عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    17-Oct-2020

قتل بشع... أين الردع؟*بسام ابو النصر

 الدستور

نفتخر كثيرا في أرضنا ووطننا بأن بلدنا امن ومستقر وسط إقليم مليء بالحروب ومنطقة حُبلى بالأزمات وها نحن نصحوا على جريمة هزت الاردن والعالم ترتكبها عناصر تعيش بيننا.
خبر تداولته وسائل التواصل الاجتماعي صور وفيديوهات لفتى في مقتبل العمر وقد قطعت يداه وفقئت عينه وتم تعذيبه على يد فئة لا تمثل المجتمع الذي تعيش فيه بل مجموعة أشخاص امتهنت البلطجة والجريمة في بيئة مهمشة وفقيرة وتعاني من كل الأمراض الاجتماعية.
القصة تم تداولها في كل وسائل التواصل الاجتماعي وعبر المواقع الالكترونية ووسائل الاعلام، وصارت ترند وحديث الشارع العربي والعالمي ما يظهر الأردن أنه بلد الجريمة المنظمة وهذا ما يؤثر على سمعة الاردن وتسويق السياحة لديه والتي تغطي موازنة الدولة بنسبة عالية، وأيضا على مستوى الأمن المجتمعي الذي نفاخر به محيطنا العربي والإقليمي.
إن صورة صالح الشاب المتدين والخلوق وهو مقطوع اليدين وفاقد العين قد ألهبت كثيرا من الذين يملكون حسا عاليا من المشاعر النبيلة، ونتساءل كيف تُرك هؤلاء المجرمون يعيثون في الأرض فساداً وإفساداً، وكيف يقوم أحدهم بالتوسط لإخراج أحد المجرمين الرئيسيين في الواقعة لتكون سببا في حدوث هذه الجريمة وجرائم أخرى، ومجموعة ضالة ومضللة من الذين ارتأوا أن يقضوا مضاجع الناس الامنين ويتعدوا على شاب في عمر الورد كان امنا في سربه وأهله.
إن الجريمة المنظمة هي ما يجعل المجتمع يعيش حالة من اللاستقرار وكأنه في حرب إذ إن مجموعات السوء تفهم القوانين جيدا وتمارس جرائمها وفقا لمحامين ومستشارين من ذات المجموعة ، وفي صفحات بعضهم فإنهم يعرضون العمل لدى أي شخص يريد أن ينتقم من شخص اخر نتيجة المنافسة وأسباب أخرى وهذا زاد من غلواء هؤلاء الشرذمة التي يجب بترها من مجتمعنا بكافة الوسائل وإذا كنا قد غضبنا غضبة كبيرة تجاههم فعلينا أن نساهم جميعا في بترهم من مجتمعنا وعلى عشائرهم أن تتبرأ منهم بشكل عاجل ودون إبطاء، علينا أن نتبرأ منهم كمجتمع ولا يكونوا جزءا منا.
وعلى النخب وقادة الرأي من مجالس نواب وأعيان أحزاب وإعلام بكافة أنواعه ومواقع إلكترونية وشخصيات اعتبارية أن تتبرأ من التواصل معهم ، وأيضا يجب أن لا يقوم أي محامٍ بالترافع عنهم، ولا تعمل الدولة على التراخي في تطبيق اقصى العقوبات فقد اقلقوا الرأي العام وأشاعوا الفساد وأفسدوا في سمعة الوطن ثم حرموا صالح يديه وعينه وجعلوه مُقعدا يائساً ينظر الى الناس حوله نظرة حسرة وحزن بعد أن تألم من الضرب والبتر وكيف كان شعوره والوحوش تنهشه من كل الجوانب.
إن مسؤولية المجتمع المدني كبيرة تجاه هذه الجريمة والجرائم المشابهة وبيئة الجريمة التي يجب على الحكومة إعادة تأهيلها بالبرامج التنموية والقيام بإعادة النظر بالقوانين الخاصة بفك اعتقال المجرمين الذين قاموا بأكثر من جريمة في هذه البيئة المليئة بجيوب الفقر والعاطلين عن العمل.