عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    13-Feb-2020

تقزيمُ الحب* رمزي الغزوي

الدستور -

 
 متى ندرك أن الورد الأحمر لغة لا صلة لها بكل ثرثرات العالم ولثغاته؟!. لغة لا تقولها كلمات أو آهات. الوردة الحمراء هي قلب عاشق ملتاع. هي قلوبنا الراعشة كسمكة غادرت نهرها الشاهق بالحياة. قلوبنا عندما نهديها لأحبتنا ملفوفة بأنفاسنا الحرّاقة شوقاً. كل يوم وأنت الحب.
 
اليوم سنحتاج إلى وردة حمراء كبيييييرة، مثل قبلة على شوق وغياب. وردة أكبر من هذا التعب الذي نخرنا كسوس الحطب. وسنحتاج ليوم لا تغرب شمسه، قبل سنة أو قرنين من الزمان!. بل سنحتاج لعيد من نوع آخر، عيد يشعرنا بنبض حرارتنا عن بعد، فما زال الرماد يخبئ (توالي) جمرنا. 
 
في هذا الزمن المنزوع منه دسم الحب، صرنا نتظاهر بأننا نحب، ونعشق. بعد أن غدونا آلات مبرمجين: لا يدهشنا شيء، ولا يلفتنا شيء!. وبعد أن نسينا في غمرة تيهنا أن الأوكسجين أو الماء أو الهيدروجين ليست هي الأشياء التي جعلت الحياة متاحة وممكنة على كرة الأرض. إنه الحب من جعل هذا الكوكب عش الإنسان المؤثث بالحياة!. يحيا الحب.      
 
العشاق الحقيقيون لا يقفون عند يوم وحيد للحب، يوم يمر مرور الطيف، بل هم دوماً على قيد الحب، دوماً يتجددون ويستعيدون أنفسهم عشاقا للمرة الأولى، كل واحد منهم سيستعيد نفسه حين رمى وردته الأولى بخجل في درب حبيبته ذات الشعر المربوط كذيل حصان. عندها نحسُّ كم كبرنا بالحب، وكم جعلنا مختلفين هذا الحب. لقد كبرنا وظلت أخطاؤنا تكبرنا بسبعةِ أقمار، ولكننا لم نأبه بشيء، فحبيبي كان يسجِّل أخطائي على دفتر صغير، بقلم رصاص وبيده ممحاة بحجم السماء. 
 
هذا العالم الاستهلاكي قزّم الحب وضغطه وحجّمه وحشره في زجاجة عطر صغيرة، واختصره في يوم واحد، ووردة بلاستيكية قبيحة، ويريدنا أن نحتفي به في يوم وحيد بليد، بل وجعل من الحب لغة للجسد. فصرنا نحب بعيداً جداً عن جوانية الروح وخلجاتها.              
 
فهل سيكون علينا أن نصنع وردةً من قلوبنا؟!. وردةً أكبر من كل ورود القديس (فالنتاين)، ثم نهديها إلى جراحنا الراعفة، فبالحب نبرأ، وبالحب نطيب. وقد لا نحتاج لثمة وردة حقيقية من بتلات وعطر. بل نحتاج للمحبة البسيطة!. في يوم الحب نريد قلوباً لا تصاب بالاحتشاء المادي وشرايين لا تتكلس بتوافه الأمور. نحتاج وروداً لا تذبل أبداً. نحتاجا قلبا طازجا كوردة حمراء أيقظها الندى.