عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    20-Oct-2019

من وحي جائزة نوبل للكيمياء 2019 - صلحي الشحاتيت

 

الدستور- كانت جائزة نوبل للكيمياء لعام 2019، من نصيب الأميركي جون بي غوديناف والبريطاني ستانلي ويتينجهام والياباني أكيرا يوشينو؛ وقد جاءت نتيجة لتطويرهم بطاريات الليثيوم أيون القابلة للشحن، والتي تستخدم في تكنولوجيا الحياة اليومية.
الأمريكي جون بي غوديناف وهو أحد الفائزين بهذه الجائزة، تقاعد بسن 65 من جامعة أكسفورد، ثم هاجر بعدها لأمريكا ليبدأ عملاً جديداً في جامعة تكساس. وقد استمر اثنين وثلاثين عاماً ليحصل بعدها على جائرة نوبل بالكيمياء في عمر 97، ليصبح بذلك أكبر الفائزين بجائزة نوبل عمراً.
تقاعد غوديناف أو تم إجباره على التقاعد من جامعة اكسفورد عن عمر 65 عاما، كاد هذا القرار أن يُنهي مستقبله و يبعده عن حقل البحث العلمي، حيث قال في مقابلة اجريت معه بعد حصوله على الجائزة «من الغباء جعل الناس يتقاعدون في عمر معين. والدليل أنني قضيت 32 سنة جيدة منذ أن أجبرت على التقاعد في إنجلترا. لهذا السبب غادرت». وأضاف «حتى إذا فقدت الموهبة في عمر معين، فأنت ما تزال تملك الخبرة، التي ستنقلها للأشخاص وتفيدهم بها».
دافعت جامعة اكسفورد عن نفسها، فبررت ما قاله غوديناف «أن سياستها تقضي بإحالة الأساتذة الذين تزيد أعمارهم على 67 عاماً لإتاحة المجال أمام الأكاديميين الشباب». متجاهلين بذلك الخبرات والكفاءات، حالها حال أغلب الجامعات.
وحين ننظر إلى الأردن وحال الجامعات فيها مقارنة بغيرها، نجد أنه يتم حالياً المطالبة بتخفيض سن التقاعد لعضو هيئة التدريس الجامعي الى سن 60، مع غياب كبير للمعايير الأساسية التي من الواجب توافرها عند تعيين أعضاء هيئة تدريس جدد في الجامعات؛ مما جعل أغلب الجامعات تتعاقد مع أساتذة دون المستوى المطلوب، وهذا ما صرّح به معالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي مرتين عام ???? وعام ????، حيث أكد أنه يوجد مجموعة من أعضاء هيئة التدريس في الجامعات الأردنية وجب عليهم عدم دخول بواباتها أصلاً ! ويعزو أحد الأسباب لذلك لبعض القيادات الجامعية السابقة؛ فماذا فعلنا لتصويب الوضع؟!
يجب أن يمتلك عضو هيئة التدريس معايير أساسية، تقيس كفاءته في مختلف المجالات التدريسية، والبحثية، والثقافية، والإدارية، بالإضافة الى قياس أدائه بإستمرار؛ في حين تقوم بعض الجامعات العالمية باختبار هذه المعايير حتى على المتواجدين حالياً كأعضاء هيئة تدريس، لقياس مدى قدرتهم على التجدد ومواكبة التطورات والمستجدات في مجال التدريس الجامعي، ومن هذه المعايير: تمكنه من المحتوى العلمي لمجال تخصصه، بالإضافة إلى التخطيط الجيد للعملية التعليمية، أن يمتلك المهارات العامة للتعامل مع الطلاب، وتقييمهم ودعمهم أكاديمياً، بالإضافة إلى خدمة المجتمع.
والمعيار الأهم بين ذلك كله هو أن يُعد وينفذ أبحاثا علمية في مجال تخصصه والمشاركة فيها ضمن المؤتمرات والندوات المختلفة، وهذا من شأنه أن يزيد من رفعة جامعاتنا بحثياً، حيث تعد الجامعات البحثية من أهم أسباب تقدم الأمم والشعوب ورافدا رئيسا للناتج المحلي لأية دولة متقدمة وغنية.
إنّ كثيراً مما يحدث في جامعاتنا يتنافى مع أهداف الجودة ومعايير تصنيف الجامعات العالمية، فنحن بحاجة إلى إعادة النظر في الكثير من السياسات المتعلقة بالجامعات في الأردن، فليس كل من يحمل درجة الدكتوراة مؤهل للتدريس في الجامعات؛ في حين أن الكثيرين من أصحاب الكفاءات لا يجدون التقدير وأغلبهم يبحث عن أقرب فرصه للعمل خارج البلاد، وفي تحليل دقيق وموثق لواقع أعضاء هيئة التدريس والبحث العلمي في جامعاتنا الأردنية بناءً على محركات البحث العالمية المعتمدة والمختصة تؤكد أنّ الأمور لا تسير بالإتجاه المأمول، والذي نأمل من خلاله الوصول بجامعاتنا لتصبح جزءا رئيسا من روافد الناتج المحلي الأردني.
* جامعة مؤتة