عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    30-Dec-2019

الحباشنة تصدر كتاب “فرسان السينما” سيرة وحدة أفلام فلسطين”

 

عزيزة علي
 
عمان-الغد-  صدر عن الدار الأهلية للنشر والتوزيع-‏عمان‏ كتاب بعنوان “فرسان السينما- سيرة وحدة أفلام فلسطين- أول مجموعة سينمائية ترافق بدايات حركة تحرر وطني”، من تأليف وإعداد الباحثة والسينمائية الأردنية خديجة الحباشنة.
يتناول الكتاب الذي جاء في سبعة فصول: بدايات المجموعة التي انطلقت في عمان: مشاهد وروايات، وتطور قسم التصوير، وانطلاق فكرة وحدة أفلام فلسطين، ووحدة أفلام فلسطين ولبنان، كما يتناول الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان وحصار بيروت والبحث عن أفلام مؤسسة السينما الفلسطينية المفقودة.
تقول الباحثة خديجة الحباشنة “إن الكتاب يتحدث عن الوحدة السينمائية المناضلة وهي “وحدة أفلام فلسطين” ومؤسسيها الفنانين الشجعان فرسان السينما، وهم جديرون بالاحتفاء بذكراهم، بعد أن قدمت هذه الوحدة/المؤسسة عدداً من الشهداء في أرض المعركة، كما قدم سينمائيوها الكثير من التضحيات بأحلامهم الشخصية في سبيل خدمة قضايا شعبهم تحت الاحتلال وفي المنافي، وقاموا بابتكار لغتهم السينمائية النضالية الخاصة، وشكلوا ظاهرة عالمية حول فلسطين في سبعينيات القرن الماضي، ومن حقهم علينا بمناسبة مرور 50 عاما على تأسيسها أن نحتفي بذكراهم، تقديرا ووفاء لريادتهم وتضحياتهم، وحفظ تجربتهم للأجيال”.
وتؤكد الحباشنة أنها اعتمدت التوثيق لهذه المجموعة من خلال مقاطع وما قالوه في مقابلات معهم أو بعض أقوال وكتابات من عاصروا تجربتهم، بالإضافة إلى تجربتها الشخصية معهم، لافتة الى أن البحث وإجراء المقابلات امتدا على مدى أعوام بين حزيران (يونيو) 2014 وتموز (يوليو) 2019، وذلك لعدم إمكانية التفرغ للعمل ولتوزع أصحاب العلاقة بين بلاد عدة.
وتتحدث الحباشنة عن بدايات هذه الوحدة، فتقول: “بداية كانت في النصف الثاني من عقد الستينيات من القرن الماضي، عندما التقى ثلاثة من أوائل خريجي معاهد السينما في القاهرة ولندن، وقرروا الانضمام للحركة الفدائية، الاسم الذي عرفت به حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، في بداية انطلاقتها الثانية (العلنية) بعد هزيمة حرب حزيران 1967. وقاموا بتأسيس وحدة لإنتاج الأفلام العام 1968، تمكنت من إنتاج أول أفلامها العام 1969”.
وتكشف الحباشنة أن العام الحالي، يصادف مرور خمسين عاماً على أول فيلم فلسطيني ثوري، يعلن عن صورة الشعب الفلسطيني وثورته لتحرير أرضه وشعبه من الاحتلال الصهيوني. هذه الصورة التي استطاعت الحركة الصهيونية تغييبها عن المشهد الإعلامي العالمي، بما لها من حظوة وسطوة على رأس المال ووسائل الإعلام في العالم.
وتضيف الحباشنة أيضا أن هذا العام يصادف الذكرى العاشرة لغياب أحد مؤسسي هذه الوحدة وآخر فرسانها، وهو المخرج الفلسطيني مصطفى أبو علي في 30/7/2009، كانت هذه الوحدة بداية لانطلاقة سينمائية فلسطينية شارك فيها العديد من السينمائيين التقدميين من فلسطين والبلاد العربية والعالم، مما شكل ظاهرة سينمائية نضالية عالمية حول القضية الفلسطينية.
وعن الهدف من الكتابة عن “الوحدة الثورية”، تشير الحباشنة الى أنه “بعد أن تعرضت الوحدة الثورية للإهمال والتهميش لدورها الريادي، بالإضافة لعدد من المغالطات والادعاءات التي وقع فيها بعض السينمائيين النرجسيين، وأصحاب النظرة النمطية من النقاد والصحفيين، في فهم خصوصية تجربة هذه الوحدة.
وكتب المقدمة د. الناقد فيصل دراج بعنوان “هذا الكتاب… لماذا”، يشير فيها الى أن “الحباشنة أنجزت هذا الكتاب معتمدة على الصبر والبحث الدؤوب، عملاً ثقافياً فنياً أخلاقياً متميزاً، يشهد على النزاهة والمسؤولية، فهي لا ترجو من عملها مصلحة فردية، ولا تتوسل منفعة، بل إنها قامت بعمل يلبي وعياً أخلاقياً بإخلاص يداخله الشغف، قامت به بمفردها مع أن إنجازه يحتاج إلى عمل مؤسسة”.
ويشير دراج إلى أن المؤلفة اتخذت من الذاكرة مرجعاً صلباً لها، مدركة أن من لا ذاكرة له لا تاريخ له، وأن الذاكرة وجود حي تحتاج إلى التفعيل والعناية والتنسيق. ولم يكن سعيها الطويل لتجميع “الأفلام” إلا صورة من تفعيل الذاكرة، وما هذا الكتاب إلا احتفاء بما لا يجب نسيانه؛ حيث إنها سردت سيراً متعددة، تضمنت شيئاً من سيرتها الذاتية، وأشياء من سيرة مصطفى أبو علي وتصوراته السينمائية، وسير البيانات والمهرجانات السينمائية.
ويذكر أن خديجة الحباشنة هي باحثة وسينمائية، ناشطة سياسية ونسوية، حاصلة على ماجستير في علم النفس، بدأت حياتها العملية أخصائية نفسية في عيادة للطب النفسي ثم كأخصائية لمدارس أبناء الشهداء، وعملت في مجال الإعلام والسينما، كما عملت أيضاً كباحثة، ومستشارة في قضايا المرأة والعمل السياسي لعدد من المنظمات الوطنية والدولية، زاولت التدريس الجامعي في علم النفس والعلاقات بين الجنسين. لها عدد من الكتب والدراسات حول قضايا المرأة، تكتب البحث العلمي والنص الأدبي والمقالة، وهي عضو في عدد من المؤسسات والمراكز الاجتماعية والثقافية المعنية بقضايا الثقافة، المرأة وحقوق الإنسان.