أعرق أسواق شارع طلال ..سوق السلاح.. برجاس يا قاضي الهوى.. برجاس
عمان - الدستور - محمود كريشان - في عمان.. بل وفي قلبها النابض.. في شارع طلال التراثي العريق، احد اقدم شوارع عمان القديمة، والذي يضم على امتداده في وسط المدينة الاسواق التراثية المتنوعة والعريقة جدا والتي تختص ببيع الالبسة واللوازم المتعددة.
ولعل ابرز تلك الاسواق هو سوق السلاح الذي تشير المعلومات الى انه تأسس في بداية الثلاثينيات من القرن الماضي، عبر متاجر قليلة كان موقعها انذاك، مقابل المسجد الحسيني الكبير، عند بداية شارع طلال، ومن ثم امتد السوق منذ الخمسينيات الى نهاية شارع طلال مع رواج هذه التجارة، والتي تتضمن بالاضافة للاسلحة بيع وشراء لوازم البدو من بيوت الشعر والسمن البلدي والتمر وتجهيز الخيول والشباري وبيوت الاسلحة.
وعن تأسيس هذا السوق يقول الشيخ خالد الطيب ابوزيد احد اقدم تجار السوق لـ»الدستور» : إن الذي أسس هذا السوق عام 1930 تجار كبار منهم: الحاج زكريا وجميل الصالح حتر وابوحسن ابوالسمن ومحمود عبدالهادي ابومطر ومحمد فلاح الطيب ومحمد السباع القيسي ابوعبدالله ومنصور الطيب واخرون.
واضاف: كانت معظم الاسلحة المعروضة في السوق ألمانية وانجليزية و(عصملية)، فيما كان ابناء السعودية والعراق وسوريا ابرز الزبائن الذين يتزودون بالسلاح من تلك المتاجر، بالاضافة للبدو في الاردن الذين كان كلوب باشا يغض النظر عنهم في السماح لهم باقتناء الاسلحة، حتى يكسب صداقتهم ويتقي الاصطدام معهم نظرا لشجاعتهم وفروسيتهم. اسلحة زمان واشار الطيب الى إن الناس في تلك الحقبة كانوا يرغبون باقتناء السلاح بعيد المرامي لحماية بيوتهم واراضيهم، بالاضافة لسعي شيوخ العشائر في تلك الفترة لتسليح افراد قبائلهم لحماية الاراضي والاعراض والحلال، وكانت ابرز تلك الاسلحة التي تتوفر بمتاجر السوق بواريد الصواري الالمانية والعصملية التركية، والمسدسات من ماركة «ابوعجلين» و»الباربيلو» ومسدس الطاحونة «ابو صندتين» والمنشر الالماني والماوزر و»الميم ون» ، وهي صناعات المانية وفرنسية وبلجيكية وانجليزية وتركية.
وبين الطيب ان سعر البندقية كان يصل حينها من (10-15) دينارا يتضاعف سعرها ثلاث مرات عند الحروب، وكان البدوي يبيع اغنامه ليشتري السلاح، بالاضافة لكونه من تقاليد الزي البدوي والتجند بالسلاح ومجالد الفشك. بين اليوم والامس واستعرض الطيب الفرق بين السوق ايام زمان وهذه الايام، مؤكدا حرص الناس على اقتناء السلاح المرخص التزاما منهم بالحفاظ على القانون، وان السوق هذه الايام يشهد اقبالا منقطع النظير على شراء الخرطوش الذي يحصل على رخصة اقتناء رسمية حسب الاصول، بالاضافة للمسدسات الخفيفة والمستوردة ضمن القنوات الرسمية والقانونية بحيث يتحلى تجار السوق بالالتزام بروح القانون الاردني بهذا الخصوص.
فيما يقول احد وجهاء مدينة معان في صالحية العابد الشيخ خالد ابراهيم الرواد ان السلاح رمز اعتزاز الرجال وهو يعتبر من المقتنيات الاساسية في البيوت في المحافظات، مشيرا الى ان سلاح الاردنيين دوما منذور للدفاع عن وطنهم وحمايته.
وبين الرواد ان ابناء معان عندما استقبلوا طلائع الثورة العربية الكبرى عاهدوا الله ان يكونوا حراسا اوفياء لشجرة آل البيت الهاشمي المباركة.
ويذكر ان شارع طلال التاريخي في وسط البلد يضم العديد من المعالم التراثية العريقة، من ضمنها سوق اليمنية المخصص لتصليح الألبسة وبيع الملابس القديمة، واسواق البخارية والبلابسة وفيلادلفيا وغرناطة والحميدية وعجاج وهي اسواق لبيع الكلف والمطرزات والالبسة المتنوعة، بالاضافة لكون الشارع يضم محال بيع التحف الشرقية والسيوف ومجالد الاسلحة والمفارش العربية والتنجيد وبيع الفراء، ويضم ايضا اعرق محال تصنيع الحلويات الشعبية بالاضافة ايضا الى محال بيع المفارش العربية التراثية والخيم والشوادر ومحال بيع مواد البناء.
اذا.. ستبقى عمان بتاريخها العريق واشراقتها الاصيلة.. جميلة الجميلات.. تزهو بعباءات الفرح.. وترتدي مدرقة اردنية مطرزة بالجوري الشهري والياسمين العماني لترخي جدائلها دوما فوق الكتفين...