عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    20-Feb-2019

تجمید أموال السلطة قد یقود لتصعید في غزة - ھرئیل عاموس
ھآرتس
 
الغد- قرار الطاقم الوزاري للشؤون الأمنیة والسیاسیة، ”الكابینیت“ في یوم الاحد حول خصم نصف
ملیار شیكل من عائدات اموال الضرائب للسلطة الفلسطینیة كعقاب على دعمھا للسجناء الامنیین، ھو بالاساس نتیجة ضغط سیاسي. قانون تجمید الاموال اتخذ في الكنیست في شھر تموز الماضي، لكن لم یسارع أحد في المستوى السیاسي إلى تطبیقھ.
مقتل الشابة اوري انسبخار في القدس في بدایة الشھر أدى إلى تجدید النقاش في المساعدة
الاقتصادیة التي تمنحھا السلطة للمخربین. الاكتظاظ في المربع السیاسي للیمین على خلفیة الحملة الانتخابیة ھي التي فعلت ما تبقى. عندما نفتالي بینیت وافیغدور لیبرمان یطوقان بنیامین نتنیاھو من الیمین بمسألة العلاقات مع الفلسطینیین، ورئیس الحكومة نفسھ ینشغل بتصنیفھ
كیمین قوي امام الیسار الضعیف لبني غانتس، لم یبق لنتنیاھو خیار سوى العودة والدفع قدما بتطبیق القانون.
بین شھري تموز وشباط لم یتقدم شيء في مسألة خصم الاموال. كذلك في جلسة الكابینیت تردد
رئیس الشباك نداف ارغمان في طرح المعطیات الكاملة بشأن دعم السلطة للسجناء، وتعرض لھجوم مباشر من بینیت (الذي تسرب بطریقة ما بسرعة البرق إلى قناة ”الأخبار 12.(” ولكن حتى الآن، فإن خصم الاموال یتعلق فقط بالمساعدة للمخربین السجناء ولیس بالمساعدة السنویة التي تعطى بحجم اقل بكثیر، التي تمنحھا السلطة لعائلات الفلسطینیین الذین قتلوا في المواجھات مع إسرائیل. البند 2 یشمل أیضا مساعدة لأقارب المخربین الانتحاریین. وبعد قرار الكابینیت والاعلان الاحتفالي الذي اعقبھ، ما زال من غیر الواضح تماما متى سیتم خصم الاموال فعلیا من الضرائب التي تحولھا إسرائیل للسلطة.
ھناك درجة من العدالة في ادعاء إسرائیلي، المعزز أیضا من قبل الادارة الأمیركیة، بأن المساعدات الاقتصادیة المتواصلة للسلطة الفلسطینیة، للسجناء ولعائلات مخربین قتلى تشجع بصورة غیر مباشرة الارھاب وتناقض التصریحات العلنیة لقیادة السلطة بشأن ضرورة السلام.
ولكن في إسرائیل أیضا یدركون جیدا روح النضال الفلسطینیة وأن كل تراجع لرئیس السلطة محمود عباس عن الدفع للسجناء سیكون ثمنھ ازمة داخلیة واسعة النطاق. ھذا ھو السبب في أن رؤساء جھاز الامن تحفظوا من ھذه الخطوة وأرادوا تأخیرھا بقدر الامكان.
في الخلفیة، لا یمكن تجاھل تناقض معین في ادعاءات نتنیاھو والوزراء: من جھة، یتفاخرون بمنع مساعدة الارھاب عندما یجمدون نقل الاموال للسلطة، التي ما تزال تحبط الارھاب في الضفة الغربیة بالتنسیق مع إسرائیلي. ومن جھة اخرى، یصادقون على تحویل الاموال من قطر ومصادر اخرى لحكم حماس في غزة، التي بصورة واضحة تواصل المواجھة مع إسرائیل واستخدام العنف ضدھا.
أكثر من عدة خطوات سابقة اتخذتھا الادارة الأمیركیة لتقلیص المساعدات المالیة المحولة للمناطق، فإن قرار إسرائیل الاخیر یثیر الضغط اكثر في قیادة السلطة الفلسطینیة. السلطة تھدد
بأن توقف تماما عملیة تحویل الاموال بینھا وبین إسرائیل. عباس سبق واقتبس في السابق وھو یقول إن القروش الاخیرة من اموال السلطة ستحول للسجناء، بدلا من تحویلھا لأي ھدف آخر.
التنسیق الامني لن یتوقف لأن استمراره ھو أیضا مصلحة فلسطینیة. ولكن ربما تتخذ السلطة خطوات اخرى مثل وقف اللقاءات في قنوات غیر امنیة.
الخطر الاساسي ھو في المنحدر الزلق. الافضلیة الاولى من ناحیة عباس ھي تحویل المساعدات لسجناء فتح من الضفة المسجونین في إسرائیلي. ربما من اجل أن یستطیع ذلك سیقرر كما سبق واعطیت اشارات على ذلك، أن یقلص المزید من الاموال التي یحولھا للقطاع.
بھذا فإن إسرائیل یمكن أن تساعد بصورة غیر مباشرة على زیادة خطورة الوضع في غزة وتسریع تصعید آخر ھناك، خلافا لھدفھا.
حماس غیر مستعدة للاكتفاء بما حققتھ في الاشھر الاخیرة – زیادة توفیر الكھرباء وارسالیات
الاموال من قطر، إلى جانب قرار مصر تمدید مواعید فتح معبر رفح. یبدو أن قیادة حماس تعتقد أن نتنیاھو اكثر قابلیة للابتزاز الآن على خلفیة رغبتھ في الامتناع عن مواجھة عنیفة في القطاع قبل الانتخابات. ھذا مزیج قابل للانفجار والعقاب الذي تتبعھ إسرائیل ضد السلطة وبصورة غیر مباشرة ضد حماس، یمكنھ أن یساعد على اشعالھ. دبلوماسیون اجانب على صلة بالفلسطینیین یأملون أن یجد رئیس الحكومة طریقة لتأجیل تنفیذ الاقتطاع، حتى بعد القرار الرسمي للكابینیت.
في ھذه الاثناء الوضع على طول الجدار الحدودي في القطاع لا یبشر بالخیر. مظاھرات یوم الجمعة الماضي صحیح أنھا مرت بدون قتلى ولكن حماس تواصل اللعب بالنار. المظاھرات اللیلیة في القطاع عادت والآن تجري تقریبا یومیا. الاحداث خلالھا اكثر عنفا من احداث یوم الجمعة، وتحت جنح الظلام یتم القاء العبوات الناسفة والزجاجات الحارقة الكثیرة نحو الجنود.
اصوات الانفجارات على طول الجدار تسمع جیدا في بلدات غلاف غزة وتعید مرة اخرى المناخ المضغوط المعروف من فترة البالونات والطائرات الحارقة خلال اشھر الصیف. غزة، كما حذرت شعبة الاستخبارات في ھیئة الاركان العامة فقط في الاسبوع الماضي، من شأنھا أن
تتدھور مرة اخرى بسرعة إلى تصعید اكبر.