عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    09-Mar-2020

يا نتنياهو خسرت - يوسف بريتسكي

 

معاريف
 
رغم كل المحاولات (المثيرة للشفقة جدا، كما ينبغي أن يقال) من جانب معسكر اليمين لمحاولة اقناع الجمهور الاسرائيلي بانتصاره، فإن الحقيقة هي أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد خسر والكتلة التي يقف على رأسها لن تنجح في تشكيل حكومة – وكل هذا للمرة الثالثة في غضون سنة.
لو كنا دولة طبيعية، او للاسف، لو بقي في الليكود ولدى زعيمه ذرة من الهالة البيتارية – لشهدنا منذ الان استقالة نتنياهو من الكنيست ومن الحكومة. فزعيم حزب يعود ليخسر الانتخابات المرة تلو الاخرى، يستقيل. واذا لم يكن يفعل هذا، فان حزبه كان سيريه الباب الى الخارج.
غير ان نتنياهو جعل الليكود حزب من الخرق البالية عديم العمود الفقري، وهو واثق من أنه يستحق الحكم، حتى بثمن انتخابات للمرة الرابعة وربما الخامسة. واضح لكل من له عينان في رأسه، بأن ترك نتنياهو للساحة السياسية سيحل “العقدة” الناشئة ظاهرا. وبالفعل، مع قليل من الارادة، المرونة والاجتهاد – يمكن “للعقدة” ان تحل الآن ايضا، بدون استقالته.
هنا ايضا، بخلاف النشيد المتكرر لمعسكر اليمين وكأن كل ما هو مشترك بين معسكر الوسط – اليسار هو الكراهية لنتنياهو والليكود – فان الحقيقة مغايرة. فحزب اسرائيل بيتنا برئاسة افيغدور ليبرمان والقائمة العربية المشتركة ايضا وبالتأكيد كتلة أزرق أبيض وكتلة العمل – غيشر – ميرتس، موحدون حول فكرة واحدة: الدولة المدنية والمساواة.
ليبرمان يطلب المساواة في التجنيد ووقف الامتيازات المجنونة التي تعطى للاحزاب الدينية والاصولية – بصفتها قوة ضغط سياسية هائلة في ائتلاف “اليمين”. وكذا القائمة المشتركة تسعى الى دولة مدنية، تتعامل مع كل مواطنيها بالمساواة.
ميرتس – العمل وبالتأكيد أزرق أبيض تسعى هي ايضا لأن تنتهج هنا مساواة مدنية، بلا اكراه ديني، بلا امتيازات لوسط معين – فقط لأنه جزء من السلطة.
باختصار، فإن معسكر الوسط – اليسار يسعى لأن يحقق هنا دولة سوية العقل، طبيعية. دولة لا تخضع لنزوات فاسدة خطيرة او لامرة الحاخامين. دولة نزيهة.
إذن صحيح، توجد فوارق كثيرة بين كل الاحزاب التي تتشكل منها اليوم الكتلة المنتصرة، ولا سيما في المجال السياسي، بالنسبة للنزاع الاسرائيلي– الفلسطيني. غير أن هذه فوارق ليست ذات صلة في هذه اللحظة. على اي حال، اذا جرت أي مفاوضات مع الفلسطينيين تؤدي الى تسوية – فسنتوجه على ذلك الى الانتخابات، وتوافق من هذا القبيل يمكن له وينبغي له أن يجد تعبيره في الاتفاقات الائتلافية. على كل ما تبقى، يمكن ويجب أن نتدبر.