عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    17-Aug-2025

في اليوم العالمي.. الوعي والثقافة والثقة بالقدرات سلاح الشباب لتحقيق التنمية

 الغد-تغريد السعايدة

 احتفلت وزارة الشباب ومنظمة "اليونيسف" الأسبوع الماضي بـ"اليوم العالمي للشباب"، الذي يصادف في الثاني عشر من آب (أغسطس) من كل عام، حيث اجتمع عدد من الشباب الحريصين على أن يكونوا جزءا من هذا اليوم الذي يحتفي به العالم تحت شعار: "إشراك الشباب في توطين أهداف التنمية المستدامة".
 
 
ويؤكد الأردن، شأنه شأن دول العالم كافة، حرصه على دعم الشباب وتمكينهم من خلال مبادرات رسمية وأهلية، وبما يتناسب مع الإمكانات المتاحة. وقد أثبت الشباب الأردني حضورهم المميز في العديد من المحافل الدولية، وأظهروا قدراتهم في مجالات حيوية ومهمة، من أبرزها المساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
 
وبحسب بيان الأمم المتحدة، فإن الاحتفاء هذا العام يركز على "الدور الفريد الذي يضطلع به الشباب في تحويل الطموحات العالمية إلى واقع مجتمعي نابض بالحياة، في الوقت الذي يسعى فيه شركاء التنمية إلى تكييف الأهداف العالمية وتنفيذها ضمن سياقات محلية تستجيب لاحتياجات المجتمعات، مع الحفاظ على الاتساق مع الالتزامات الوطنية والدولية".
وينوه البيان الصادر بمناسبة "اليوم العالمي للشباب" إلى أن: "الشباب هم شركاء لا غنى عنهم في هذا المسار، وهم يقدمون إبداعا ثريا، وبصيرة نافذة، وصلات متينة بمجتمعاتهم المحلية تتيح سد الفجوة بين السياسات والتطبيق". ونظرا لكون أكثر من 65 % من غايات أهداف التنمية المستدامة ترتبط بالحكم المحلي، فإن إشراك الشباب لم يعد ترفا، بل ضرورة حتمية.
ومن بين النماذج الشبابية الفاعلة، يبرز عبد الرحمن نوفل، خريج جامعة الطفيلة التقنية في تخصص اقتصاد الأعمال، وهو شاب طموح يسعى إلى تعزيز دور الشباب في تنمية المجتمع، من خلال مبادراته ومساهماته المتعددة، سواء في المجال المجتمعي أو الثقافي الذي يحرص على ترسيخه لدى أبناء وبنات منطقته.
ويؤكد نوفل، في حديثه عن دور الشباب في التنمية المستدامة، أنه "حين نتحدث عن التنمية المستدامة، فإن أول ما يتبادر إلى أذهاننا هو طاقة الشباب والشابات في الأردن؛ تلك الفئة التي تشكل أكثر من نصف المجتمع، وتمتلك الحماس والإبداع والقدرة على تحويل الأفكار إلى إنجازات حقيقية".
كما يوضح أن التنمية المستدامة لا تقتصر على حماية البيئة أو تطوير الاقتصاد، بل هي منظومة متكاملة توازن بين احتياجات الحاضر وحقوق الأجيال القادمة، وهو ما لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال جعل الشباب جزءًا أساسياً في عملية صنع القرار والتنفيذ. ومع ذلك، يعترف نوفل بوجود معيقات في المجتمع المحلي ما تزال تحد من قدرة الشباب على الإسهام الكامل في مسيرة التنمية.
وأبرز تلك المعيقات، وفق نوفل، هي "محدودية فرص العمل التي تدفع الكثير من الكفاءات للهجرة أو العمل في مجالات لا تعكس إمكاناتهم"، إضافة إلى ضعف التمويل للمشاريع الريادية التي يمكن أن توفر حلولا مبتكرة للتحديات البيئية والاقتصادية، والحاجة إلى رفع مستوى الوعي البيئي لدى المجتمع، لأن التنمية المستدامة تبدأ من السلوك الفردي اليومي.
ومع ذلك، فإن الحلول، التي يقترحها نوفل من خلال حديثه، وهي موجودة وقابلة للتنفيذ إذا ما توفرت الإرادة والدعم، وبإمكان الشباب الاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة مثل الألواح الشمسية في المنازل والمزارع لتقليل الاعتماد على المصادر التقليدية وخفض التكاليف، والعمل على إعادة التدوير وتشجيع الاقتصاد الدائري الذي يقلل النفايات ويعيد استخدامها.
