عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    27-Jan-2019

نتنيـاهــو يتصــرف كـآخـــر الـزعـــران - عوزي برعام

 

الدستور - قل لي، يا بيبي، ألا تخجل من جعل شعب كامل ينشغل بالاتهامات الموجهة ضدك؟ ألا تخجل من التباكي، رئيس حكومة في مكانة رفيعة يتباكى بأنهم قاموا بحياكة قضية له؟.
أريد أن أذكرك بأنك لست الأول. رئيس المحكمة العليا والمستشار القانوني للحكومة السابق، أهارون براك، الذي يرغب نظامك البائس في تشويه سمعته، تسبب باستقالة حكومة اسحق رابين من رئاسة الحكومة في 1977. 
لن يدعي أحد، بما في ذلك هو نفسه بالطبع، بأنهم حاكوا له قضية، حيث إن شخصا من معسكره لا يريد مغادرته عشية الانتخابات وهو يترك خلفه حزبا ينزف، ولم يكن أحد ليتجرأ على الادعاء بأن براك قام بحياكة قضية لليئا رابين.
لم يكن رئيس الحكومة السابق أيضا، إيهود أولمرت،  يشتاق للوصول إلى المحكمة. 
لقد حارب بكل قوته ضد كل ادعاء طرح ضده، أيضا وقفت أمامه شاهدة ملكية جاءت من الدائرة المقربة جداً له، لأن الشهداء الملكيين الموثوقين دائما يأتون من هذه الدائرة. 
ونذكر أيضا عيزر وايزمن الذي تم إبعاده بفضيحة من مقر رئيس الدولة لأنه تلقى الأموال من شخص ثري.
وماذا عن آشر يادلين، من كبار شخصيات حزب السلطة في حينه، ألم يذهب إلى السجن؟ ويجب ألا ننسى وزير المالية، الذي في الأصل جاء من حزبك، أبراهام هيرشيزون.
وهناك أيضا الكثيرون الذين جميعهم ادعوا براءتهم، حتى أنهم اتهموا النواب العامين أو القضاة بأنهم اخطأوا عندما اتخذوا قرارات ضدهم، لكن لا أحد منهم قام بتعيين مفتش للشرطة ومستشار قانوني للحكومة، بهدف أن ينقذهم هؤلاء من رعب الحكم.
وإذا كان ذلك لا يكفي، فإن نتنياهو الآن ينقض على المستشار القانوني، المقرب جداً منه بروحه ومواقفه.
نتنياهو، كما نذكر، هو أيضا الذي اختار شلومو فلبر ونير حيفتس كمساعدين له. هذان اللذان نفذا كما يبدو تعليماته، والآن يقف أمامهما ويتهمهما بأنهما آخر المتعاونين.
ولكن لأن نتنياهو لا يمكنه الادعاء بأن افيحاي مندلبليت جاء من مركز ميرتس وروني ألشيخ هو عضو في «نحطم الصمت» – فهو يتهمهما بالخنوع لوسائل الإعلام واليسار. 
عمليا، هم ضحايا اليمين الذي يسير وراء نتنياهو، هم وليس سيدهم.
يجب الانتباه لردود رؤساء منظمات الجريمة على الاتهامات ضدهم. هناك ادعاءان يظهران دائما في الردود. الأول هو «لقد قاموا بحياكة قضية لي»، والثاني هو «الشهود الملكيون يكذبون». صحيح أن الشهود الملكيين لنتنياهو لم «يختفوا» تحت جنح الظلام مثلما حدث للشهود الملكيين الذين يشهدون ضد منظمات الجريمة. ولكن الخط الذي يتبعونه هم ورجاله ما زال خطير جدا. هم يحاولون التضحية بالصحافيين على مذبح ظلمه. هم حولوا امنون ابراموفيتش ورفيف دروكر وبن كسبيت وغاي بيلغ إلى أعداء للشعب. 
العار يغطي وجه كل شخص عاقل. أنا لا أنتمي إلى ما تسمى «زمرة كارهي بيبي». لم أعتقد أنه في الوقت الذي عرفته للمرة الأولى سيصل إلى ما وصل إليه الآن. 
لقد احترمته وما زلت أحترمه، على الإنجازات التي حققها، لكن خطواته الأخيرة، أي تسويد وجه جهاز القضاء من خلال استخدام أكاذيب واضحة عن حياكة ملفات ضده، تجعلني أفكر بأنه يحاول تجنيد شعب كامل للمواجهة على مصيره، مصير كله من صنع يديه.
 
«هآرتس»