عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    01-Jun-2019

تسميم الافكار بالكراهية - كريس هيجيز

 

- «انفورميشن كليرنغ هاوس»
في المؤلف الذي يحمل العنوان «صناعة القبول: الاقتصاد السياسي للاعلام الجماهيري» الذي نشر في عام 1988، تطرق ادوارد هيرمان ونعوم تشومسكي الى الاساليب التي استخدمها الاعلام التجاري من اجل نشر وحماية الاجندات السياسية والاجتماعية والاقتصادية للنخب الحاكمة، شملت هذه الاساليب تصوير الضحايا اما على انهم يستحقون التعاطف او لا يستحقونه، على سبيل المثال، القس الكاثوليكي جيرزي بوبيلوسزكو الذي لقي حتفه على يد النظام الشيوعي في بولندا في عام 1984 جرى تعظيم شأنه، اما المبشرين الكاثوليكيين الذين قتلوا في عام 1980 في السلفادور على ايدي فرق الموت الذين دعمتهم اميركا فقد تعرضوا للتشهير باعتبارهم مندوبين لحركة التمرد الماركسية. كما تضمنت الاساليب كلا من تضييق نطاق النقاش بطريقة دعمت اجماع النخبة، الى جانب الاخفاق في التصدي لنوايا النخب الحاكمة او الهياكل الفعلية للسلطة. 
لقد نشر «صناعة القبول» عشية ثلاث ثورات غيرت بشكل جذري صناعة الاخبار: بروز الاذاعة اليمينية والاخبار المتلفزة على طراز فوكس التي تتخلى عن الموضوعية المزيفة للاعلام ومجيء محطات الكابل الاخبارية العاملة على مدى اليوم وصناعة منصات الانترنت- التي تملكها قلة من الشركات الكبرى- التي تسيطر على توزيع الاخبار والمعلومات وتستغل بياناتنا الشخصية بالنيابة عن المعلنين والحملات السياسية والحكومة، ان اخطاء وسائل الاعلام القديمة، على الرغم من فظاعتها، لا تقارن باخطاء وسائل الاعلام الاخباري. لقد انحطت وسائل الاعلام الجماهيري الى درجة تتعدى مجرد كونها ناقلة للشائعات ونظريات المؤامرة والترفيه الرامي الى الاثارة، بل وصلت وبشكل خطير الى مرتبة الاداة التي تنشر الكراهية.