یدیعوت أحرنوت
رئیس إسرائیل بیتنا افیغدور لیبرمان ھو مسبب الازمة الدراماتیكیة والأكثر أھمیة التي كانت ھنا
منذ سنوات طویلة. عملیا، لیس لھذا سابقة تاریخیة: فالمرشح الذي فاز في الانتخابات وتلقى
التكلیف بتشكیل الحكومة لم یوقع على اتفاق ائتلافي حتى ولا مع حزب واحد – قبل یومین فقط من
الموعد الأخیر والنھائي لعرض الحكومة على رئیس الدولة والجمھور. في الساحة السیاسیة تبلور
امس تقدیر معقول: ھذه ازمة حقیقیة وحادة خرجت عن السیطرة. لم تعد ھذه تھدیدا عابثا. احد لا
یرید حقا التوجھ الى الانتخابات، ولكن الساحة السیاسیة توجد على ھذا المسار السيء.
ما الذي یمر في رأس لیبرمان ھیھ الایام؟ ھل ھو مجند من أجل قانون التجنید أم مجند لاسقاط
نتنیاھو، كما یدعون في اللیكود وفي الاحزاب الاصولیة؟ لیبرمان ھو الرجل الذي یعرف نتنیاھو
اكثر من أي سیاسي آخر. فھو یرافقھ منذ بدأ طریقھ السیاسي في اللیكود. ومنذئذ وھما معا او في
مسارین متوازیین.
العلاقات بین لیبرمان ونتنیاھو معقدة. فقد اعترف بنتنیاھو بانھ مرشح الیمین لرئاسة الوزراء
ولقیادة المعسكر الوطني ولكنھ لم یر فیھ ابدا ایدیولوجیا عظیما. من ناحیة لیبرمان، فان نتنیاھو ھو
زعیم نجح في احتلال معسكر الیمین بحمیة الكلام وبخطابات لامعة ومصقعة على حساب الایدیولوجیا.
لقد كانت حملة الانتخابات الاخیرة الشرخ الأكبر بین الرجلین. فقد اتھم لیبرمان نتنیاھو علنا بانھ
حاول تصفیة إسرائیل بیتنا في الانتخابات الأخیرة والمس بھ في اوساط الجمھور الروسي. وروى
لیبرمان بان صحیفة نتنیاھو شطبت إسرائیل بیتنا من الاستطلاعات في الأیام الاخیرة ما قبل
الانتخابات وان قیادة الانتخابات في ا للیكود ادارت حملة شخصیة ضد لیبرمان تحت عنوان ”خسارة على صوتكم. لیبرمان لن یجتاز نسبة الحسم“.
في الایام الاخیرة یظھر لیبرمان على قناعة بان نتنیاھو یفكر بجدیة بالتوجھ مرة اخرى الى الانتخابات كي یصفیھ سیاسیا. ویستعین نتنیاھو برجل الاستطلاعات رافي سمیث كي یجري استطلاعات عمیقة في اوساط الجمھور الروسي، بھدف فحص كیف یمكن نقل منتخبي لیبرمان من الشارع الروسي الى اذرع اللیكود. وفي صالح لیبرمان یقال ان شروطھ لقانون التجنید طرحھا منذ الیوم الاول للمفاوضات الائتلافیة، ولكن نتنیاھو لم یأبھ بھ وانشغل بقانون آخر تماما: قانون الحصانة. كیف قال لیبرمان؟ ”الیمین لیس عبادة شخصیة“. من جھة اخرى من شأن لیبرمان ان یدفع ثمنا سیاسیا وانتخابیا على ھذه المبادئ اذا لم یستطب الجمھور التوجھ المتجدد الى الانتخابات ویتھمھ ھو بذلك.