عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    01-Jul-2020

صفحات مطويه من ثورة العشرين* أ . د . سعد ابو دية
سوشيال ميديا -
 
في  ما يعرف تاريخيا ب "ثورة العشرين"صفحات مطويه  ما زالت  تحتمل البحث والتقصي : صفحة الخطه البريطانيه لتهنيد العراق و صفحة دعم الضباط العراقيين في دمشق للثوره على حساب الحكومه الفيصليه .
فقد  قامت بريطانيا باحضار الهنود للعراق، فيما  انشغل الضاط العراقيون الكبار حول الملك فيصل في سوريا بالثوره في العراق على حساب امن وقوة الحكومة الفيصليه .
 
في لبنان كان الموارنه يتطلعون لفرنسا على عكس الروم الارثودكس  الذين كان موقفهم وطنيا.
 الاستقرار الوحيد  في حينه كان في الاردن فقط. ذلك ان كثيرين في الحكومه الفيصليه كانوا مشغولين باجنداتهم وليس بدعم الحكومه. هناك من يدعم اتاتورك وهناك من يدعم ثورة العشرين وهناك في لبنان من حضر نفسه لفرنسا وليس في اجندته اي توجه عروبي لا بل اشتغل البعض لصالح فرنسا ضد الحكم الوطني في الحكومه الفيصليه لحد القيام بعمليات تخريبيه 
 
لقد تم اجهاض خطط الشهيد يوسف العظمه امام القوات الفرنسيه الزاحفه وعملائها. ولما خرج يوسف العظمه لتفقد الوضع وتوجيه القتال والمدافع والالغام المعطله، تم اصطياده وقتله وانتهى كل شيء قبيل الضحى.
 باختصار فان الساحه المستقره في الحكومه الفيصليه  كانت هي الساحه الاردنيه فقط .. منضبطه جدا وليس عند اهلهااي اجندة .
 
ولو كانت قوة من الاردنيين في دمشق لما انهار الحكم  هناك بهذه السرعه . فقد كان احنمال بقاء الملك فيصل واردا جدا . هي مشكلة العصبيه (القوه ) حول الحاكم . وهذا ماحصل في الحجاز. لم تكن  هناك عشائر في الحجاز تحمي الحكم الهاشمي . الامر نفسه تكرر في دمشق و في العراق .مافعله العراقيون في سوريا مع الحكم الفيصلي  هو ان ولاءهم كان في جهات اخرى .  واذا  كانوا معذورين في ثورة العشرين فانهم لم يكونوا كذلك في ثورة 1958 عندما  منحوا ولاءهم  للناصرية في اسقاط النظام الملكي  بدلا من ان ينحازوا  لعقلانية الملك فيصل ملك العراق
 قناعتي هي ان الاردنيين اكثر التزاما وتحملا للمسووليه عندما يأخذون دورا. مشكلتهم انه  ليس عندهم اعلام يتغنى باعمالهم او انجازهم . موضوع تحمل الاردنيين للمسؤوليه مع القياده، ساعد البلد  في الصمود  طوال القرن الماضي ، وها نحن نختبره الان بثقة، في استهلال الاردن لمئويته الثانية