عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    03-Dec-2020

الملك وبايدن وحل الدولتين*رمضان الرواشدة

 الراي

الاتصال الهاتفي الذي جرى بين جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، يؤشر على علاقة قوية بين الطرفين، ويؤسس لمزيد من الشراكة الاستراتيجية وتقوية العلاقات بين الأردن وأميركا لما فيه مصلحة البلدين ودعم الأمن والاستقرار في المنطقة، ويجيء الاتصال باعتباره من الاتصالات القليلة التي أجراها بايدن بزعماء من العالم نظراً لأهمية الاردن بالنسبة لواشنطن في المنطقة وبالذات في القضية الفلسطينية.
 
حملة بايدن وعلى لسان مسؤول فيها صرح لصحيفة واشنطن بوست الأميركية بعد المكالمة الهاتفية ان بايدن بحث مع جلالة الملك اهمية التوصل إلى حل للقضية الفلسطينية يقوم على مبدأ حل الدولتين التي طالما تحدث بها الاردن والتي يعتبر بايدن من المؤيدين لهذا المبدأ على خلاف الرئيس دونالد ترمب الذي طرح خطته للسلام المسماة «صفقة القرن».
 
لا يخفي الرئيس المنتخب بايدن رفضه لصفقة القرن وتأييده لحل الدولتين للقضية الفلسطينية وهو بالتالي يسير باتجاه لطالما تحدث به جلالة الملك خاصة أن الملك التقى بايدن اكثر من مرة منها واحدة في الاردن عام 2014 عندما كان نائبا للرئيس الاميركي السابق باراك اوباما.
 
العلاقة الأردنية الأميركية ليست مرهونة بالعلاقة مع الرئيس الأميركي فقط بل هنالك علاقات مهمة نسجها خلال السنوات العشرين الماضية جلالة الملك مع المشرعين الديمقراطيين والجمهوريين في مجلسي الشيوخ والنواب الاميركيين ومع اطراف نافذه في الإدارة الأميركية والاجهزة الامنية والبنتاغون وغيرها لذلك بقيت العلاقة وطيدة رغم رفض الأردن وتحفظه على صفقة القرن التي أعلنها ترمب.
 
وفي هذا الإطار والسياق السياسي تأتي القمة الأردنية الفلسطينية التي عقدت بداية الأسبوع بين جلالة الملك والرئيس الفلسطيني محمود عباس والتي صدر عنها بيان مشترك أكد على ثوابت الطرفين بالالتزام بحل الدولتين الذي يفضي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس، كما رفض البيان أي طروحات لها علاقة بالمس بالوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، أو أي طرح يتعلق بالتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، وهو ما يقطع الطريق على أطراف عديدة تسعى إلى هذا التقسيم، أو إلى مزاحمة الأردن على الوصاية على المقدسات.
 
الملك الذي حمل الهمّ الفلسطيني منذ توليه العرش وحتى الآن ما زال مؤمنا بأهمية حل القضية الفلسطينية حلاً عادلاً وخاصة بناء الدولة وعاصمتها القدس، وحق العودة المقدس للاجئين الفلسطينيين لما لذلك من أهمية كبيرة للأمن القومي والوطني الاردني، واستقرار المنطقة والتعايش السلمي بين الأطراف كافة.
 
العلاقة الأردنية الأميركية، علاقة استراتيجية يوظّفها الأردن لخدمة القضايا العربية وفي المقدمة منها القضية الفلسطينية وغيرها من قضايا في الوطن العربي والملك يحمل في كل زياراته لواشنطن ولقاءاته مع الرؤساء الاميركيين هموم العرب وقضاياهم لإحساسه بالمسؤولية القومية الملقاة على عاتقه خاصة أنه يحظى بمكانة قوية ومرموقة عند الغرب ويعرف كيف يخاطبهم بلغتهم ويوصل لهم الرسائل السياسية.