الغد
الأراضي الفلسطينية - أثار ظهور قائد ميداني بوحدة النخبة في كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في أحد فيديوهات المقاومة تساؤلات كثيرة بشأن دلالات ظهوره في هذا التوقيت بالتزامن مع تلويح حكومة بنيامين نتنياهو باحتلال مدينة غزة.
فقد بثت القسام أول من أمس تسجيلا مصورا يظهر تصدي مقاتليها لقوات الاحتلال الإسرائيلي والآليات العسكرية في حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة، وظهر خلاله قائد ميداني في وحدة النخبة موجها رسالة مزدوجة لعناصر المقاومة وحكومة الاحتلال.
وأعرب الخبير العسكري حاتم كريم الفلاحي عن قناعته بأن ظهور مقاتلين قساميين -لم يظهروا في الفترة السابقة- بلباس يحمل اسم "وحدة النخبة" يثير الانتباه كثيرا، مما يعني أن حماس بدأت تستخدم هذه القوات في عملية المواجهة.
وبناء على ذلك، فإن العمليات العسكرية في الفترة المقبلة ستكون صعبة وشرسة بالنسبة لجيش الاحتلال، إذ سيواجه قوات مدججة بكثير من التدريبات الخاصة ويمكنها تنفيذ واجبات خاصة باتجاهات متعددة.
وأكد الفلاحي أن هذه الوحدات مدربة بشكل كبير جدا، وتمتلك مستوى قتاليا عاليا.
وكان القيادي القسامي الذي ظهر ملثما، قد توعد الاحتلال ردا على تهديداته المتصاعدة ضد سكان قطاع غزة، مؤكدا وجود المقاومين من أمامه وخلفه، في حين أقر بصعوبة المعركة، لكنه قال إن الله "لا يعطي أصعب المعارك إلا لأقوى جنوده، فانطلقوا على بركة الله".
كما أظهرت مشاهد القسام شرقي غزة، حسب الفلاحي، عملية رصد ومراقبة دقيقة لتحركات قوات الاحتلال الإسرائيلي حتى تلك التي تتحصن داخل البنايات وتتمترس فيها، مما يؤكد نجاح فصائل المقاومة في التكيف مع الوضع الميداني بشكل كبير.
ومع ذلك، فإن العمليات ما تزال تتركز في حي الزيتون، ولم يتم حتى الآن التوغل في عمق مدينة غزة، خلافا للتهديدات بإعادة احتلال المدينة وتطويقها.
وكانت قوات "النخبة القسامية" بمثابة رأس الحربة في هجوم السابع من تشرين الأول (أكتوبر) 2023 (طوفان الأقصى)، إذ اقتحمت قواعد وثكنات ومستوطنات غلاف غزة وخاضت اشتباكات طويلة وضارية مع جيش الاحتلال.
وأسفر "طوفان الأقصى" عن مقتل 1200 من الكيان المحتل على الأقل، معظمهم من قوات الجيش والشرطة، إضافة إلى أسر 240 شخصا.
وشهد قطاع غزة أمس عمليات قصف عنيفة منذ الفجر وسط عمليات نسف ضخمة في حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة.
وطال القصف مناطق واسعة من القطاع، فقد ذكرت أفادت مصادر محلية بتعرض أحياء الزيتون والصبرة لموجات عنيفة من القصف المدفعي مع تكثيف لتواجد طائرات كواد كابتر التي كثفت من نيرانها في تلك المناطق، كما نسف جيش الاحتلال العديد من المباني في المناطق الشرقية لحي الزيتون بالتزامن مع قصف مدفعي استهدف جباليا وحي التفاح شرقي المدينة.
بالتزامن، تواصل إطلاق القذائف نحو خان يونس يرافقها إطلاق نار مستمر، ما أوقع عددا من الشهداء والجرحى في صفوف الفلسطينيين.
كما قتل 4 مدنيين باستهداف طال خيمة نازحين بدير البلح وسط القطاع.
يأتي هذا التصعيد العسكري في وقت يواجه سكان القطاع الفلسطيني المدمر والمحاصر أوضاعاً إنسانية خانقة، إذ يفتقر النازحون في الخيام لأبسط مقومات الحياة من ماء وغذاء ودواء.
وفيما تتحول أماكن تجمع المساعدات إلى ساحات دم وركام، لتتجسد مأساة المدنيين المحاصرين بين نيران الحرب والجوع والحرمان.
في اليوم الـ683 من حرب الإبادة على غزة، استشهد 51 فلسطينيا بنيران جيش الاحتلال في مناطق عدة بالقطاع منذ فجر أمس بينهم 6 من منتظري المساعدات، بحسب مصادر طبية في غزة.
وارتفع عدد شهداء التجويع الى 266 شخصا بينهم 112 طفلا بحسب تصريح منير البرش المدير العام لوزارة الصحة الفلسطينية.
ووفق مصادر طبية، فقد استهدف الاحتلال العديد من خيام النازحين، إضافة منتظري المساعدات.
وخلال ساعات ليل أول من أمس، توغل جيش الاحتلال بشكل محدود في حي الصبرة بمحيط مدرسة الصبرة جنوبي مدينة غزة، وتزامن ذلك مع قصف مدفعي عنيف أدى إلى استشهاد 5 أشخاص، بينما واصل الجيش الإسرائيلي حتى ساعات الفجر إطلاق نيران آلياته ومسيراته صوب الحي.
وخلّفت حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي 62 ألفا و4 شهداء، و156 ألفا و230 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 263 شخصا، بينهم 112 طفلا.
وفي الضفة المحتلة باشرت قوات الاحتلال أول من أمس عمليات هدم وتجريف لمحلات تجارية في منطقة عناب بالظاهرية جنوب الخليل.
ووصلت إلى المنطقة 6 آليات هدم ثقيلة، مدعومة بتعزيزات عسكرية كبيرة، لتنفيذ العمليات، وقدمت قوات الاحتلال تبريرها المعتاد بأن المحلات المستهدفة "غير مرخصة". بيد أن الفلسطينيين سكان المنطقة يرون أن الهدف الحقيقي هو تمهيد الطريق لبسط النفوذ والسيطرة، خاصة مع وجود بؤرة استيطانية قريبة، وبدء المستوطنين بناء بؤرة جديدة في عناب.
ويتزامن ذلك مع تنكيل مستمر للمخيمات الفلسطينية واعتداءات متواصلة من قبل المستوطنين-(وكالات)