عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    09-Aug-2019

إعلانات في مهب الريح - م. فواز الحموري

الراي - تنتشر حاليا العديد من الإعلانات التسويقية من قبل المدارس والجامعات الخاصة ومع الاحترام والتقدير للدور الذي تقوم به المدارس والجامعات الخاصة جنبا إلى جنب مع الدولة، إلا أن المتابع لتفاصيل تلك الإعلانات يلحظ المبالغة في تسليط الضوء على الانجازات والتي تفيد بأن الجهة المعلنة هي الأولى دون منازع في توفير الخدمات التعليمية بتميز وإتقان منقطع النظير.

ليس موضوع الحديث عن المدرسة والجامعة كمؤسسة ولكن الحديث عن الخدمات المقدمة وفق هيئة الاعتماد والإشراف على المدارس والجامعات ومدى التزامها بالجودة والنوعية المقدمة وبشكل منتظم؛ فالعديد من تلك المؤسسات تبدأ بشكل قوي وسرعان ما تتلاحق الظروف الصعبة وتختلف الأمور وتتبدل الأحوال سواء من قبل هيئة الإدارة أو المساهمين أو لظروف أخرى ولا تستمر النجاحات كما خطط لها.
الأولى على المستوى المحلي والحائزة على شهادات التفوق وعبارات رنانة تلفت الانتباه لا
بد من ترشيدها والتركيز على الجوهر فالعديد من المدارس والجامعات الخاصة العريقة لا تضطر إلى التسويق والمبالغة فما وجدت سوى لتكون مميزة ورائدة في مجالها التربوي.
الإشادة بوجود كوكبة من أعضاء الفريق في المدرسة والجامعة الخاصة ينبغي أن يكون بشهادة من خارج المؤسسة وليس من داخلها فالشهادة في ذلك الانجاز مجروحة وتحتاج إلى تعديل.
ليس العيب في الإعلان ولكن الخلل في المضمون وتحويل الانجاز إلى سلعة وليس هدفا استراتيجيا يمكن قياسه بمؤشرات انجاز دقيقة وحرص على الدور المنشود من وراء إنشاء مدرسة وجامعة خاصة.
لا نقلل من أهمية التسويق والترويج كأحد أسباب النجاح ولكن عندما تزيد الأمور عن حدها المعتدل يظهر التساؤل عن المبررات المقنعة لتلك الإعلانات المغلفة بإطار جميل لا يعكس بالضرورة جميع الجوانب بموضوعية وحيادية، فلماذا ذلك؟
بشكل عام لا بد من ترشيد الإعلانات الورقية تلك التي توضع تحت مساحات السيارات وعند مداخل المساجد والتجمعات السكنية والتي تتطاير فيما بعد في مهب الريح وتشكل منظراً مزعجاً للجميع دون استثناء، فللدعاية أصول والتجربة أفضل برهان.
fawazyan@hotmail.co.uk