الدستور - خلق أبناؤنا على منصات التواصل الاجتماعي هيئة جديدة قوية مؤثرة مقررة في موضوعة الإصلاح الإداري والسياسي والاقتصادي والمالي. وهيئة قوية هائلة في مكافحة الفساد وتحقيق النزاهة والشفافية وزجر الفاسدين وردعهم وارعابهم !!

ومن أبرز الثمار التي تولدت مؤخرا من ضغط الرأي العام الهائل على المنصات، قرار رئيس الوزراء تشكيل لجنة برئاسة وزير العدل، تضم نائب رئيس هيئة النزاهة ومكافحة الفساد وأمين عام ديوان المحاسبة وأمين عام وزارة الماليّة ومدير عام دائرة الجمارك، لإعادة النظر في قرارات الإحالة إلى التقاعد والاستيداع الأخيرة في دائرة الجمارك وشركة المجموعة الأردنيّة للمناطق الحرّة والتنمويّة.

أصبحت المنصات تملي وتفرض على القادة ومتخذي القرار التنبه الشديد قبل اتخاذ اي قرار وإعادة النظر وتصويب اي قرار تم اتخاذه وخاصة فيما يخص وظائف وامتيازات الطوابق العليا.

المنصات من ثمار العلم وخيرات التطور وبركات الحداثة وهي منصات معرفة ومعلومات وثقافة ووعي وتواصل، توحد مزاج وفكر واهداف الامة، وتدفع باتجاه الفعل وتحقيق تلك الاهداف.

حال الانفلات الراهن يستدعي وضع توصيات، تصورات، مدونة سلوك، ارشادات، شواخص وضوابط ذات تاثير أخلاقي وسلطة اجتماعية معنوية للمشاركة الوطنية المسؤولة على منصات التواصل، لتظل أداة من أدوات الخير والوحدة الوطنية والسلم المجتمعي.

يجب تدريس الاستخدام الآمن والدخول الراشد المفيد لهذه المنصات في مدارسنا. بهدف تفادي الأضرار الخطيرة التي لا تحصى وبهدف تحقيق الفوائد العظيمة التي لا تحصى أيضا.

الاشاعة لا تخيف. فهي قديمة قدم الإنسان كانت المجتمعات تواجهها بإنشاء مراكز ووحدات «الحرب النفسية» في الجيوش. وكانت تسمى في ادبيات ما قبل المنصات، الطابور الخامس. ما استجد هو القدرة على التعميم الومضي السريع للإشاعات الأمر الذي يستدعي التعامل مع المنصات تعاملا جديدا مختلفا وإعادة النظر في وزن هذه المنصات وحجم تهديدها للأمن الوطني في كثير من الحالات.

ومعلوم للكافة ان الإشاعة تنتشر لان وسائل الإعلام الموثوقة ليست في المواكبة المطلوبة ولأنها تتأخر احيانا وتتردد احيانا اخرى في النشر. ولانها لا ولن تتمكن من تلبية نهم المواطن وفضوله وبحثه وسعيه وراء المعلومة والحقيقة.

ومعلوم أن الإشاعة المؤثرة الخطيرة، هي تلك الإشاعة التي تطلقها جهات محترفة متخصصة، يقوم على تخليقها خبراء في مختلف الحقول. وتقوم على تعميمها وتوزيعها ونشرها، جهات متخصصة محترفة. 

والمؤسف ان نسهم نحن في توزيع الاشاعات وتعميمها فنعمل ضد أنفسنا ونصبح عمالا بالمجان لدى اعدائنا.