عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    18-Apr-2019

خُذ كيسك معك - رمزي الغزوي

 

الدستور - وجّه لي بعض الأصدقاء لوماً بأني من أسباب انقلاب غابات عجلون وجرش إلى مقبرة نفايات عارمة هذه الأيام. فأنا وحسب لوائح اتهامهم روجت في هذا الزاوية، وعلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لمواطن جمالها. الأمر الذي جعلها محجاً يقصده المتنزهون الذين يتركون آثارهم ويمضون. 
 
سعيد بهذه التهمة. وسأسعى ما حييت، أن أشير إلى الجمال والخير والحق. ولكني حين أكتب عن عبق الورود ونغماتها، ولمّا أتغنى بالأشجار واشتعال ربيعها، لا يكون في بالي إلا أن أعلي من شأن أخوة التراب والماء بين الأنسان والنبات فوق أديم أمنا الأرض. الشجرةُ أختي، والوردة ابنة أخي. 
 
وحزين أكثر أنّ غاباتنا وربوعنا غدت مستقراً لنفايات تثير سخطاً في النفوس المحبة للخير والجمال. وهذه صرخة أجأر بها دوماً. فدعونا نسأل أنفسنا سؤالاً واحداً، ونحن نغادر جنة عجلون أو دبين: كيف لنا أن نعود الأسبوع القادم وقد تركنا وراءنا كل هذه القمامة.
 
آلاف السياح تمتعوا بربيع استثنائي هذا العام والحمد لله. وهذا يفرحني ويسرني. وإن كنت لا أريد أن أطرح قضية أن غالبيتهم لا يفيدون تلك المناطق من الناحية الاقتصادية بشيء. فهم يأتون ومعهم لحمهم وفحمهم ولا يشترون كأس ماء منها. هذه ليست قضيتي الملحة الآن. مع أن الاصل أن نفكر بعقلية (ربح - ربح)، وأن نهتم بتنشيط اقتصاديات أهل تلك المناطق.
 
قضيتنا الساعة أننا نقتل الجمال الذي تمتعنا به، ولا نقيم وزنا لمعنى استدامته. فأحدهم ترك قمامته معلقة في كيس على جذع شجرة قيقب باذخة الجمال. فقلت في نفسي لعله كرّمها بهذه الميدالية على احتوائها للمتهم.  
 
الوضع بائس جداً. فأنا أقدر أن في أحراشنا مئات الأطنان من القمامة والبلاستيك، وتنظيفها يحتاج جهداً تكاملياً من الجميع. والحل لا يكون بحملات نظافة بروتوكولية يتقدمها مسؤول لا يكون هم المشاركين إلا صور (السلفي) لنشرها على مواقع التواصل. الحل أن نتبنى  فضيلة ومبادرة: (خذ كيسك معك).
 
حين نحلُّ على أي مكان هناك، دعونا نعمل على تنظيفه، وجمع نفاياته وحين نغادر ننظف خلفنا، ونحمل أكياسنا إلى أقرب حاوية. فالبلدات في تلك المناطق لا تستطيع أن توفر عامل وطن ينظف وراء كل زائر. 
 
أراهن على لؤلؤة الخير والجمال في نفس مواطننا، ولهذا ستثمر الكلمة الطيبة معه. وأراهن أننا قادرون أن نشيع تلك الفضيلة بممارستنا لها.  فقط خذ كيسين أو أكثر معك، ونظف ما استطعت. وأدعو شباب تلك المناطق إلى تطبيق الفكرة وأنا معهم. فما على الواحد منا سوى توزيع بعض الأكياس على المتنزهين، وحثهم على التنظيف بالعمل معهم. ومرة على مرة سنعتاد هذه الفضيلة. 
 
ودوماً دعونا نترفق بجنة ربيعنا.