عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    18-Oct-2021

مثقفون ينعون ليلى الأطرش: خسارة رمز إبداعي مهم

 الغد-عزيزة علي

 نعى كتاب وأكاديميون ومثقفون الروائية والقاصة والإعلامية ليلى الاطرش التي رحلت صباح أمس، بعد مسيرة حافلة بالعطاء والانجاز.
وزيرة الثقافة هيفاء النجار نعت الأطرش، التي رحلت بعد حياة حافلة بالإبداع الأدبي، واستذكرت النجار جهود الأطرش كروائية وقاصّة تبنت العديد من القضايا الإنسانية والاجتماعية، ودافعت عن المرأة والإنسان، وانتصرت لقضاياهم، وكانت لهم نعم العون والنصير.
كما أشارت الوزيرة إلى مساهمات الاطرش الفاعلة خصوصا في إطلاق مشروع “مكتبة الأسرة / مهرجان القراءة للجميع” الذي تشرف عليه وزارة الثقافة، حيث كانت مسؤولة الإعلام والناطق الرسمي باسم المشروع في العام 2007، إضافة لإسهامها الفاعل في إعداد ملف الأردن في معجم الكاتبات النسويات الصادر بالفرنسية عن اليونسكو 2013.
ونعى أكاديميون ومثقفون ليلى الاطرش، حيث رأى استاذ اللغة العربية في جامعة فيلادلفيا د. يوسف ربابعة “ان يموت الكاتب وتبقى الكتابة، ذلك أن الأثر الذي نتركه هو بذرة الخلود التي تؤرقنا وتجعلنا نبدع ونكتب، وبرحيل ليلى الأطرش يمكننا أن نستذكر الخلود في رواياتها ومسرحياتها وتأليفها بشكل عام.
ويضيف، “لا شيء يفاجئنا أكثر من الغياب الأبدي رغم أنه الحقيقة الوحيدة التي لا نختلف عليها، ورغم تلك الحقيقة إلا أننا نحزن ونتألم حين نسمع خبر وفاة كاتب أو مبدع أو صديق، فكيف إذا كان المتوفى كل ذلك، إنها ليلى الأطرش بما تحمل من دفء المجلس والخطاب والحوار، كلما كانت هناك فرصة للقاء ثقافي وأدبي. نعزي أنفسنا ونعزي الكتاب والمبدعين بهذا الفقد، ونترحم عليها مستذكرين كل ما قدمت للأدب والإبداع، والعزاء لأبنائها وعائلتها”.
من جانبه قال الروائي مجدي دعيبس “لم أكنْ قد التقيتُ ليلى الأطرش- على الرغم من اطلاعي على أعمالها الروائية والقصصيّة- حتّى كان السفر إلى الدوحة بداعي الفوز بجائزة كتارا. كانت برفقة زوجها المرحوم فايز الصياغ الشاعر والمترجم المعروف. التقينا في الفندق وتحدّثنا، كانت تحافظ على ابتسامتها ونظراتها الودودة رغم شعورها بالتعب بسبب المرض”.
من جانبها قالت عضو رابطة الكتاب الأردنيين القاصة الدكتورة نهلة الجمزاوي، “وفاة الزميلة الروائية ليلى الأطرش خبر مؤسف ومباغت، فهي قامة أدبية كبيرة نعتز بها، وبرحيلها تفقد الساحة الأدبية صوت إنساني شفاف وعميق، فقد أضافت للمكتبة العربية أعمالاً قيمة، عالجت خلالها القضايا الإنسانية والاجتماعية، كما كان لها دور في الدفاع عن حقوق المرأة عموماً والمرأة العربية على وجه الخصوص، وما تتعرض له من اضطهاد، وقد برعت في فنون إبداعية متعددة وتنقلت بين الرواية والمسرح والكتابة الإعلامية، فكان صوتها معبراً عن موقف المثقف العضوي المتماهي مع قضايا أمته وهمومها.” وقالت “العزاء في إرثها الإبداعي الذي أجده إضافة نوعية للأدب العربي المعاصر”.
من جهته قال مدير عام الآداب والنشر بوزارة الثقافة الفلسطينية الشاعر عبد السلام عطاري برحيل ليلى الأطرش، “تخسر الحركة الثقافية العربية اسمًا عاليًا ورمزًا فاعلاً من أسماء الثقافة التي حفرت بجهدها وبجدّها مكانة عالية في عالم الإبداع. ولليلى بهاء الحضور الذي يلفت الانتباه إذا غاب.
