عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    20-Feb-2019

لنخاطر - بن مناحیم
معاریف
 
الغد- من الدعوة الغامضة لتوحید أجنحة الیمین الكھاني، على نمط قوة لإسرائیل وایلي یشاي، من
أجل حكومة یمین صرف (”لن اتوجھ إلى حكومة مع غانتس“) وحتى الھجمات المتواصلة والمتبجحة في سوریة، التي تستفز ایران، روسیا وسوریة، رغم استیاء جھاز الامن، یخیل أن ھناك مكانا للخوف من سلوك رئیس الوزراء قبیل حسم مندلبلیت في القضایا المختلفة التي یتورط فیھا.
ھكذا كان أیضا اھود اولمرت قبل استقالتھ، حین مال إلى خطوات سیاسیة سائبة مع الفلسطینیین
حین كان تحت التحقیق؛ ھكذا كان اریك شارون أیضا، الذي توجھ إلى فك ارتباط محمل بالمصیبة بینما كانت في الخلفیة قضیة الجزیرة الیونانیة فحظي بالحصانة من النقد، لشدة العار؛ھكذا كان أیضا اھود باراك في اواخر ولایتھ القصیرة والفاشلة، امام تفكك ائتلافھ، حین سعى إلى الانسحاب من معظم اراضي یھودا والسامرة وغزة في المفاوضات مع عرفات في كامب دیفید، واعرب قبل ذلك عن استعداده لحل وسط في ھضبة الجولان وخرج بشكل احادي الجانب من الحزام الامني في جنوب لبنان في ظل ترك جیش لبنان الجنوبي لمصیره. یبعث فینا الخوف تذكر رؤساء الوزراء السیئین اولئك.
ولكن مشكلتنا الآن ھي نتنیاھو، الذي من شأن مظاھر ضعفھ ونزواتھ الداخلیة المتبدلة من جھة
(تجاه جدعون ساعر، تجاه توحید اجنحة الیمین المتطرف) ومن جھة اخرى تجاه ایران، في ظل استخفاف فظ لتحضیرات روسیا في الكف عن الھجمات في سوریة، ان تبشر بتطورات خطیرة لنا جمیعا في الجبھات الحزبیة، السیاسیة، الامنیة والاقتصادیة (فكحلون یواصل توزیع العطایا مباشرة إلى الجماھیر الكفیلة بان تنتخبھا).
السؤال ھو بالطبع، ضمن امور اخرى، اذا كان یوجد في الكابینیت الیوم من یمكنھ أن یوقف نتنیاھو بخطواتھ الساعة إلى الاحتكاك مع ایران والتي تھدد التنسیق مع روسیا في ظل استمرار المعارك الباعثة على الاكتئاب مع حماس الاجرامیة، التي تنغص حیاة الجنود والبلدات في غلاف غزة. وھكذا، فإن إسرائیلي لا تعطي جوابا معقولا للوجع الجنوبي المتواصل، وبالمقابل تحاول بالذات ان تشعل الجبھة الشمالیة في ما یبدو كسعي نحو حرب مع ایران، بإسناد المؤتمر في وارسو.
فاذا ما اصاب صاروخ ایراني ما إسرائیلي حقا، فمعقول ان نفترض باننا سنتوجھ إلى وساطة روسیة كي نمنع حربا رھیبة بالضرورة، وواضح أن الشرط الاول لمثل ھذه الوساطة ھو وصف تام للھجمات الإسرائیلیة. فلماذا لا نتوقف على الفور إذن، ھنا والان؟ لماذا نعرض للخطر التنسیق مع روسیا من اجل تدمیر موقع صواریخ سوري – ایراني آخر ما؟ بمعنى، ان نتنیاھو یلعب بنار زائدة في الشمال ویتلقى بارتیاح نارا حماسیة في الجنوب. ھذا شرك امني بائس نعیشھ لأیام عدیدة ولا یبدو ان ھناك من یعمل على تغییره. ولا حتى على
المستوى الحزبي. فمن یتجرأ على لمس البقرات المقدسة – فرضیات نتنیاھو الامنیة – قبل الانتخابات؟ وبالتأكید لیس عضوا الكابینیت كحلون ودرعي المعتدلان ظاھرا واللذان یساندان الآن سیاسیا رئیس الوزراء حتى آخر شعر رأسیھما، على افتراض أن شعبیتھ ستحمیھما وتجعلھما یتجاوزان نسبة الحسم على الاقل.
باختصار، نحن نوجد في مرحلة خطیرة جدا وحساسة جدا. نتنیاھو الذي یكافح في سبیل حیاتھ
السیاسیة امام غانتس الیمیني – الیساري من شأنھ ان یفقد قیوده وان یورطنا لیس فقط في التشكیك بالجھاز القضائي مثلما یفعل الآن كل یوم بما في ذلك التشكیك بصلاحیات المستشار القانوني بل وأیضا في حرب حقیقیة، لا سمح الله، رغم كل أحادیثھ عن خوفھ من فقدان الجنود حیال حماس والجنوب، ولكن لسبب ما لیس حیال ایران، حزب الله وسوریة في الشمال.