عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    10-Aug-2025

المركبة الفضائية المستقبلية تحمل ألف شخص إلى الفضاء في رحلة ذهاب بدون عودة

 لندن ـ «القدس العربي»: صمم فريق من العلماء المركبة الفضائية المستقبلية التي قد تنقل المستعمرين من البشر إلى العالم الخارجي في رحلة ذهاب بدون عودة، حيث يمكن لهذه المركبة نقل البشر إلى النجوم، وتستطيع حمل ما يصل إلى ألف شخص في رحلة أبدية للذهاب إلى الفضاء بدون العودة إلى كوكب الأرض.

 
وأطلق العلماء على المركبة اسم «كريساليس» ويمكنها أن تحمل ألف شخص في رحلة ذهاب فقط لمدة 250 عاماً إلى الفضاء العميق، حيث تصل إلى النجوم وتترك البشر هناك يستعمرون أماكن لم يصلوا إليها بعد.
وبحسب تقرير نشرته جريدة «دايلي ميلـ« البريطانية، واطلعت عليه «القدس العربي»، فقد صُممت هذه المركبة الفضائية المستقبلية لنقل مجموعة من البشر في رحلة مدتها 250 عامًا إلى أقرب نظام نجمي وهو «ألفا سنتوري».
وتتميز هذه الأسطوانة، التي يبلغ طولها 36 ميلاً (58 كيلومتراً)، بمجموعة من النظم البيئية الحيوية، وغرف إنتاج الغذاء، ومكتبات، وحدائق، ومساحات سكنية متعددة الطوابق، ومدارس، ومستشفيات، ومجمعات رياضية.
ومن أكثر جوانب المشروع إثارةً للإعجاب «قبة كونية» بارتفاع 130 متراً، مزودة بألواح زجاجية، تتيح لسكانها مراقبة الكون وهم يسبحون بحرية.
وستُشغّل المركبة الفضائية، التي تتسع لحوالي 1000 شخص، بمفاعلات اندماج نووي، بينما تدور سلسلة من الأسطوانات متحدة المركز لتوليد جاذبية اصطناعية.
وسُميت المركبة «كريساليس»، وقد فازت مؤخراً بالمركز الأول في مسابقة تصميم مشروع هايبريون العالمية، التي دعت فرقاً من العلماء والمهندسين والمعماريين والمنظرين الاجتماعيين لوضع خطط مفصلة لـ«سفينة جيلـ«.
ولم يُسمح بالمشاركات إلا باستخدام التقنيات الحالية أو تلك التي يُعتقد أن لديها فرصة معقولة للظهور في المستقبل القريب، بما في ذلك الاندماج النووي. كما لم يُسمح بالسفر بسرعة تفوق سرعة الضوء، وكذلك الأنظمة التي من شأنها إبقاء الطاقم في حالة من الجمود.
وقامت لجنة خبراء ضمت علماء من وكالة «ناسا» بتقييم ما يقرب من 100 طلب مُقدم، حيث تم تقييم كل طلب ليس فقط من حيث التصميم والاستدامة، ولكن أيضًا من حيث مدى توافق سكانه مع بعضهم البعض.
وصرح الفريق الدولي الذي يقف وراء مشروع «كريساليس» أن تصميمهم سُمي تيمناً بـ«الاحتمال المثير للاهتمام المتمثل في وجود مركبة فضائية قادرة على الحفاظ على سلامة سكانها ووحدتهم، جيلاً بعد جيل، حتى وصولهم إلى النظام الشمسي الجديد».
وتتمثل أهداف مهمتها في نقل ركابها بأمان إلى سطح كوكب بروكسيما سنتوري ب، الذي يبعد أربع سنوات ضوئية عن الشمس، مع «الحفاظ على التراث الثقافي والبيولوجي والتكنولوجي للأرض».
وتنقسم المركبة إلى بيئات «قشرية» مختلفة، لكل منها وظيفة مخصصة. وستكون إحدى هذه البيئات موطناً للزراعة والمناطق الأحيائية، بما في ذلك الغابات الاستوائية والغابات الشمالية والمناطق الأحيائية الجافة.
وأكد الفريق أن هذه البيئات بالغة الأهمية لإعادة إنشاء موطن على الكوكب الوافد الجديد. سيكون هناك أيضًا بنك وراثي على متن المركبة، يُخزّن البذور والأجنة والحمض النووي من جميع الأنواع على متن كريساليس، ومن أنواع أخرى على الأرض.
