عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    07-Feb-2023

حوارية في الأزرق حول رواية “قلعة الدروز” للروائي مجدي دعيبس

 الغد-عزيزة علي – برعاية رئيس بلدية الأزرق يحيى زين الدين، وبالتعاون مع منتدى الرواد الكبار، وبحضور النائب فيصل الأعور، أقيم أول من أمس، في بلدية الأزرق، ندوة حوارية حول رواية “قلعة الدروز”، للروائي الأردني مجدي دعيبس.

تحدث في الندوة التي أدارتها المستشارة الثقافية للمنتدى، القاصة سحر ملص، كل من القاص موسى إبراهيم أبو رياش، والباحث رشيد عبدالرحمن النجاب، بحضور العديد من الجمهور.
دعا الحضور إلى إعادة طباعة الرواية، من أجل تصحيح بعض المعلومات التي وردت فيها؛ حيث إن الرواية تتحدث عن “ثورة سلطان باشا الأطرش- بني معروف”، ورأى بعض الحضور أن الرواية تتضمن بعض المعلومات غير الدقيقة عن هذه الثورة، مطالبين بإعادة طباعة هذه الرواية بنسخة منقحة ومدققة في الأسماء والأحداث، من أجل إنصاف هذه الثورة، التي قدمت، كما قالوا، العديد من الشهداء.
وقد رفض الحضور توقيع الرواية التي تتحدث عن تاريخ منطقة الأزرق، وطالبوا بإعادة طباعتها، مرة ثانية، لتصحيح ما قالوا إنها “معلومات مغلوطة، وردت في هذه الرواية، لذلك يجب تنقيحها من أجل استقاء المعلومات من مصادرها الحقيقية”.
مديرة المنتدى هيفاء البشير، وجهت تحية لرئيس البلدية يحيي زين الدين، على هذه الدعوة لإقامة هذه الندوة في الأزرق؛ مدينة المحبة والتآخي، لافتة إلى أن الرواية تتحدث عن التاريخ المشرف لثورة “سلطان باشا الأطرش”، في بيئتها وبين أهلها، وقدمت تعريفا بجمعية الأسرة البيضاء التي تأسست العام ،1971 ليتبعها في العام 2009 تأسيس منتدى الرواد الكبار، الذي يعد واحة يجد فيها المسن كل ما يحتاج إليه لقضاء وقت ممتع، ففيه البرامج الثقافية والاجتماعية والترفيهية، وهو يستقطب نخبة من المثقفين والفنانين والأدباء.
رشيد النجاب، قال إن رواية “قلعة الدروز”، هي واحدة ضمن مجموعة من ثلاث روايات اشتركت في الاهتمام بمضوع الثورة؛ وهي “الوزر المالح”، و”قلعة الدروز”، وثالثة تقترب من أن ترى النور على ما فهمت، وفي “قلعة الدروز”، وإضافة إلى ما تضمنته من إشارات إلى جهود سلطان باشا الأطرش ورفاقه في الحشد للثورة حدا أرق المحتل، إلا أن الرواية كانت غنية بالمضامين والدلالات التي تناولت الجوانب الأخرى للثورة، من أبرزها الطابع الفطري المبني على النزوع للاستقلال، ورفض الوجود الأجنبي.
وتناولت الرواية، وفق النجاب، المواقف في المواجهات اليومية للناس العاديين مع قوات المحتل، وقسوة واستبداد المحتل في مواجهة الناس العزل، وقد تجلى ذلك في مشاهد عديدة خلال السرد، وبرزت صور لدعم الثوار من قبل الناس وتقديم العون لهم من مأوى وعلاج وطعام، كما برزت تلك المواقف المعادية للجواسيس، ونبذهم والعمل على كشفهم ومحاسبتهم كما كان في المشاهد القليلة الأخيرة من الرواية.
ومن جانبه، قال القاص موسى إبراهيم أبو رياش، إن الرواية تناولت أحوال وظروف المنطقة العربية في سورية والأردن في بدايات الربع الثاني من القرن العشرين، وقدمت وجبة معرفية سلسة، تغري القارئ بمزيد من القراءة والبحث عن المنطقة وأوضاعها آنذاك، ويسجل لهذه الرواية، كما رأى أبو رياش، أنها اعتمدت على مراجع تأكيدا لموثوقية ودقة المعلومات التي أوردتها هذه الرواية، وهي الجزء الثاني من ثلاثية الثورات بعد رواية “الوزر المالح”، والجزء الثالث الذي هو قيد الكتابة.
وقال أبو رياش، إن الموضوع الرئيس في هذه الرواية هو “الثورة السورية الكبرى ضد المحتل الفرنسي التي اندلعت شراراتها من جبل العرب بقيادة سلطان باشا الأطرش، في منتصف العقد الثالث من القرن العشرين، ومعظم أحداثها جاءت تداعيات ومآلات لهذه الثورة؛ كأعمال المقاومة والهروب من المحتل وبطشه وظاهرة الجواسيس وغيرها”، واللافت في هذه الرواية احتفاؤها وتوثيقها للعديد من البدايات، كما أنها تتناول إرهاصات الثورة السورية الكبرى وانطلاقتها في العام 1925، بقيادة سلطان باشا الأطرش في جبل العرب وامتدت إلى العديد من المناطق السورية، وجاءت كرد فعل لظلم المحتل الفرنسي وبطشه.
ومن جانبه، قال الروائي مجدي دعيبس “تستند “قلعة الدروز” في التخيل التاريخي إلى منعطف تاريخي مهم، وهو الثورة السورية الكبرى في العام 1925؛ حيث يتوزع المكان بين سورية والأردن والمغرب، وتعيدنا أحداث الرواية إلى دور الدروز في الثورة ضد الاستعمار الفرنسي لسورية ولبنان، وهو معروف تاريخيا، فإن الثورة السورية كانت بقيادة سلطان باشا الأطرش في جبل العرب، ومن ثم انتشرت في أنحاء سورية كلها، وهناك تتبع لوصول بعض العائلات الدرزية إلى الأزرق هربا من بطش “غورو” وغيره من جنرالات الفرنساوي”.
وتابع دعيبس “ثم بدأت هذه العائلات بإنشاء مجتمع درزي يتطور مع الوقت وصولا إلى الملح الذي يتحول إلى منتج اقتصادي مهم يقايضونه بالقمح والحبوب، وهي رواية مركبة على مستوى الزمان والمكان، وتعود الرواية بالقارئ الى مئات السنين لتصل إلى “أرنسو المهندس الروماني”، الذي بنى قلعة الأزرق بحسه الفني وشغفه، كما أن المكان يمتد ليصل إلى المغرب، وهنا نتعرف على هادي ترومار الذي يتجند في جيش فرنسا وينتهي به المطاف في سورية المستعمرة الفرنسية الجديدة”.