كما يمكن التشجيع على تبني تقنيات الزراعة المائية والزراعة الذكية لتوفير المياه وزيادة الإنتاج، وإطلاق منصات رقمية شبابية لتبادل الأفكار والحلول البيئية والاقتصادية، إضافة إلى تعزيز روح التطوع من خلال حملات التشجير وتنظيف الأودية وحماية المحميات الطبيعية لرفع الوعي وتحفيز السلوك الإيجابي، وأيضا من أهم الأمور التي يجب أن تضاف للشباب والشابات دور الوعي الثقافي فهو أساس الفكر التوعوي وتنموي لدى الفرد نفسه.
ويؤكد نوفل، أننا في الأردن لدينا أمثلة مشرّفة لشابات وشباب أطلقوا مشاريع في مجال الطاقة الشمسية وإعادة التدوير والزراعة المستدامة والحلول الرقمية لترشيد المياه وحماية الموارد الطبيعية، مما يثبت أن الحلول ليست حكرًا على المؤسسات الكبرى، بل يمكن أن تبدأ من فكرة صغيرة يحملها شخص مؤمن بقدرته على إحداث فرق.
وبحسب رأيه، يقول نوفل إن الحل الجوهري يكمن في توفير تعليم نوعي يربط بين المعرفة الأكاديمية واحتياجات سوق العمل المستقبلي خاصة في مجالات الاقتصاد الأخضر والتكنولوجيا المستدامة، وتسهيل وصول الشباب إلى التمويل والدعم الفني والتدريب لتحويل أفكارهم إلى مشاريع قابلة للتنفيذ، وفتح المجال أمامهم للمشاركة الفاعلة في صياغة السياسات المحلية والوطنية لأنهم الأقدر على التعبير عن احتياجات جيلهم وتقديم حلول واقعية.
ويختم نوفل قوله بأنه "مؤمن أن الشباب والشابات في الأردن لا يحتاجون سوى للثقة والفرصة، فإذا منحناهم الأدوات والبيئة المناسبة فإنهم قادرون على قيادة مسيرة التنمية المستدامة وتحويلها من هدف نظري إلى واقع يلمسه كل مواطن من الشمال إلى الجنوب ومن البادية إلى الحضر، فالتنمية ليست رفاهية بل ضمان لمستقبل أردن مزدهر وعادل وآمن للأجيال القادمة.
وفي هذا اليوم، أكد المسؤولون في الصندوق الأردني الهاشمي للتنمية البشرية، عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، على "الدور الفريد للشباب في تحويل الطموحات العالمية إلى واقع محلي ملموس"، إذ أن أكثر من 65 % من أهداف التنمية المستدامة ترتبط بالحكم المحلي، "مما يجعل الشباب شركاء لا غنى عنهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة محليًا وعالميًا".
فيما نشرت منصة نسيج للتنمية المستدامة، منشوراً قالت فيه أن "المؤسسة نؤمن أن الشباب هم النسيج الحيوي الذي تُحاك به أحلام الوطن وتُصنع به مستقبله واليوم نحتفي بطاقة الشباب، بإبداعهم، وبقدرتهم على التغيير الإيجابي فهم قادة اليوم قبل أن يكونوا قادة الغد، وهم شركاؤنا في بناء مجتمع أكثر استدامة وعدالة"، داعيةً إلى الاستمرار في استثمار طاقات الشباب والاستماع إلى أصواتهم، والعمل معهم يدًا بيد من أجل غدٍ يليق بطموحاتهم".
من جهته قال الناشط في مجال العمل الشبابي حمزة بسام أبو خضير إن يوم الشباب العالمي يذكرنا دوما أن لا كلمات تكفي للشباب الأردني الوفي، أولئك الذين حملوا على عواتقهم أمانة الحاضر، وزرعوا بذور المستقبل بأيدٍ تعانق السماء، وشبابٌ لا يعرفون الكلل، ولا يهابون الصعاب، ينسجون من عرق جبينهم قصص عزيمةٍ وإصرار، ويرسمون من صبرهم ملامح النصر والنجاح.
ويضيف أبو خضير أن الشباب هم قلب الوطن النابض وسر الحياة المتجددة في أوردته، وشعلة النور التي لا تخبو، تشرق معهم شمس الفجر كل يوم، ويسهرون على تحقيق الأحلام حتى آخر ساعات الليل، يزرعون بحبهم وعملهم بساتين العلم والإبداع، ويرفعون راية المثابرة على أرض هذا الوطن العزيز.
