عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    11-Jun-2019

فریدمان یلحق ضررا - أسرة التحریر
ھآرتس
إن تصریحات السفیر الامیركي في إسرائیل دیفید فریدمان ھذا الاسبوع، والتي یفھم منھا أن
الولایات المتحدة تعطي ضوءا أخضر لحكومة إسرائیل بأن تضم جزء من الضفة الغربیة من طرف واحد، ھي بصقة في وجھ الفلسطینیین واشارة نذر سوء لكل اولئك الذین یتطلعون إلى حل عادل للنزاع الإسرائیلي – الفلسطیني یقوم على اساس تقسیم البلاد والاعتراف بحق تقریر المصیر للشعبین.
یصیغ فریدمان، إلى جانب صھر الرئیس دونالد ترامب ومستشاره الكبیر جارد كوشنیر، والمبعوث
الخاص إلى الشرق الاوسط، جیسون غرینبلت، منذ نحو سنتین صفقة القرن، وقد قال في مقابلة مع
”نیویورك تایمز“ انھ ”في ظروف معینة، اعتقد ان لإسرائیل یوجد حق في الاحتفاظ بجزء من الضفة الغربیة، ولكن لیس كلھا“. ولم یفصل في أي ظروف. كما ان فریدمان رفض القول كیف سترد الولایات المتحدة اذا ما اعلن رئیس الوزراء بنیامین نتنیاھو عن ضم مناطق في الضفة الغربیة من طرف واحد. فقد قال: ”لیس لنا أي موقف إلى أن نفھم كم، في أي ظروف، وما المنطق في الامر“.
ھذه الاقوال، المتماثلة مع موقف الیمین الداعي إلى الضم في إسرائیل، تسحب شرعیة فریدمان
كوسیط حیادي، وتبرر بأثر رجعي شكوك الفلسطینیین تجاه خطة السلام لترامب. بعد تصریحاتھ
من الصعب ان نتفاجأ من شكوك الفلسطینیین، التي تجد تعبیرھا ضمن امور اخرى في نیتھم مقاطعة القمة في البحرین، والتي من المتوقع للولایات المتحدة أن تكشف فیھا عن القسم الاقتصادي من الاتفاق المتبلور.
اتھم فریدمان بشدة ادارة الرئیس الامیركي السابق، براك اوباما في انھا سمحت بأن تمرر في مجلس الامن للامم المتحدة في العام 2016 قرار 2334 ،الذي یقضي بأن المستوطنات ھي خرق
للقانون الدولي. وعلى حد قول فریدمان، عزز القرار ادعاءات الفلسطینیین بأن ”كل الضفة الغربیة
وشرقي القدس تعود الیھم“. وعلى حد قولھ فإنھ ”لا شك ان إسرائیل تستحق الاحتفاظ بقسم من
الضفة على الاقل“. فریدمان خاطئ ومضلل. لإسرائیل، من ناحیة القانون الدولي، لا یوجد ھذا
الحق، لأن الحدیث یدور عن ارض محتلة ضمھا غیر شرعي. كما أن ھذا كان موقف الادارة الامیركیة حتى الآن.
ان التراجع عن ھذا الموقف ھو السبب في أن السناتورات الدیمقراطیین في الولایات المتحدة تقدموا
ھذا الاسبوع بمشروع قانون یؤید حل الدولتین ویعرب عن المعارضة لضم أي جزء من الضفة.
یعرف الدیمقراطیون الامیركیون ما یعرفھ معسكر السلام في إسرائیل: حل الدولتین وحده یعطي
جوابا لحقوق الشعبین، فما بالك ان الضم من طرف واحد یتعارض مع المصلحة الإسرائیلیة. اذا كانت الولایات المتحدة صادقة في رغبتھا في التوسط بشكل نزیھ بین الطرفین، فإن علیھا أن تحرص على ان تعرض وسطاء نزیھین من طرفھا. اما السفیر فریدمان فیمثل مصالح الیمین الاستیطاني ولا یستجیب لھذه الشروط الأولیة.