عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    15-Dec-2025

مشروع "دولة المستوطنين" بالضفة الغربية يتكرس.. والقدس مركزه

 الغد-نادية سعد الدين

 تتسارع خطى المستوطنين المتطرفين لإقامة "دولتهم" الطموحة في الضفة الغربية على حساب حقوق الفلسطينيين وأراضيهم وممتلكاتهم، متخذين من القدس المحتلة موقع المركز فيه، في ظل تحول لافت بالمدينة نحو مساعي تعميق وجود المستوطنين المتدينين "الحريديم" لتهويدها وتغيير هويتها ومعالمها العربية والإسلامية.
 
 
وفي نظر الفلسطينيين، فإن مساعي تكريس مشروع "دولة المستوطنين" في الضفة الغربية قد دخلت مرحلة حاسمة وخطيرة، في ظل تسارع لافت في وتيرة الاستيطان بهدف فرض وقائع جغرافية وديموغرافية مُغايرة على الأرض الفلسطينية المحتلة.
ويستفيد المستوطنون من الدعم الأميركي المُطلق للكيان الصهيوني من أجل تنفيذ مشروعهم الاستعماري التوسعي، عبر إقامة المزيد من المستوطنات وتوسيع القائم منها ببناء وحدات استعمارية ضمن ساحتها الجاثمة فوق الأراضي الفلسطينية المحتلة.
واستجابة لدعوات الوزير المتطرف في حكومة الاحتلال، "بتسلئيل سموتريتش"، الذي طرح ما يُعرف "بخطة الحسم" من خلال الاستيطان المتسارع، فإن إقامة البؤر الاستيطانية التي سرعان ما تتحول إلى مستوطنات كبيرة قد زادت وتيرتها في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ، في إطار سياسة توسع استيطاني ممنهج على حساب الفلسطينيين.
وتندرج في هذا الإطار شق الطرق الالتفافية وإقامة الجدران الأمنية الاستنادية، والاستيلاء على مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية، ومنع الفلسطينيين، خصوصا في القدس ومناطق "ج"، من البناء، إلا وفق شروط تعجيزية، بهدف خنقهم ديموغرافيا وفرض أزمة سكانية دائمة، لصالح المستوطنين.
وكان المتطرف "سموتريتش" قد صرح مؤخراً بإن سلطات الاحتلال قد "أعطت الموافقة النهائية على بناء 764 وحدة استيطانية في ثلاث مستوطنات في الضفة الغربية المحتلة".
وأضاف سموتريتش، أنه "منذ بداية توليه منصبه في أواخر عام 2022، وافق ما يسمى "مجلس التخطيط الأعلى الحكومي" الصهيوني على إقامة نحو 51 ألفا و370 وحدة سكنية في الضفة الغربية، وهي من الأراضي التي يسعى الفلسطينيون إلى إقامة دولة مستقبلية عليها.
فيما صدّق ما يسمى المجلس السياسي والأمني المصغر لدى الاحتلال (الكابينت)، على طلب "سموتريتش" إقامة 19 مستوطنة بالضفة الغربية المحتلة.
ويتركز قلب المشروع الاستيطاني في مدينة القدس المحتلة، التي تشهد تحولاً ديمغرافياً يتسم بثبات وصمود الفلسطينيين مقابل مساعي تدعيم وجود المستوطنين اليهود المتدينين "الحريديم"، في إطار سياسة تهويد المدينة وتغيير معالمها وهويتها العربية والإسلامية.
وتصّب محاولات تعزيز سيطرة التيار الديني المتشدد "الحريديم" في خدمة أهداف الاحتلال لتهويد مدينة القدس المحتلة واتخاذها "عاصمة أبدية وموحدة لدولة إسرائيل"، وفق مزاعمهم.
وطبقاً للمعطيات الرسمية الفلسطينية، يقيم زهاء233.600 مستوطن في القدس المحتلة، غالبيتهم من "الحريديم" الذين يشكلون 44 % من المستوطنين شرقي المدينة.
ويؤكد الفلسطينيون، أن الاحتلال، رغم عقود من سياسات التهويد المكثفة، فشل في تحويل القدس إلى مدينة يهودية موحّدة الهوية، إذ بقيت الكتلة الفلسطينية ثابتة وقادرة على صد محاولات الإقصاء والتهجير.
يأتي ذلك في ظل اقتحام عشرات المستوطنين، أمس، المسجد الأقصى المبارك من باب "المغاربة"، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال.
وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة، بأن مجموعة من المستوطنين المتطرفين اقتحموا المسجد الأقصى، ونظموا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوسًا تلمودية في المنطقة الشرقية من المسجد.
وتفرض قوات الاحتلال قيودا مشددة على دخول المصلين والمقدسيين للمسجد الأقصى، وتحتجز هوياتهم عند بواباته الخارجية.
فيما تتواصل الدعوات الفلسطينية للاستمرار في شد الرحال إلى المسجد الأقصى، وتكثيف الرباط في ساحاته، لإفشال مخططات الاحتلال التهويدية، ومساعي فرض السيطرة الكاملة على المسجد، وتقسيمه زمانياً ومكانياً.
وكان مركز معلومات فلسطين "معطى" قد أفاد في وقت سابق، بأن 849 مستوطنًا اقتحموا المسجد الأقصى المبارك خلال الأسبوع الماضي، تحت حماية وحراسة قوات الاحتلال.