عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    18-Jul-2019

الإنسان في وجه ملك - عمر المحارمة
 
الدستور- كثيرة هي التفاصيل الإنسانية التي ظهرت في لقاء جلالة الملك عبدالله الثاني مع ثلاث طالبات من جامعتي اليرموك والأردنية، لكن صورة جلالته في عيون الطالبات الثلاث ربما هي الأبهى لأنها رسالة لكل جيلهن.
أن تجلس ثلاث طالبات إلى شخصية اقترنت بقوة الحضور وشدة التأثير فيحاورنه بكل عفوية ودون تكلف وحواجز يعكس مدى الراحة التي أشاعها جلالته لهن ومدى التواضع الذي لمسته الطالبات وروح الأب الحاضرة التي منحتهن القوة والعزيمة لحوار الملك، هذه الروح لم تكن موجهة للطالبات الثلاث فقط بل إلى كل شباب الوطن.
رسالة الملك من هذا اللقاء هامة لجيل مطالب أن يطلق العنان لقدراته وأفكاره وطاقاته ليوظفها في خدمة وطنه ونفسه، مدفوعا بالعزيمة والتحدي مشفوعا بثقة قائد وبدعمه، فأين هم القادة والملوك المستعدون للجلوس إلى محاورات لا زلن يتلمسن طريق العلم والمعرفة فقط ليقول لهن ولأقرانهن أنا «بظهركم».
لقاء الملك على ما فيه من رسالة مهمة إلى الشباب فيه ما فيه من رسائل لأجهزة الدولة ومؤسساتها ومسؤوليها بأن يثقوا بالشباب ويمنحوهم الفرصة والمساحة التي تحرر طاقاتهم وتطلق أبدعاتهم.
لا شك أن كل من تابع لقاء جلالة الملك مع الطالبات الثلاث شدته التفاصيل الشخصية والإنسانية التي ربما يتحدث فيها جلالة الملك لأول مرة، وعلى أهمية ومعنى هذه التفاصيل إلا أننا يتوجب أن نذهب دوما إلى ما خلف السطور والى الصور المتشكلة من صورة، وعلينا أن نستثمر صورة لقاء الأمس لعكس صور الثقة والدعم و إطلاق التحدي التي انعكست من صورة هذا اللقاء. 
بلدنا يعاني وظروفه صعبة، لكن علينا أن نستذكر مسيرتنا منذ تأسيس الدولة حيث سنكتشف أن الصعوبات والتحديات صفة ملازمة لمسيرة الدولة الأردنية، وأن الفارق كان يأتي دوما من صورة كتلك التي شكلها لقاء جلالته بالطالبات الثلاث، باعتبارها دعوة إلى الإصرار والجد والاجتهاد والثقة بالبلد وقيادته.
دعوة لرؤية الجانب المشرق من وطن بني بحُلم ملوك وعزيمة قادة وإصرار شعب، فعبر رغم شح الموارد وضعف الإمكانات كل الأزمات وكان يخرج دوما أقوى وأبهى لا يلتفت خلفه ولا توقف مسيرته عقبة أو صعوبة.