عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    10-May-2020

ممارسات يقوم بها الآباء وتتسبب باضطرابات نفسية للأبناء!

 

أمل الكردي*
 
عمان – الغد-  على الرغم من أن عامل الوراثة يلعب دورا كبيرا في التأثير على السمات الشخصية والجسدية، إلا أن السلوكيات الممارسة من قبلنا على أبنائنا أو التي يشاهدونها ويسمعونها، تؤثر في بناء شخصيتهم وتشكيل سلوكهم الحالي والمستقبلي.
نحن نسعى للعمل على بناء شخصية مميزة ومتزنة للأبناء، ونتجنب قدر الإمكان ما وقعنا به من أخطاء فنقدم لهم نصيحة نابعة من تجاربنا التي علمتنا الكثير، لكن هل من الممكن أن يحدث العكس؟ ونؤثر سلبا في أبنائنا؟ بالتالي يتأثر سلوكهم وتنشأ لديهم مشاكل نفسية؟
ربما أن الباحث في سلوك الآباء يجد أنهم فعلا يسعون الى أن يكون أبناؤهم أفضل منهم في كل شيء، ومن غير المنطقي أن يفعلوا العكس، مما يجعل من سلوك الأبناء غير مبقول وربما يؤدي مستقبلا بهم الى اضطرابات نفسية وسلوكية.
لا بد أن نتفق بأن حديثنا منحصر في الأثر الحاصل والمتمثل بحدوث اضطرابات سلوكية أسبابها ممارسات وقعت من قبل الأهل على الأبناء سواء كانت بقصد أو بغير قصد مع التذكير بأن مسببات الاضطرابات السلوكية عديدة، ولكننا هنا حصرناها بممارسات الأهل السلبية على الأبناء وما ينتج عنها.
نذكر لكم أبرز هذه الممارسات وما يمكن أن ينتج عنها من اضطرابات في السلوك مستقبلا:
سواء كان التمييز بسبب الجنس أو أي سبب آخر، يؤدي هذا التمييز الى نشوء مشاعر الكراهية والبغضاء بين الإخوة وتولد العداوة وربما يصل الأمر الى حدوث القطيعة بينهم مستقبلا.
 
المقارنات المستمرة بين الأبناء: وهنا امتداد الى النقطة السابقة ويتولد عنها جميع ما ذكرناه سابقا من سلبيات، بالإضافة الى تدني مفهوم الذات لديهم.
وعلى عكس ما هو شائع بطريقة خاطئة بأن المقارنة تحفزهم وتجعلهم أكثر اجتهادا أو سعيا لتحقيق ما هو أفضل، فالمقارنة هنا تهدم العزيمة وتولد الإحباط والألم الذي من شأنه أن يدخل أبناءنا داخل قوقعة يهربون إليها ويتجنبون المواجهة لأنهم لا يثقون بقدراتهم ويرون أنفسهم دون المستوى دائما.
التركيز بالأخطاء وتذكيرهم الدائم بها: وذلك بمحاصرتهم من كل جانب عند وقوعهم بخطأ ما وعدم ترك فرصة لديهم للدفاع عن أنفسهم أو تبرير وقوعهم بالخطأ، وتجاهل أي سلوك إيجابي يقومون به، مما يجعلهم يسلكون ما يجذب الانتباه اليهم خارج الأسرة سواء في المدرسة أو الحي أو حتى الشارع، فربما تكون هذه السلوكيات مؤذية للمحيط الخارجي، لأنهم يشعرون بعدم التقدير والاهتمام والتركيز على أخطائهم، فيرون أنفسهم سلبيين ويظهر ذلك على سلوكهم بشكل واضح وبتصرفات مؤذية ومزعجة.
العناد: وهو سلوك مكتسب من الأهل ومن غير الممكن أن يولد الطفل عنيداً، إن فرض الأوامر بشكل مباشر على الطفل وإظهار عدم التعاطف معه عند رغبته بفعل أمر ما يجعل منه طفلا عنيدا بامتياز.
الضرب: ربما ينهي الضرب سلوكا معينا بشكل سريع، ولكن سرعان ما يعود الابن لممارسة السلوك السيئ الذي ضرب لأجله، ومن المعروف أن الضرب يولد القسوة والعنف، بالإضافة لعدم فهمه الخطأ الذي ارتكبه، لذلك سيستمر في تكراره.
عدم السماح للأبناء بممارسة نشاطات معينة بحجة أنها غير مناسبة: مثلا منعهم من اللعب بالتراب أو الطين أو أي شيء من الممكن أن يلوث ملابسهم سواء كان خوفا من تعرضهم للجراثيم أو الاتساخ الذي يشكل عبئا على الأم. وفي ذلك حرمان لهم من إشباع حواسهم وتنميتها أو بإكسابهم تجارب تفرغ طاقاتهم، بالتالي حدوث حرمان ثقافي لديهم ومحدودية بخبراتهم مما يجعلهم مترددين في اتخاذ قرارات تخص مستقبلهم ويتجنبون الخوض في تجارب جديدة.
عدم الإجابة عن أسئلتهم أو إسكاتهم بسبب كثرة حديثهم: وفي ذلك حرمان كبير لهم من تنمية شخصيتهم واتساع أفقهم، مما يسهم في نشوء مشاكل واضطرابات في النطق لديهم.
هذه جملة من الأخطاء التي نرتكبها مع أبنائنا وما ينتج عنها من اضطراب لديهم.
ومن المؤكد أن هناك الكثير من الأخطاء الأخرى الصادرة عنا تجاههم، وإن مهمة التربية أمر صعب، ونحن بحاجة لأن نكون مؤثرين وإيجابيين بأبنائنا الذين يقع على عاتقهم إتمام المسيرة في تنمية وإعمار هذا الكون على أفضل وجه.
*أخصائية الاحتياجات الخاص والعلاج السلوكي