وسيقتصر إنتاج الغذاء على الأنواع النباتية، ما يعني أن جميع من على متن المركبة سيكونون نباتيين. وقال العلماء: «سيُقتصر وجود الحيوانات على جزء صغير لأغراض التنوع والجمال، وليس لإنتاج الغذاء».
وأوضحوا أنه يمكن إنتاج البروتين صناعياً، مثل البروتين المُصنّع في المختبرات اليوم. وسيُحاكي الضوء الاصطناعي على متن المركبة النهار والفصول. وفي الوقت نفسه، سيُعاد استخدام المياه والمغذيات في نظام الحلقة المغلقة.
وستضمّ قشرة أخرى مساحات مشتركة مثل الحدائق، وأماكن الترفيه والاسترخاء، والمكتبات، وغرفاً تحتوي على قطع أثرية ثقافية متنوعة من الأرض.
وأضاف الفريق أن النوافذ والجدران يمكن أن تعمل كشاشات كبيرة لمحاكاة المناظر البانورامية والمناظر الطبيعية الحقيقية للأرض.
وستضمّ القشرة الثالثة مساكن، مقسمة إلى 20 قطاعًا تحتوي على «منازل نموذجية» – وهي وحدة سكنية واحدة لكل ساكن.
وقال الفريق: «يتمحور هيكل عائلة كريساليس حول هوية كل فرد وشعوره بالانتماء إلى مجتمع المركبة الفضائية بأكمله».
وأوضحوا أنه إذا رُزق الزوجان بطفل، فيمكنهما اختيار العيش معًا، ولكن هذا ليس «إلزامياً أخلاقياً».
في هذه الأثناء، يمكن للأفراد تغيير مواقعهم والانتقال إلى قطاعات أخرى إن رغبوا في ذلك.
وستُخصص قبة أخرى لمرافق تطوير التكنولوجيا والمنتجات، بينما تُستخدم قبة أخرى كمخزن للمواد والمعدات والآلات.
ومع ذلك، ستكون قبة الكون «البيئة الوحيدة على متن كريساليس التي يُمكن لسكانها من خلالها مراقبة البيئة الخارجية للفضاء السحيق».
وهنا سيُعقد «المجلس السنوي لكريساليس»، حيث يجتمع جميع السكان في دائرة كاملة. وستواجه القبة عكس اتجاه انطلاق رحلة المركبة الفضائية – الشمس والأرض – للسماح لسكانها «بالنظر إلى الوراء» إلى أصولهم البعيدة.
وقال العلماء إن هذا أمر بالغ الأهمية لسكان المركبة الذين سيقضون حياتهم بأكملها على متن المركبة الفضائية دون إمكانية العيش على سطح كوكب.
وأشاد الحكام بالتفاصيل الدقيقة للخطط، والتي تضمنت شرحاً لكيفية فحص سكانها نفسياً عبر عملية تدقيق استمرت عقوداً قضوها في قواعد معزولة في «أنتاركتيكا».
وقالوا: «يُضفي هيكل القبة الكبير طابعًا دراميًا وسينمائيًا يُذكرنا بأفلام الخيال العلمي الكلاسيكية، في حين أن التخطيط الشامل على مستوى النظام – الذي لا يقتصر على الهندسة المعمارية فحسب، بل يشمل أيضًا كيفية بناء السفينة – يتميز بالقوة الملحوظة».
وأضافوا: «استراتيجية الحماية من الإشعاع متينة، والنهج الهيكلي العملي مناسب تمامًا». وتابعوا: «يبدو أن تصميم المركبة الفضائية العام مستوحى من مفاهيم السفن العالمية العملاقة في ثمانينيات القرن الماضي».
وللأسف، لا يزال من غير الواضح حتى الآن مقدار ما يمكن أن تبنيه هذه السفينة المستقبلية.
وحصلت سفينة «WFP Extreme» على المركز الثاني، وهي تشبه عجلتي فيريس بعرض 500 متر متصلتين ببعضهما.
وقال الدكتور أندرياس هاين، المدير التنفيذي لمعهد الدراسات بين النجوم: «لم يكن مشروع هايبريون مجرد مسابقة تصميم، بل هو جزء من مشروع أوسع لاستكشاف إمكانية وصول البشرية إلى النجوم يوماً ما».
وأضاف: «يتصور المشروع كيف يمكن لحضارة أن تعيش وتتعلم وتتطور في بيئة شحيحة الموارد، وقد يوفر أيضًا رؤى قيّمة لمستقبلنا على الأرض. طلبنا من المشاركين دمج الهندسة المعمارية والتكنولوجيا والأنظمة الاجتماعية لتصور مجتمع فعال يمتد لقرون، وكانت النتيجة فاقت التوقعات».