عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    11-Jan-2020

“شمة هوا”.. منصة تعنى بتنظيم رحلات سياحية “مهيأة” لذوي الإعاقة

 

تغريد السعايدة
 
عمان-الغد-  من رحم تجربة شخصية اختبرتها، انطلقت الشابة آلاء العرباتي لتطوير فكرة إنسانية ورائدة تخدم فئة بحاجة لأن ترفه عن نفسها وترى جوانب مختلفة من الحياة بعيدا عن جدران المنزل وأماكن محددة ترتادها.
التجربة التي عاشتها العرباتي في حياتها، بعد أن أصيبت والدتها بمرض السرطان، أظهرت لها مدى السعادة والتأثير الإيجابي الكبير الذي ظهر على والدتها حينما ذهبت يوما في رحلة أشرف على تنظيمها مركز الحسين للسرطان لمرضاه، وكيف عادت متمسكة ومحبة أكثر للحياة.
قررت آلاء العرباتي أن تعمل جاهدة على تطوير فكرة “شمة هوا” والتي تسعى من خلالها إلى إيجاد مساحة مناسبة لتنظيم الرحلات لذوي الإعاقة ضمن مواصفات وشروط مناسبة.
العرباتي حرصت، في هذا الجانب، على البحث عن وسيلة تدعم من خلالها أطيافا مختلفة من المجتمع الأردني، سواء ذوي الإعاقة أو المرضى الذين يحتاجون إلى إيجاد ظروف مناسبة لهم، بما تتطلبه الحاجة الصحية؛ إذ إن تجربتها مع والدتها التي أصيبت بالمرض أثبتت ذلك.
من هنا، انطلقت فكرة العرباتي التي ترى أن كل إنسان لديه الرغبة والحاجة في الوقت ذاته بوجود مساحة ترفيه وسياحة داخلية تساعد على رفع المعنويات لديه، مع مراعاة أن تكون تلك الرحلة التي يتم تنظيمها تتوفر فيها كل أجواء الراحة والمساعدة والدعم، فكان مشروعها “الرائد” بتوفير منصة يتم من خلالها تشبيك شركات السياحة والسفر والباحثين عن فرصة عمل محدودة الأيام ومن يرغب كذلك بالتطوع لمساعدة ذوي الإعاقة، في مكان واحد ومنصة تجمعهم للخروج بـ”شمة هوا” للفئة المستهدفة بتوفير كامل الخدمات.
وفي بحثها عن “حاضنة لفكرتها” من أجل دعمها وضمان نجاح المنصة وتحويلها فيما بعد إلى تطبيق على الهواتف الذكية، قالت العرباتي إنها وجدت مكاناً مناسباً وهو حاضنات الابتكار الاجتماعي التابع لجمعية المركز الإسلامي وبالتشارك مع اليونيسيف؛ حيث تم دعمها بكل ما تحتاجه، وحاضنات الابتكار الاجتماعي هي مشروع يهدف لتحويل أفكار الشباب الى مشاريع على أرض الواقع، على أن يقدم خدمة وهدفا واضحا ويسهم في النهوض بالواقع المحلي والمجتمعي.
الكثير من المشاريع الخدمية التي تطورت وأصبحت خدمات على أرض الواقع من خلال التطبيقات على الهواتف الذكية، كانت سبباً كافياً لتحفيز العرباتي على إطلاق فكرتها، التي تجاوزت لديها الآن أنها مجرد فكرة لمادة دراسية بالجامعة، الى مشروع ستعمل جاهدة على زيادة رقعة تعميمه وتوصيل الخدمات الى أكبر فئة محتاجة لذلك، والتي بدأت من خلال المنصة التي تم إنشاؤها عبر موقع “فيسبوك”، لاستقطاب العديد من المهتمين.
وتشعر العرباتي بسعادة غامرة وهي تحاول “التفكير خارج الصندوق” عبر “شمة هوا”، وتمكنها من ابتكار طرق جديدة وبديلة لتنشيط السياحة المحلية، كون وجود مجموعات من الراغبين بممارسة النشاط السياحي في الأردن، قد يحفز الكثير من الجهات السياحية الخدماتية والشركات المنظمة للرحلات للعمل على تهيئة الأماكن السياحية بشكل مناسب لذوي الإعاقة.
