الدستور
حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله وخلال لقائه بـ (اجتماع عمان)والذي ضم وزراء خارجية الأردن ومصر وفرنسا وألمانيا والممثل الخاص للاتحاد الأوروبي في عملية السلام، أكد ثوابت الموقف الأردني من قضية فلسطين، واساسه اقامة دولة فلسطينية على حدود 1967م، وعدم شرعية الاستيطان ومصادرة الأراضي، وأن الوصاية الهاشمية على المقدسات لا تقبل المساومة .
مواقفنا ثابتة..فالثوابت الهاشمية تتطابق والموقف الفلسطيني، وتمثل السند الأقوى له عربيا ودوليا، وكلنا يتذكر كلمات جلالة الملك أن أي خطوات إسرائيلية أحادية تنفذ خطة الضم للاغوار والمستوطنات وأجزاء من الضفة الغربية تعني الاصطدام معنا، وكلنا يتذكر تحذيرات جلالته لأعضاء في الكونغرس الأمريكي بغرفتيه النواب والشيوخ من تغطية خطوات الضم الإسرائيلية،وأن هذا الموقف الثابت دفع الإدارة الأمريكية إلى تجميد مشروع خطة الضم وعدم منح إسرائيل الضوء الأخضر لها،ولهذا اضطرت حكومة نتنياهو إلى تأجيل مشروعها بانتظار فرصة ثانية لتنفيذ ما تريده.
مواقفنا ثابتة..هذا القول لجلالته أمام اجتماع عمان أوصل رسائله إلى إسرائيل وصناع القرار في واشنطن، وان الاتحاد الأوروبي مطالب بدوره في اسناد حل الدولتين والضغط على إدارة ترمب لتاخذ موقفا أكثر توازنا من قضية فلسطين ،وهذا الجهد الديبلوماسي الهاشمي هدفه تجاوز الاصطفافات الإقليمية الجديدة في الشرق الأوسط لصالح إسرائيل، وبما لا يؤثر على حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولنه على ترابه الوطني .
مواقفنا ثابتة..اقترنت الاقوال بالأفعال،فجلالته بات الزعيم العروبي الهاشمي وحيدا يناضل من أجل نيل الفلسطينيين دولتهم وأنه يتحرك سياسيا وعلى كل المستويات في أوروبا وأمريكا وأنه ينفرد بدعم وإسناد السلطة الفلسطينية وقيادتها وأنه لا يقبل محاولات الالتفاف على حقوق الشعب الفلسطيني وخرق القانون الدولي والإنساني، ورسالته في هذا الشأن كانت واضحة لجهة مطالبة الاتحاد الأوروبي والدول الوازنة فيه كي تأخذ دورها في منع خرق القانون الدولي، والطلب من واشنطن عدم الإعتراف بأي خطوات إسرائيلية أحادية، وهذا يؤكد اقتران الأقوال الهاشمية بالموقف الثابت بالأفعال سياسيا، وأن عمان باتت قلب العروبة النابض بالحياة والشريان التاجي الوجيد لابقاء قضية فلسطين ضمن ثوابت أهلها وحقوق شعبها المناضل.
جلالة الملك حفظه الله، صوته في عواصم القرار العربي وفي أروقة الإتحاد الأوروبي وفي واشنطن وموسكو بات الأقوى في إسناد الحق الفلسطيني، واجتماع عمان يوازي بقوته السياسية كل الاصطفافات الجديدة في واشنطن لصالح إسرائيل، والرسالة التي قرأها الإسرائيلي بتمعن أن خطواته المحمومة ومحاولاته القفز على حقوق وثوابت قضية فلسطين لن تمر وأن القرار العربي هنا، ولا مساومة على وصايتنا على المقدسات الإسلامية والمسيحية،وأن السلام العادل أساسه حل الدولتين، وان السلام الشامل لا يمكنه تجاوز حقوقنا وحقوق الشعب الفلسطيني على ترابه الوطني.
الثبات الهاشمي هو أساس ثبات السلطة الفلسطينية في مواقفها وأساس تثبيت حقوق الشعب الفلسطيني، وأساس ثبات الموقف الأوروبي وعدم تهور واشنطن في دعمها اللامحدود لإسرائيل، وأن الثبات الهاشمي هو الأساس لتحقيق السلام العادل والشامل وأساس استقرار المنطقة العربية والاستقرار الدولي.