واشار عطاري الى العلاقة التي تربطه بالأطرش فهي كما قال عنها “الأخت والصديقة والمعلمة، ربطتنا بها علاقة ليس من السهل نسيانها، حيث ستترك في حزوز الذاكرة حزنًا كبيرًا وألمًا صعبًا برحيلها”. عزائي؛ أن إرثها الكبير والكثير سيظل يشكلّ علامة ظاهرة وجميلة في حياتنا وحياة الأجيال، الأطرش الاسم الجميل الذي سيظل يشرق ويضيء ضفتنا كلّما لاحت شمسها وطلّ وجه ذاكرتها الضحوك.. ليلى حكايتنا التي لن تغيب ولن تنسى.
ويذكر أن ليلى الأطرش، روائية أردنية ترجمت روايتها وقصصها القصيرة إلى عدة لغات من بينها الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والكورية والألمانية والعبرية وتُدرّس بعضها في جامعات أردنية وعربية وفرنسية وأميركية، عملت من خلال كتاباتها للدفاع عن قضايا إنسانية واجتماعية، ورصدت معاناة المرأة العربية ومن خلال أعمالها الروائية التسعة وأعمالها الأدبية الأخرى، ومقالاتها، وتحقيقاتها الصحفية وبرامجها التلفزيونية، وأخيرا الكتابة للمسرح. دعت كمحررة للموقع الإلكتروني “حوار القلم” إلى نبذ التطرف والعنف الاجتماعي والفكري، ونشر قيم التسامح والتعايش وعدم التمييز الجنوسي، كما رصدت معاناة المرأة العربية في أوطانها، وكسرت العديد من التابوهات بطرحها قضايا اجتماعية خلافية.
أسهمت الاطرش في إطلاق مشروع “مكتبة الأسرة”، “والقراءة للجميع”، في الأردن 2007 وكانت مسؤولة الإعلام والناطق الرسمي باسمه. اختارها تقرير التنمية الإنسانية العربية الرابع عن نهوض المرأة الكاتبات ممن تركن أثرا واضحا في المجتمع، واختارتها مجلة “سيدتي”، الصادرة بالإنجليزية العام 2008 كواحدة من أنجح 60 امرأة في العالم العربي. كما اختارتها جامعة أهل البيت، ثم جامعة عمان الأهلية وحركة “شباب نحو التغيير”، كشخصية العام الثقافية في الأعوام 2009 – 2010-2011.
شاركت في برنامج الكاتب المقيم في جامعة أيوا الأميركية 2008، لفصل دراسي كامل، كما حاضرت في جامعة شاتام في بنسلفانيا، ونورث وست في شيكاغو، ومانشستر البريطانية، وجامعة ليون الثانية الفرنسية. ومنحت نوط الشجاعة الأميركي. ترجمت بعض رواياتها وقصصها القصيرة ومقالاتها إلى 9 من اللغات الأجنبية، وقرر بعضها في جامعات أردنية وعربية وأميركية، وقدمت عنها رسائل جامعية عديدة في بلدان عربية وفي إيران والصين والهند وباكستان. أسهمت في إعداد ملف الأردن في معجم الكاتبات النسويات الصادر بالفرنسية عن اليونسكو 2013، حولت بعض أعمالها الأدبية إلى مسلسلات إذاعية، ونالت برامحها الأدبية والاجتماعية جوائز في مهرجانات الإذاعة والتلفزيون.
صدر لها العديد من المؤلفات روائية وقصصية منها “وتشرق غربا”، “امرأة للفصول الخمسة”، “يوم عادي وقصص أخرى”، “ليلتان وظل امرأة”، “صهيل المسافات”، “مرافئ الوهم”، كما صدرت الأعمال الكاملة أمانة عمان، “رغبات.. ذاك الخريف”، “أبناء الريح”، “ترانيم الغواية”، “لا تشبه ذاتها”.
وحصدت الاطرش العديد من الجوائز والتقدير منها جائزة الدولة التقديرية في الآداب في فلسطين 2017، جائزة الدولة التقديرية في الآداب في الأردن 2014، جائزة “جوردن أوورد” كأحسن روائية أردنية عن “رغبات ذاك الخريف” 2010، منحة التفرغ الإبداعي الأردني 2008، الجائزة الذهبية عن إعداد وتقديم الفيلم التسجيلي “اليهود المغاربة”، في مهرجان القاهرة، والجوائز الفضية عن إعداد وتقديم البرنامج التسجيلي “عرار شاعر ثائر”، في مهرجان دول الخليج العربية في البحرين، وعن إعداد وتقديم “بقعة ضوء”، عميد الأدب العربي طه حسين، وهي حلقة من برنامج “فكر وفن” في مهرجان دمشق.