عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    21-May-2020

بين الفكر والنهج الموضوعي - د.حازم قشوع
 
الدستور- اذا كان الفكر ، من يخير الانسان ويقوده للاستدلال ، وكان النهج من يسوقه لتحقيق الفعل وترجمة البيان ، فان الظروف في الغالب الأعم هي من تقيم الامر ، وتفرض عليه اتخاذ القرار ، والحالة التي تنطبق على الفرد تنطبق على المؤسسة والدولة ، فالظروف الموضوعية والمناخات الظرفية غالبا ما تفوق في ثقل اوزان احكامها على العوامل الذاتية مهما كانت منطلقاتها او قيمها ، هذا اذا ما رضخت للاحكام الموضوعية في التقييم و التي تقوم معادلاتها وفق ايقاع الحسابات العقلانية التي تسيس حالة تقود تغيرا ، لكنها لا تعيد مسارا وتحقق تغييرا .
 
وفى مراحل الاصلاح والتطور والادامة والتأقلم ، غالبا ما يستند النهج الى قواعد التسييس والتغير الذي بدوره يقوم على ميزان الاحتواء واعادة التموضوع ، بينما يكون شكل المعادلة مغاير في المراحل التاريخية التي بحاجة الى الثبات على المنطلقات والقيم والوقوف على المبادئ فى الدفاع العقائد الوطنية او الدينية او حتى الايدولوجية ، لان ميزان القياس هنا لا يستند الى نظم حساب العوائد والمنافع ، لكنه يتشكل من على قاعدة اعلاء صوت الحق او احقاق حالة عدل . 
 
1. وحتى يتسنى للفرد او حتى للدول تحقيق نماذج ذات مدلولات شرعية وقيمية ، فان العامل الموصل الى تلك النتائج يمثله عامل الارادة ودرجة التمايز يشكله مقدار الصلابة ، بينما تقاس نجاعة التحقيق بكيفية توظيف الارادة واختيار نماذج تصميم استراتيجية واليات اختيار سياساتها ووسائل تحقيق عوامل الاستجابة من المنظور التقريري كما في الاتجاه الشعبي ، حيث يشكل كل منهما اطار بناء يمكن الاعتماد عليه في تحقيق جمله من عبارة.
 
2. وفي المشهد الذي نعيش مناخاته الاستثنائية فان تحقيق اهداف تاريخية بحاجة الى اختيار نماذج تاريخية تقوم إما على بناء حالة منعة مجتمعية تصون العامل الذاتي وتقويه او العمل غلى تحقيق علامة فارقه جيوسياسية ، فان المتغيرات الموضوعية التي قد تاتي بها الرياح العابرة لا تكرر كثيرة في المشاهد العامة ، لذا كان الاستثمار بها واجب سياسي تفرضه طبيعة المشهد الناشئ وحساباته حتى لا يتم الخروج من هذه المناخات بدون درجة اشتباك ضمني قادتنا الى ممارسة شرف المحاولة .
 
ولعله من المناسب في هذه الحالات العمل على تشكيل حمايات مجتمعية تستند ،اما على التشكيلات النخبوية او تقوم على الاطر الناظمة الشعبية ، وحتى تتحقق مناخاتها حالات منعة جديدة للمجتمعات وتحدث ميزان الاثر المطلوب في توسيع درجه التأثير وتحقيق معدلات اوسع فى ميزان الاستجابة ، فان مقتضيات هذا العمل واحد غاياته يتمثل فى هزيمة الظرف الموضوعي او الحد من تنامي تأثيره ، وهو ما يعتبر عنوان المشهد ويقود الفكر والنهج إلى تجسيده وتحقيق عناوينه .