عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    06-Jan-2020

فرصة أخرى لـ«نتنياهو» - كمال زكارنة

 

الدستور- خطفت عملية قتل قاسم سليماني الاضواء والاهتمامات السياسية والاعلامية في منطقة الشرق الاوسط والعالم اجمع،خاصة ما تبع تلك العملية من ردود افعال واستعدادات وحشود عسكرية من قبل الولايات المتحدة الامريكية وحليفتها «اسرائيل»،فيما لم تستنفر القوات الايرانية وبقيت على تموضعها،وكذلك الفصائل والكتائب المؤيدة والمتحالفة مع ايران في كل من العراق وسوريا ولبنان واليمن،ما تزال على اوضاعها التي كانت عليها قبل تنفيذ عملية الاغتيال،وما يثير القلق لدى دول وشعوب المنطقة آلاف الجنود والمعدات التي تدفع بها واشنطن الى المنطقة ما ينذر بحرب وشيكة لا حدود لمساحتها،وكأن ايران هي التي قتلت جنرالا وقائدا عسكريا امريكيا وليس العكس.
اجواء التوتر السائدة الآن في المنطقة تعتبر المثالية جدا،بالنسبة لرئيس حكومة الاحتلال الصهيوني نتنياهو لتنفيذ مخططات الضم والتهويد في الاراضي الفلسطينية المحتلة،واستهداف غور الاردن الفلسطيني ومناطق «ج»،والتجمعات الاستيطانية واخضاعها للقوانين والسيادة الاحتلالية،في خضم الاوضاع الراهنة، التي تلفت الانظار العالمية الى الازمة الامريكية الايرانية والتوتر الشديد الذي يسود العلاقات بينهما،والترقب والانتظار لما سيحدث في اي لحظة.
مقتل سليماني خلق فرصة لنتنياهو للانقضاض على اهدافه في الاراضي الفلسطينية المحتلة،التي حددها سابقا للضم والاغتصاب،وهو يتقن فن القنص والعالم في غفلة من امره، ويوجه كل انظاره الى الجبهة الايرانية الامريكية التي ستضر بالاقتصاد العالمي اذا ما اشتعلت.
 المطلوب من القيادة الفلسطينية التركيز على كل حركة وقرار واجراء يقوم به نتنياهو خلال هذه الفترة،واشغال العالم به عبر المنظمات والهيئات الدولية المعنية،وعدم السماح له باستغلال الاوضاع المتأزمة في المنطقة والقيام بتنفيذ برنامجه الاجرامي بضم مساحات واجزاء من الاراضي الفلسطينية المحتلة للكيان الغاصب.
يبدو ان الادارة الامريكية هي التي تمسك بصاعق التفجير في المنطقة،وما هذه الحشود العسكرية الضخمة التي تصل تباعا الى الشرق الاوسط،الا في جعبها مهمات واهداف محددة،وسوف تنتظر الادارة الامريكية طبيعة وشكل وكيفية الرد الايراني،اذا كان هناك قرارا ايرانيا بالرد السريع وهذا مستبعد حاليا،وقد تذهب ايران الى العمل السري ضد المصالح والشخصيات والتواجد الامريكي في المنطقة،لكن الاخطر ان تستمر الولايات المتحدة في استفزاز وابتزاز ايران،واجبارها على الحرب التي ستتأثر بها معظم دول المنطقة بنسب متفاوتة.
 الاهداف الامريكية والاسرائيلية من وراء اي تصعيد في المنطقة،واضحة ومشتركة،اساسها تنفيذ المشروع الصهيوني في فلسطين التاريخية،وبسط السيطرة الاقتصادية والامنية والنفوذ السياسي في الشرق الاوسط دون منازع.
لا يمكن ان تبقى ايران وامريكا معا في العراق،والبقاء لاحدهما فقط،والتوافق حول هذا الوجود، هو الذي ينزع فتيل التوتر بين الجانبين في هذه المرحلة على الاقل.