عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    30-Dec-2019

ليرفع الأمر

 

هآرتس
أسرة التحرير
 
تسربت في الأونة الأخيرة ونشرت في دوائر مختلفة مواد حساسة من الهاتف النقال للمحامي ايفي نافيه، رئيس رابطة المحامين السابق. وقد جمعت هذه في اطار التحقيق الجنائي في قضيته، والتي في مركزها الاشتباه بالدفع إلى الأمام بتعيين قضاة مقابل طيبات متاع من أنواع مختلفة. ويحمي هذه المواد أمر حظر نشر بحيث أن وسائل الإعلام المؤطرة لا يمكنها أن تنشرها، وفي نشرها في وسائل التواصل الاجتماعي يوجد مثابة تجاوز للقانون.
ان الحق الدستوري في الحرمة الشخصية، الذي للمحامي نافيه مثلما لكل مواطن اخر هو حق اسمى في درجته. كما أنه السبب الذي لاجله صدر أمر حظر النشر لتلك المواد، وبسببه ايضا فان الاستخدام في سياق انفاذ القانون الجنائي لهذه المواد، التي انكشفت بعد اقتحام غير مسموح به لجهاز هاتف نافيه، هو استخدام جزئي وحذر.
كل هذا جيد وجميل. غير أنه بالمقابل توجد مصالح سامية في درجتها تتضمن – كما يتبين الان – شبهات باخذ قضاة للرشوة، على طريق الدفع الى الامام للتعيينات مقابل حرف القضاء. ليس اقل من ذلك.
لا يمكن لهذه الشبهات ان تبقى في الظلام، وهي لا بد أن يمكنها أن تبقى دون فحص أو تحقيق. وعن حق أعلنت أول من أمس السلطة القضائية – وينبغي الافتراض انه من خلف البيان تقف رئيسة المحكمة العليا، القاضية استر حايوت – بان ليس للسلطة القضائية نفسها أي مصلحة في ابقاء أمر حظر النشر على هذه المواد على حاله. وجاء في البيان ان “السلطة القضائية لا تسعى لاخفاء شيء، وليس لديها أي اعتراض على كشف هذه المواد بقدر ما يتعلق الامر بها، من اجل وضع حد لحملة التشهير غير المسؤولة ضد قضاة اسرائيل”.
يحمي أمر حظر النشر في هذه الاثناء، عمليا، ليس فقط الحرمة الشخصية لنافيه بل وايضا شخصيات اساسية في عالم القضاء. واخذ هذا الجانب بالحسبان في اطار القرار بشأن رفع الأمر يشكل ليس فقط اعتبارا غريبا بل وحتى تضاربا حقيقيا في المصالح.
مفهوم ان الموقف الرسمي للسلطة القضائية لا يملي تلقائيا القرار القضائي بشأن ابقاء أمر حظر النشر أو رفعه، والذي هو قرار يخضع لهيئة قضائية معينة. ولكن يجمل بالقاضي الذي سيبحث في رفع الأمر ان يأخذ بالحسبان ايضا الوضع المتعذر، من ناحية مهنية وشخصية على حد سواء، الذي علق فيه القضاة الذين كشفت مراسلاتهم مع المحامي نافيه لعلم الكثيرين؛ وكذا المصلحة العامة المهمة لجوهر التفاصيل التي انكشفت. مثلما يحب قضاة إسرائيل أن يقولوا، لا توجد مادة تنظيف أقوى من نور الشمس.