عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    06-Aug-2020

إطلالة على كتاب .. لماذا يفوتنا القطار دائمًا؟ للباحث الدكتور سلطان المعاني

 

بقلم : سامر المعاني
الدستور- في كتاب لماذا يفوتنا القطار دائما ؟ جاء هذا العنوان الأخاذ والمتضمن سؤالا يسيطر على اذهان جميع ابناء الضاد ونحن نعيش حياة وظروفا صعبة بين مراحل زمنية كانت الشمس منارتنا التي انارت البشرية سلاما وقناديل طرقت كل ابواب العلوم والإبداع، ومراحل وحقبا جعلت الشمس في بلادنا تحجبها غيوم فارغة مكسوة بالخوف والإحباط والتراجع والضعف في زمن لا يحمل في ضلوعه غير مبدأ المصلحة والمنفعة المشتركة بعيدا كل البعد عن الأحاسيس حتى وان كانت على شكل صرخات ثكلى أو أشلاء أطفال.
ضمن 24 مقالا و في لغة جزيلة ومفردات بالغة الدقة وعميقة الأفق وبين رشاقة وتكثيف اللغة اجاد المعاني بدمج مقالاته لتكون أدبية مبللة بالصور والشواهد والدلائل حصاد معرفة واسعة وثقافة موسوعية تاريخية ومكانية وعلمية وهو الاكاديمي والباحث والأديب وله في هذه الحقول المئات من الابحاث والكتب والمرجعيات والمقالات.
 يتسم «لماذا يفوتنا القطار دائما؟» بوحدة الموضوع وتنسيق وتجانس مدهش، ثري باقتناص الافكار والمفارقات والمقارنات الزمنية والجغرافية والتحولات التي اثرت على جميع مفاصل الحياة والعلاقات البشرية من خلال التحولات الاقتصادية والسياسية العالمية والتطورات العلمية والتكنولوجية الهائلة التي جعلت العالم اكثر اقترابا والتصاقا من حيث سهولة وسرعة الوصول والبحث للهدف والنتيجة؛ ما جعله ايضا اقل خصوصية سوغ الكثير من التحالفات وركوب موجة الأيديولوجيا الرافضة للآخر ليكشف المعاني ما استفاقت عليه الأمم مسبقا وما بقيت عليه كثير من الشعوب الباحثة عن ركوب قطار المدنية والتطور وبالتأكيد عالمنا العربي لم يلحق بهذا السبق، يقفون على الشواطئ يناظرون المراكب وتلاطمهم الامواج باحثين على البحر الآمن وصناع قوافل الانطلاق. ومن هنا للأسف بقيت سراديب الديمقراطية والنجاة بالأجيال مكبلة
 بين مفاهيم قيمية ومجتمعية متغيرة ترامت على ارصفة العولمة والتطور العلمي وتحولات كونية وصراعات حضارية وانحدار القيم الانسانية وتمزيق الروابط المجتمعية والقومية والانسانية؛ فتجد عالمنا الصغير في هذا الكون الممتد منذ الأزل يفقد البوصلة للنجاة من صراع الغاب الذي تقوده مدلولات مسمومة باحثة عن سيادة العالم بكل وسائل الأنانية،غير ملتفتة لما ستتركه من فجوة بشرية ليمضي القطار سريعا ويخسر الحضور من اشغله ماضيه المتأزم بسفاسف الأمور بينما القطار يمضي منذ امد طويل يحجز ركبانه مقاعد العالم الذي يقود الإعلام والبحث العلمي ويسير كل مفاصل الحياة كما يشاء، علاقته بالاخر من خلال مشاهدات في بعض دقائق تضيع في زحام الأحداث والتقلبات.