عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    22-Mar-2023

نرجو من الأطراف عدم ضبط النفس*عمر كلاب

 الراي 

بالعادة, وفي كل ازمة داخل مجتمع يتحرك نحو الصدام او الاقتتال الداخلي, تصدر البيانات الداعية الى ضبط النفس وإعمال العقل واعلاء روح الحوار, ولأن الصراع اليوم محتدم داخل المجتمع الصهيوني, مما ينذر بشفير صدام واحتراب, فإننا ندعو الطرفين في المجتمع الصهيوني الى عدم ضبط النفس, والذهاب في الصراع الى اعلى مستوياته, ولا ضير من انتقاله الى الصدام المسلح, فما يعتمل داخل هذا المجتمع السرطاني يشير الى ذلك, ونحن نستعجله بقوة, وتوجيه السلاح بدل الامتناع عن الخدمة, فعصيان الامر تحقق, فليذهب الممتنعون الى آخر مدى, هذا من ب?ب النصيحة للمجتمع الصهيوني.
 
اما باقي اطراف المواجهة وعلى رأسها الاردن, الذي تعرض لهجمة نازية منذ النشأة والتكوين السياسي من قبل العصابات الصهيونية, فنحن ندرك انه لن يضبط النفس, بعد ان كشف وزير المالية الصهيوني, مشكورا, حقيقة الموقف الصهيوني من الاردن, دولة وشعبا وكيانا سياسيا واجتماعيا, بعد تغيير السيناريو الصهيوني, من دولة صهيونية من النيل الى الفرات, الى دولة كاملة على الضفتين, واستعمار اقتصادي من النيل الى الفرات, وهو ما يتطلع الصهاينة الى تحقيقه بالابراهيمية الجديدة, التي تعطلت نسبيا بالخطوة السعودية الانفتاحية على ايران, طبعا, ل? يات هذا بحكم تلازم المسارين, ولكن بحكم تشابك القلق على الاطراف الحدودية للبلدين مع طهران وسلوكها غير الحميد في الفترة السابقة.
 
كلنا يدرك ان الاردن مستهدف من الكيان الصهيوني, حتى الذين ساروا في درب العملية التفاوضية على امل ان يحققوا بعض مكاسب منها, لكنهم في دواخلهم يدركون قبل التفاوض وبعده ان هذا الكيان ورم سرطاني في الجسد الاردني اولا في جسد الامة، وكلما امعنت السياسة الاردنية في تقديم السكر السياسي والتفاوضي لهذا السرطان سيكون اكثر شراسة واكثر تطرفا, وهذا ما اثبتته الايام والتصريحات, منذ تولي الملك عبدالله الثاني عرش ابائه واجداده, لانهم يعلمون يقينا موقفه ورؤيته, بل ويدركون يقينا ان هذا البلد الصغير بحجمه الكبير بأهله وتأثيره, ?و المخرز الذي سيلاطمهم, وليس العكس, فكل بيت اردني يحتفظ بصورة الاقصى, وكل عشيرة او عائلة تحفظ وتحتفظ بصور الشهداء على ارض فلسطين قبل الوحدة وبعدها.
 
نعلم بكل ايمان وعقيدة, ان هذا الوطن محمي بعناصر قوة داخلية, اكبر بكثير مما يعتقد الصهاينة واذنابهم وحلفائهم, فجيشنا مصدر ثقتنا, لكننا كلنا جيش لحماية الاردن, بوادي وارياف ومدن ومخيمات, ولا تهزنا تصريحات شذاذا افاق, لكنها تكشف لنا ما يجول في وجدانهم وعقولهم, ونعلم ان هذا اللقيط حاصل على ثقة ناخبين صهاينة, طربوا وفرحوا ورقصوا لخطابه, لكنهم يجب ان يعلموا انهم يرقصون على جثثهم, اذا ما فكروا او حاولوا الانتقاص من الاردن واهله وقيادته وجيشه وكل تكويناته الامنية والسياسية, فتفاح الشوبك لن ينتج اللون الاخضر من الت?اح, بل الاحمر القاني, وسهول حوران ستكون سنابلها حرابا, وثمار الغور قنابل, ومحاصيل المفرق رصاص.
 
لاءات الملك ما زالت هي العهد والموقف, وحراك السياسي الاردني محكوم بها, ومرسوم على ايقاعها, والوجدان الشعبي يحفظ بالضبط جداول الضرب, لكنه لا يجيد القسمة, وضبط النفس مفردة لا تحضر اذا كان الاردن هو المستهدف, فنحن لنا انفس تأبى ان تسكن بين اللحم والعظم, ونعيش وهج الكرامة وظلالها وذاكرتها التي ذقتم نيرانها.