عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    25-Sep-2019

المستوطنون لیسوا أقلیة - عمیره ھاس
ھآرتس
 
كنت آمل أن استطیع مثل جدعون لیفي أن أرى في عدد المقاعد المنخفض لـ ”یمینا“ دلیل على ھزیمة المستوطنین (”ھآرتس“، 9/22 .(وكنت آمل أن استطیع مثلھ رؤیة المستوطنات كمشروع للمستوطنین، الذین یتركزون في ھذا الحزب. وكنت آمل أن استطیع أن أعتبرھم اقلیة خلقت من خلال الخداع والتحایل ھذا المسخ، ومسؤول عن العملیة ”الاكثر اجراما واكبر ضررا في تاریخ الدولة“. ولكن للاسف الشدید، المستوطنون ھم النتاج ولیس المنتج للسیاسة الاجرامیة ھذه. حقوق الانتاج لمشروع الاستیطان ھو للدولة. على الفور بعد العام 1967 ،الدولة تحت حكم مباي مع الصقور والحمائم فیھ، تطلعت الى الاراضي الفلسطینیة وأملت بـ ”تعدیل“ الفرصة الضائعة في 1948 .المستوطنون لم یكونوا لینجحوا في ابتزاز وخداع الحكومات لولا أنھا ھي نفسھا ارادت ذلك. وھذه حكومات برز فیھا اشخاص علمانیون مشھورون مثل یغئال الون ولیفي اشكول واسرائیل غلیلي وغولدا مئیر وشمعون بیرس واسحق رابین. وفقط بسبب التعریفات المضللة للعلوم السیاسیة فان تیارھم وبقایاه المترھلة تسمى ”یسار“.
مباي الاشتراكي ظاھریا عمل على تطویر طرق خداع وتضلیل من اجل عرض اسرائیل امام احزاب مشابھة في العالم، متقدمة في نظر نفسھا، كدولة تسعى الى السلام ومنح الحقوق. وفي نفس الوقت عمل من اجل حرمان الفلسطینیین من التبلور كتجمع قومي معترف بھ ویطالب بحقوقھ. ھذه المحاولات لم تنجح اسرائیل فیھا، لكن عن مواصلة سلب الاراضي ھي لا تتنازل.
حكومات اللیكود مدینة لمباي بالكثیر: اجھزة حكومیة استیطانیة وتھجیریة عملت قبل اقامة الدولة وبعد ذلك. قانون الحاضرین – الغائبین دمر قرى وطرد سكانھا في منطقة اللطرون، وفي ھضبة الجولان. وضم شرقي القدس والقرى المحیطة بھا من خلال مصادرة كثیفة للاراضي الخاصة وبناء المستوطنات علیھا، والاعلان عن مناطق عسكریة مغلقة من اجل منع وصول الفلسطینیین الیھا، بالاساس في غور الاردن وفي جنوب جبل الخلیل، ومصادرة صلاحیة التخطیط والبناء من المجالس المحلیة الفلسطینیة.
إن الذین اعتقدوا بأن حكومة رابین الثانیة ترید اصلاح المظالم السابقة، خدعوا انفسھم: المفاوضون من قبل حكومتھ قاموا بدفن للفلسطینیین ومعسكر السلام شرك اوسلو: بدء بشق الطرق الالتفافیة في المرحلة الانتقالیة، التي أبقت أي مفاوضات لاخلاء المستوطنات الى المرحلة الدائمة. وبعد ذلك استمروا في تقسیم الضفة الغربیة الى تقسیم مصطنع مؤقت ظاھریا، مناطق أ وب وج (”لا توجد تواریخ مقدسة“، قال رابین). المستوطنة في الخلیل لم یتم اخلاؤھا حتى بعد مذبحة باروخ غولدشتاین. والفلسطینیون في المدینة تمت معاقبتھم بفرض حظر تجول طویل وقیود للحركة.
وغوش عصیون حصلت على ھدیة على شكل شارع الانفاق. وتم طرد البدو لصالح مستوطنة معالیھ ادومیم. وسكان قطاع غزة تم فصلھم عن سكان الضفة الغربیة. وكل ذلك من اجل احباط اقامة دولة فلسطینیة.
إن القول بأن المستوطنین ھم الذین فرضوا انفسھم ومشروعھم على ”اغلبیة صامتة وغیر مبالیة“ ھو جزء من المیثولوجیا. الدولة اھتمت بأن یكسب مشروع الاستیطان المزید من الاسرائیلیین:
شركات بناء وتسویق، جنرالات، عمال في صناعة السلاح. ھكذا تم ضمان تزاید المؤیدین للمشروع، حتى في اوساط من لا یعیشون في المستوطنات.
لا شك أن المستوطنین ھم نتاج طور مخططھ وكذلك قام بتحسینھ، وزاد التعالي وایدیولوجیا السید التي ورثھا، وھذا جزء من المشروع الكولونیالي. تزید من وقاحتھا وخطرھا، عملیات دیمغرافیة واقتصادیة، ولیس مؤامرة قاموا بحیاكتھا، حولت المتدینین الصھاینة الى طبقة وسطى – علیا، تسعى الى ارضاء رأس المال. نفس ھذه الخطوات والحاجة الى الحفاظ على الغنیمة مھدت طریقھم نحو الاجھزة الحكومیة مثل الجیش والشباك ووزارة العدل. التسامح تجاه اعمالھم العنیفة والمخادعة (التي بدأت بعد الخداع الممأسس) لا ینبع من خوف الدولة منھم، بل من الموافقة على الھدف