وفي هذا اليوم أيضاً، يقول أبو خضير إن الشباب الأردني وفي ربوع الأردن الحبيب، حيث يلتقي التاريخ العريق بحلم الغد الزاهر، يثبت أنهم قادة التغيير الحقيقي، وركائز البناء الصلبة، وحَمَلة رسالة التنمية المستدامة في مجتمعاتهم المحلية، يسخّرون طاقاتهم وإبداعهم لخدمة الناس، ويجعلون من مشاريعهم ومبادراتهم جسورًا نحو الغد المشرق.
ويضيف أبو خضير "بعلمهم وعملهم وعزمهم يرسّخ الشباب الأردني أسس النهضة، وبالتخطيط الواعي والجدارة يشقون دروب المجد والفخار، واضعين مصلحة الوطن وأهله فوق كل اعتبار"، لذا نحن، معشر الشباب، نجدد في هذه اللحظة العظيمة عهدنا بأن نكون الأوفياء لرسالة التنمية المستدامة، نبني ونرتقي، ونحافظ على مواردنا، ونصون بيئتنا، ونُسهم في رفعة مجتمعاتنا المحلية، لتبقى رايات الخير والنماء مرفرفة فوق ثرى الأردن الطاهر، لبناء مستقبلٍ مشرق تُزهر فيه التنمية، ويتحقق فيه الازدهار لكل أبناء الوطن.
وفي ذات السياق، يقول الناشط في المجال التطوعي الشبابي ومؤسس وقائد فريق العطاء التنفيذي التطوعي يزن أبو هزيم إن تفعيل دور الشباب الأردني في المبادرات الوطنية والمجتمعية ركيزة أساسية للتنمية الشاملة والمستدامة في المملكة، فالشباب هم الشريحة الأكبر من المجتمع ولديهم طاقات وإمكانات هائلة يمكن استثمارها لدفع عجلة التقدم في مختلف المجالات.
وعن أهمية تفعيل دور الشباب، يرى أبو هزيم أن تحقيق التنمية المستدامة يعتمد على امتلاك الشباب القدرة على ابتكار حلول للمشكلات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، مما يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة على المدى الطويل، وبناء مستقبل أفضل، من خلال مشاركتهم الفاعلة.
كما يمكن للشباب، وفق أبو هزيم أن يكونوا شركاء حقيقيين في صناعة القرار ورسم السياسات الوطنية، مما يضمن أن تتماشى هذه السياسات مع تطلعاتهم واحتياجاتهم المستقبلية، بالإضافة إلى تعزيز الانتماء والمواطنة الصالحة، من خلال تفعيل دور الشباب في المبادرات يغرس فيهم قيم الانتماء للوطن والمساهمة الإيجابية في مجتمعهم، ما يعزز لديهم حس المسؤولية تجاه القضايا الوطنية.
وأيضا يمكن من خلال تمكين الشباب في مجال التنمية المستدامة أن يؤدي إلى اكتشاف وتنمية المواهب، كما يرى أبو هزيم، وذلك من خلال توفير الفرص لهم للمشاركة في المبادرات والذي يساعد على اكتشاف وتنمية قدراتهم ومهاراتهم الإبداعية والقيادية، مما يؤهلهم ليكونوا قادة المستقبل.
ولا ننسى كذلك الدور المهم الذي يمكن أن يساهم الشباب الأردني في التنمية المستدامة للشعوب من خلال" مكافحة التطرف والبطالة"، إذ يرى أبو هزيم أن الشباب عندما يحظون بالفرص للمشاركة والعمل، فإن ذلك يقلل من شعورهم بالإحباط واليأس، وبالتالي يحصنهم من الانجرار نحو الأفكار المتطرفة ويسهم في إيجاد حلول لمشكلة البطالة من خلال ريادة الأعمال والمبادرات الذاتية.
وبعد كل ذلك، لا بد وأن يكون للشباب الأردني دور فعال وبارز في دعم الاقتصاد الوطني، حيث يمكن للشباب الرياديين والمبتكرين أن يسهموا بشكل كبير في تنشيط الاقتصاد الوطني من خلال إطلاق المشاريع الناشئة وتوفير فرص العمل، والتي يرى فيها أبو هزيم أنها تساهم كذلك في تعزيز العمل التطوعي، والذي يساهم بتفعيل دور الشباب في نشر ثقافة العمل التطوعي والخدمة العامة، مما ينعكس إيجابا على المجتمع بأسره ويعزز التكافل الاجتماعي.