدرة على المقاومة والمناعة.
وحول كيفية زيادة قدرتنا على التفاؤل، يقول سرحان “أن نأخذ بالأسباب ومنها الاستماع الى نصائح وإرشادات أهل الاختصاص ونلتزم بالقوانين وأن تكون لدينا الرقابة الذاتية، وتكون علاقاتنا حسنة ووثيقة مع الجميع ونبتعد عن الخلافات والأحقاد وأن نكون متسامحين مع الآخرين”.
ويختم سرحان بالقول “إن مسؤوليتنا في هذه الظروف كبيرة وليس المطلوب التفاؤل فقط، بل بث روح الأمل والتفاؤل لمن حولنا، وعدم المساهمة في بث روح الإحباط واليأس، خصوصا في نفوس الصغار والمرضى وكبار السن، وضعاف الإرادة”.
ويبقى التفاؤل سلاحنا للوصول إلى مستقبل مشرق، وإذا فقدنا التفاؤل والأمل فقدنا كل شيء.