عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    16-Jan-2019

رئيس أركان للتدمير والقتل المنهجي

 الغد-هآرتس

يغيل ليفي 15/1/2019
 
رؤساء الأركان يعينون في إسرائيل دون نقاش عام عميق يكشف التاريخ الذي يجلبونه معهم. تعيين افيف كوخافي غير استثنائي، لكن حادثين من ماضيه يمكنهما ابلاغنا عن شخصيته، ويستدعيان واجب مراقبة سلوكه كرئيس للأركان.
في عملية “السور الواقي” في 2002 برز كوخافي كقائد لواء المظليين الذي سيطر على مخيم بلاطة للاجئين في نابلس. خصوصية هذه العملية كانت تتمثل في “السير عبر الجدران”، أي الدخول إلى بيوت الفلسطينيين ليس من خلال أزقة المخيم الخطيرة، بل من خلال الجدران التي تم خرقها من قبل الجرافات. على هذه الخلفية ظهرت ثلاث صفات في شخصية كوخافي. الصفة الأولى هي التكتيك العدواني بصورة خاصة، التي دمرت بيوت مئات العائلات اثناء قتل كثيف للمسلحين والمس بالمدنيين.
كوخافي أطال مدة العملية رغم طلب الفلسطينيين الاستسلام. الإنجاز العسكري كان واضحا، لكن تداعياته – زيادة كراهية السكان الفلسطينيين لإسرائيل – لم يتم تقديرها.
الثانية، هي أن مشاركته هو وزملاؤه في “معهد دراسة نظرية الحرب” – المنظمة التي تقف بدرجة كبيرة خلف اللغة الغامضة للقادة في حرب لبنان الثانية – منحت كوخافي ثراء فكريا للتدمير والقتل المنهجي في مخيم بلاطة. لهذه الغاية تم تجنيد فلسفة فرنسية متطرفة، هكذا مثلا نسب لكوخافي تعبير “جغرافيا معكوسة”، تتمرد على التفسير المقبول على النظام الحضري – لتبرير السير عبر الجدران. لهذا هو منح شرعية خاصة لاستخدام العنف: الجنود لا يهدمون حيا ويقتلون فيه المسلحين، بل على الأكثر يعملون على “تفسير الفضاء الحضري” من جديد.
إضافة إلى ذلك، التكتيك الجديد وصف كاكتشاف للتجدد والاصالة والتمرد ضد المسلمات. ولكن التفكير الأصلي لم يترجم، مثلا، إلى فهم أنه أمام الجيش يقف سكان مدنيون الذين يعتبرون التعايش معهم وليس المس بهم هو مفتاح الأمن المستقبلي لإسرائيل. هذه الأصالة تم اظهارها من قبل قادة أميركيين وبريطانيين في حرب العراق وافغانستان عندما ادركوا أنه يجب ضبط المس بالسكان اذا كنا نريد اسهامهم في تأسيس نظام سياسي جديد.
الثالثة تم التعبير عنها بعد العملية. في العام 2006 وجه انتقاد لمقاربة كوخافي في مقال كتبه المهندس المعماري ايال فايتسمان، وكان معد للنشر في مجلة “نظرية ونقد”. كوخافي الذي كان في حينه قائد فرقة، هدد مباشرة (ليس بواسطة المتحدث بلسان الجيش) بتقديم دعوى تشهير إذا نشر المقال كما هو. أخيرا تم نشره، كما يبدو بدون تغيير، في مجلة “متعام”، ولكن كوخافي لم يقدم أي دعوى. هذا التهديد لمجلة أكاديمية هو حدث غير مسبوق، وفي علاقات الضباط مع الاكاديمية بشكل خاص، ودل على رؤية اشكالية لكوخافي بخصوص دور حرية التعبير في الاشراف على الجيش، وعلى صعوبة واضحة لديه في مواجهة الانتقاد.
في صالح كوخافي يقف افتراض النضوج، يمكننا الأمل بأنه مع مرور اكثر من عقد فإن رؤية استخدام القوة من قبل رئيس الأركان الجديد هي أكثر اخلاقية وأكثر انضباطا، وأنه اصبح يدرك بأن التجدد هو في العمل نفسه وليس في الغلاف اللفظي المضخم له، وكذلك تعلم أن يواجه الانتقاد، وطور فهمه بشأن جوهر اخضاع الجيش لقواعد اشراف ديمقراطية. ولكن من اجل التأكد من أن هذه الافتراضات هي حقا متحققة، يجب على وسائل الإعلام، منظمات المجتمع المدني والاكاديمية، مراقبة سلوك رئيس الأركان الجديد.