عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    26-Jun-2022

25 عاماً من الشراكة الأوروبية - المتوسطية*ماريا غابرييل ووجيه عويس

 الراي 

التزم الاتحاد الأوروبي والشركاء في دول البحر المتوسط منذ أكثر من خمسة وعشرين عامًا بتحويل حوض البحر الأبيض المتوسط إلى منطقة حوار وتبادل وتعاون لضمان السلام والاستقرار والازدهار. ولطالما كان التعاون في مجال البحث والابتكار فعالًا في مواجهة التحديات العالمية مثل تغير المناخ وحالات عدم المساواة في مجال الصحة وندرة المياه والهجرة.، فمنذ إعلان فاليتا في عام2017، اُحرز تقدم ملحوظ في التعاون في مجال البحث والابتكار.
 
أولاً، المشاريع التعاونية: منذ إطلاق برنامج الإطار السابع للبحث والابتكار، تلقى 489 مشروعاً تمويلًا بمشاركة شركاء من دول البحر الأبيض المتوسط. وشملت هذه المشاريع المنظمات غير الحكومية ومراكز البحوث والجامعات العامة والخاصة والشركات الصغيرة والمتوسطة من كلا المنطقتين.
 
ثانياً، شراكات مُحددة الأهداف في مجالات استراتيجية: تُعتبر الشراكة من أجل البحث والابتكار في منطقة البحر الأبيض المتوسط (PRIMA) هي أكبر برامج البحث والابتكار في تاريخ المنطقة، بميزانية إجمالية قدرها 494 مليون يورو، وتتناول عدة تحديات منها إدارة الموارد المائية والزراعة وأنظمة الغذاء. وقد تم بالفعل تمويل 168 مشروعًا للبحث والابتكار أظهروا نتائج واعدة. على سبيل المثال، مشروع FIT4REUSE، ومدته 3 سنوات بتكلفة تبلغ حوالي 2 مليون يورو ويشمل 7 دول من البحر الأبيض المتوسط، والذي أظهر بكفاءة كيف يمكن لمياه الصرف الص?ي المُعالجة والمياه المُحلاة أن تعوض الفجوة بين العرض والطلب على المياه في الزراعة.
 
أما BLUEMED initiative فتُركز على blue jobs والنمو في منطقة البحر الأبيض المتوسط من خلال العمل مع المجتمعات المُطلة على البحر، حيث تتناول المبادرة موضوعات مثل تلوث البحر والانتقال إلى نظام مصايد ونقل أكثر استدامة، إضافة إلى ذلك، ستعمل شراكة بلوميد نحو منارة Mediterranean lighthouse for the Horizon Europe Mission to Restore our Ocean and Waters.
 
ثالثاً، تعمل الدبلوماسية العلمية على تعزيز التفاهم المتبادل والتسامح في منطقة البحر الأبيض المتوسط، ومن بين الأمثلة الناجحة إنشاء المركز الدولي لضوء السنكروترون للعلوم التجريبية وتطبيقاتها في الشرق الأوسط (SESAME)، وهو أول مركز دولي رئيسي للتميز العلمي في الشرق الأوسط والمنطقة المجاورة، حيث يوفر للطلاب والباحثين الفرصة لإجراء أبحاث على مستوى عالمي في موضوعات بدءًا من مجال الطب وعلم الأحياء، مرورًا بالخصائص الأساسية لعلوم المواد والفيزياء والكيمياء، ووصولًا إلى الرعاية الصحية والبيئة وعلم الآثار.
 
وتأتي جائحة كوفيد 19، ومؤخرًا الحرب في أوكرانيا، بتحديات جديدة أمام الأشخاص في منطقتينا. لذلك نحن بحاجة الآن أكثر من أي وقت مضى إلى مواصلة تعزيز سُبل تعاوننا وإيجاد حلول مبتكرة من خلال دعم مواهبنا.
 
في فبراير 2021، اعتمد الاتحاد الأوروبي بيانًا مشتركًا، يطرح من خلاله أجندة منطقة البحر الأبيض المتوسط الجديدة New Agenda for the Mediterraneanالطموحة والتي تحدد أهدافًا لبناء مجتمعات أكثر عدلاً وازدهارًا للسنوات القادمة.
 
وتُشدد الأجندة على أهمية معالجة قضايا عدم توافق المهارات وبطالة الشباب ومنع هجرة الكفاءات. كما أنها تُيسِّر الوصول إلى برامج الاتحاد الأوروبي للشركاء من دول جنوب المتوسط، بما في ذلك الانضمام إلى برنامج البحث والابتكار الجاري Horizon Europe.
 
تجدُر الإشارة إلى أن 42 دولة قد وافقت على معالجة القضايا ذات الصلة بالصحة وتغير المناخ والطاقة المتجددة باعتبارها ثلاث أولويات رئيسية للبحث والابتكار في إطار المنصة الإقليمية للاتحاد من أجل المتوسط في البحث والابتكار، الذي يشترك الأردن والاتحاد الأوروبي في رئاسته.
 
وسيصادق المؤتمر الوزاري القادم للاتحاد من أجل المتوسط حول البحث والابتكار المزمع عقده في 27 يونيو/حزيران على هذه الأولويات ويمهد الطريق للتعاون المستقبلي وحشد الموارد اللازمة لتنفيذ الإجراءات ذات الصلة.
 
سيعزز المؤتمر الوزاري رؤيتنا المشتركة حول قيم ومبادئ البحث والابتكار الأساسية، بما في ذلك احترام حرية البحث العلمي.
 
لقد أحرزت شراكتنا الإقليمية بين الاتحاد الأوروبي ومنطقة المتوسط تقدمًا في السنوات الأخيرة على أساس المصالح المتبادلة، والقرارات المشتركة. ولعل الأمر الجلي هو أن المستقبل يتوقف على العمل معًا وبناء علاقات أوثق وإيجاد حلول مبتكرة للتحديات التي نتشاركها، وهذا هو جوهر شراكتنا وسيظل كذلك.