عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    21-Oct-2021

التخطيط الاستراتيجي في الجامعات الأردنية*د.محمد الرصاعي

 الراي 

تزداد الحاجة للتخطيط الاستراتيجي في عمل الجامعات ومؤسسات التعليم العالي مع تنامي وتسارع التغيرات، وتطور الوظائف لهذه المؤسسات، فالتخطيط الاستراتيجي يشكل مسار عمل وخارطة طريق محكمة تحول دون الفوضى وضياع الوقت والجهد، وتنظم الخطط الاستراتيجية عملية مجابهة التحديات سعيا لتحقيق أهداف المؤسسة وبرامجها.
 
الجامعات لديها طاقات بشرية مؤهلة وكفاءات علمية في مجالات معرفية متعددة، وهي أكثر مؤسسات المجتمع قدرة على بناء وتنفيذ الخطط الاستراتيجية لتوجيه العمل في ظل رسالة وأهداف الجامعة وفي إطار قيمها، بحيث تنعكس الخطة الاستراتيجية كخطط تنفيذية يتم متابعتها من خلال تقارير تعدها الكليات والوحدات الإدارية، ويتبع ذلك تطوير أدوات تقييم الإنجاز بشكل متتابع ومستمر.
 
لقد ثبت في علم الإدارة نجاعة إعلان أهداف المؤسسة ورسالتها للعاملين فيها، إلى جانب التقييم المستمر للأداء والذي يتبعه تقويم في ضوء نتاجات التقييم، كما أنَّ إشراك مختلف القطاعات في المجتمع في صياغة الخطة وتطويرها، وإطلاع الجميع على تفاصيلها وعقد ورش وبرامج توعوية للعاملين لتفعيل بنودها على أرض الواقع، يجعل المؤسسة تتميز بين مثيلاتها، وتتقدم صوب تحقيق أهدافها بثقة، وتتخذ إداراتها القرارات الصائبة في معظم الأحيان، مما يقلل من حجم التهديدات والأخطاء.
 
في واقع الأمر قد لا يتوافر لدى بعض الجامعات خطة استراتيجية واضحة ومعلنة، كما أن بعض الجامعات تبقى الخطة لديها مجرد خطة على الورق ولا يطلع عليها أي من طواقم الجامعة أو حتى إدارات الصف الأول فيها، الشيء الذي يجعل العمل يسير فيها وفق آلية تلقي الأحداث وليس صناعتها.
 
دراسات عديدة محليا بينت غياب التخطيط الاستراتيجي في الجامعات الأردنية، وعدم ظهور مؤشراته على سياق العمل، كما لم تنجح الجامعات الأردنية في كثير من الأحيان في بناء قدرات مؤسسات المجتمع وتطوير أدائها من خلال برامج موجهة توظف الخبرات الواسعة للأكاديميين فيها، في المقابل استقطبت بعض المؤسسات محليا ودوليا كفاءات أكاديمية أردنية تم استثمارها في العديد من القطاعات والبرامج.
 
الحديث عن التخطيط الاستراتيجي في الجامعات الأردنية على صلة وثيقة بتأهيل الإدارات الجامعية وإعدادها في ضوء علوم الإدارة الحديثة المستندة للإبداع والابتكار حيث تنحصر خبرة الأكاديميين في الغالب في مجالاتهم المعرفية، وتعوزهم الخبرة في الإدارة المالية والقانونية والعلاقات الدولية وإدارة الأنشطة الطلابية والاجتماعية داخل الجسم الجامعي، وبناء شراكة فاعلة مع المجتمعات المحلية.