إلى ذلك، توفير حافلات خاصة بهم “مهيأة” للصعود والنزول، كما في باصات عمان الجديدة التي وفرت هذه الخدمة، في دلالة على القدرة على “تهيئة الظروف لذوي الإعاقة في حال أراد المجتمع ذلك”.
ومن جهتها، قالت غيداء عليان، وهي إحدى المسؤولات في حاضنات الابتكار الاجتماعي/ جمعية المركز الإسلامي، وبالتشارك مع اليونيسيف “إن الحاضنة عبارة عن مكان يتم فيه استقبال الأشخاص من عمر 14 ولغاية 24 عاما، بهدف احتضان أفكارهم وتحويلها إلى مشاريع قائمة، ومن أهمها الأفكار التي تُعنى بذوي الإعاقة، من خلال تقديم خدمات جديدة لهم، فكان أن تم دعم فكرة العرباتي “شمة هوا””.
عليان ترى أن السياحة في الأردن من أهم القطاعات في اقتصاد البلاد؛ حيث تُشكل 13 % من الناتج المحلي الإجمالي، ومن خلال الدعم لـ”شمة هوا”، فإن الهدف هو تعزيز الثقافة السياحية لذوي الاحتياجات الخاصة وحقهم بالرفاهية لعدم وجود مكان واحد يجمع ما بين شركات السياحة المتنوعة في الأردن ويقدم العروض السياحية باستمرار.
وتضيف أن غياب الرفاهية لفئة ذوي الإعاقة يؤثر إيجابا عليهم وبشكل كبير، وتوفرها يسهم بتحسين واضح ينعكس على الجانب النفسي، لذلك ينبغي تكاتف الجهود كافة وتنظيم رحلات لأفراد هذه الفئة وتسهيل حركتهم وتوفير كل السبل لذلك.
وتتمنى عليان أن تجد هذه المنصة والفكرة دعماً من غالبية الجهات التي تُعنى بالمجال السياحي في الأردن، مع تطور مفهوم السياحة والترفيه لدى الجميع، وذوو الإعاقة هم جزء لا يتجزأ من المجتمع ومن حقهم الاستمتاع بكل ما هو ترفيهي وسياحي في الوطن، و”ننتظر أن يكون هناك تشبيك ما بين المؤسسات والجمعيات والجهات التطوعية لدعم الفكرة وزيادة وصولها إلى أكبر عدد ممكن من المستفيدين”.
ومن ضمن الأفكار الإبداعية التي تقع تحت مظلة “حاضنة الابتكار الاجتماعي”؛ مشروع “صورة ع الماشي”، الذي من خلاله يتم تسليط الضوء على العديد من قصص النجاح والمشاكل التي قام أصحابها بتخطيها بتفوق وتحويل قصصهم لمشاريع ناجحة، وبخاصة من ذوي الإعاقة، بحيث يتم تبادل قصصهم وجعلهم يتحدثون عنها وإلهام الآخرين، ما يزيد من قيمة تلك القصص لدى أصحابها حينما يتم دعمهم “معنوياً” وبأشكال متعددة.
كما تم إطلاق مشروع تدريب لشباب وفتيات من المصابين بـ”متلازمة داون” على مهارة صنع الحرف اليدوية من “عجينة الفيمو”، بحيث يقدمون منتجات حرفية فنية، ومن خلال حاضنات الابتكار، كذلك يتم تسويق المنتجات وتوفير مصدر دخل مهما كانت كمية الإنتاج لديهم.
وتؤكد عليان أن حاضنة الابتكار لجمعية المركز الإسلامي متواجدة دائماً لدعم الأفكار والمشاريع الريادية إيمانا بالطاقات البشرية لدى الشباب الأردني، وعلى المركز تقديم الدعم التقني والفني والمعنوي لإبراز الطاقات الإبداعية وتحويلها الى مشاريع على أرض الواقع.