عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    27-Feb-2020

قاطِعوا ولكن ليس أنفسكم! - رمزي خوري

 

الدستور- ها هي الإنتخابات البرلمانية الإسرائيلية على الأبواب للمرة الثالثة في عام واحد ولا بأس أن نشهدها للمرة الرابعة ولا نتمنَّى لنظام الأبارثايد إلاّ الفشل العارم. لا أمل بتشكيل حكومة اسرائيلية غير عنصرية. حتى الحزب الصهيوني، ميريتس، الأكثر لُطفاً لأنه يُطالب بالمساواة ويرفض أن يكون كيانه دولة أبارثايد أصبح أكثر تركيزا على قضايا البيئة وحقوق المثليين في محاولة للبقاء على قيد الحياة.
ها هُو السفّاح العُنصري بنجامين نتانياهو يتنافس مع السفّاح العُنصري بيني غانتس على من سيسحق الفلسطينيين وحقوقهم ويُحقق حلم «الدولة اليهودية» على كامل فلسطين من النهر للبحر وتقف من ورائهم أمريكا الجبارة بزعامة العُنصري دونالد ترمب. ومن يقف بوجههم؟
حركة المقاطعة BDS التي انتشرت بالعالم فأرعبت اسرائيل وحلفائها هي سلاح فعّال بيد فلسطين وعلينا أن ندعمها بكل ما أوتينا من قوة. وكما يلتزم الفلسطيني ومناصري الحق بالعالم بمُقاطعة اسرائيل دولياً نتمنى على الضفة وغزة التطوير بالإنتاج بكافة الأصعدة لتحقيق القُدرة على الاعتماد على الذات. وبالفعل استطاع الشعب الفلسطيني أن يستغني عن العديد من المنتجات الإسرائيلية من خلال بدائل وطنية الكثير منها بجودة عالية ومن خلال استيراد البضائع العربية.
ها هو السفاح العُنصري نتانياهو وحبيب قلبه ترمب يعرضان على فلسطين مجموعة كانتونات متشرذمة مُحاصرة من قبل الكيان الصهيوني بلا حول أو قوة لتستطيع أن تدعو نفسها جزافاً «دولة» بشرط أن يخلَص الكيان من عدد كبير من الفلسطينيين الحاملين للجنسية الإسرائيلية. ولا يشعر العُنصري بالحرج بإعلان ان كيانه يريد التخلص من «العرب» بأي طريقة ممكنة. وها هو السفاح غانتس يُعلن بأن حزبه مُستعد لضم غور الأردن وتنفيذ المشروع الصهيوني إياه. من يقف بوجههم؟
فلسطينيوا الداخل أولاً وسلاحهم الفتاك هو الوحدة الوطنية المتمثلة بالقائمة المشتركة التي استطاعت أن تُعطِّل تشكيل حكومة وحدة صهيونية ففرَضَت على الكيان الوجود الفلسطيني الصامد وأعلنَت للعالم بأن أصحاب الأرض ما زالوا بأرضهم منتصبين القامة، أقوياء بجذورهم الأصيلة الضاربة بأرض الوطن، ولا قُوَّة بالأرض تستطيع أن تقتلعهم.
مُشكلة نتانياهو وغانتس السابقة والحالية هي انه في ظل عدم قُدرة أي حزب بتشكيل حكومة وحيداً، لا خيار الاّ بحكومة وحدة، وإلاّ فالذهاب للانتخابات مرة أخرى. عندما تكون القائمة المشتركة هي ثالث أكبر حزب في البرلمان، تُصبح هي المعارضة في حال اشتراك الحزب الأول والثاني بحكومة وحدة. وللمُعارضة بنظام الكيان حقوق خطيرة منها المعلومة السرية بالأمن والحرب والسياسة وكذلك الحق بالاجتماع الرسمي مع الزوار من رؤساء دول ووفود حُكومية لطرح مواقف المعارضة التي لم تكن يوماً عربية. لهذا السبب عندما نجحت القائمة المشتركة بتحقيق المكان الثالث عام 2015 لم يستطع نتانياهو أن يشكل حكومة وحدة وطنية، مع انه كان بحاجة ماسة لها. ما زال الحال هكذا والفضل يعود للقائمة ونجاحها التاريخي.
المُطالبة بمُقاطعة الانتخابات بالداخل تعني المُطالبة بمُقاطعة الذات والتخلي عن السلاح الوحيد الفعال بيد أصحاب الأرض. وبينما الـ BDS سلاحنا الفتاك ضد اسرائيل بالعالم، مُقاطعة الانتخابات بالداخل هي سلاح بيد الكيان. ومَن المُطالَب بمُقاطعة الانتخابات؟ من لا يستطيع أن يُقاطع تأمينه الصحي وتعليم أولاده ولُقمة الخُبز التي يأكلها أو جواز السفر الذي يَحمِله! كما لا بد لأهلنا أن لا يقاطِعوا ذاتهم في أُمورهم المعيشية يجب أن لا يُقاطعوا ذاتهم بأمورهم السياسية وأن لا يقاطعوا صُمودِهم بوجه الطغيان. لهذا، يا أهلنا الصامدون على تُراب الوَطَن، أخرجوا وصوِّتوا للقائمة المُشتركة بقُوّة وعزم الإثنين القادم، ليَستمِّر الصُّمود.