عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    13-Oct-2021

“منتدى الفكر العربي” ينظم ندوة حوارية حول كتاب “مفاتيح التراث”

 الغد-عزيزة علي

 دعا أكاديميون ونقاد إلى الاهتمام بالمعاجم العربية التي تعد آلية للتدبر الحضاري والثقافي، وتفتح الأبواب لمن يريد البحث في التراث العربي.
جاء ذلك في الحوارية التي نظمها منتدى الفكر العربي لمناقشة كتاب عميد كلية الآداب في جامعة فيلادلفيا د. محمد عبيد الله “مفاتيح التراث: معجم الأديان والمعتقدات والمعارف قبل الإسلام”، الصادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت.
وشارك أكاديميون ونقاد محليون وعرب؛ منهم أستاذ الأدب والنقد في جامعة الشيخ زايد بالإمارات التونسي د.محمد آيت ميهوب، وأستاذ الأدب والنقد بجامعة قطر الجزائري د.عبد الحق بلعابد، والباحث والمحقق في جامعة الموصل بالعراق الأستاذ عمر السِّنوي الخالدي، وأستاذ اللغة العربية وآدابها بجامعة البلقاء التطبيقية د.إسماعيل القيام، وأستاذ اللغة العربية وآدابها بجامعة مؤتة في الأردن د.جزاء المصاروة، وأدارها الأمين العام للمنتدى د.محمد أبو حمور.
عبيدالله دعا إلى الاهتمام باللغة العربية والحفاظ عليها وعلى موروثها اللغوي، وذلك عن طريق الأبحاث والدراسات والمعاجم وبيان الثروة اللغوية الدالة على التصورات الممتدة والرؤية الواسعة التي تشمل الكون والطبيعة.
وأشار عبيدالله إلى أن العرب تميزوا منذ القديم في مجال الصناعة المعجمية بوصفها وسيلة منهجية حيوية لضبط اللغة ومحتواها الحضاري والثقافي، انطلاقاً من مفرداتها ووحداتها، من أمثال “الخليل بن أحمد الفراهيدي”، مؤلف كتاب “العين”، ووضعت بعده معاجم متعددة المناهج والطرق، تضمنت مادة ثرية عن حقبة ما قبل الإسلام، وفي ضوء محددات الفصاحة وصحة اللغة.
وقدم عبيد الله تعريفا بـ”المعاجم”، قائلا: “هي كتب مرجعية يطلق عليها البعض (أمهات الكتب)، وذلك لأنها تشكل منطلقاً لدراسات كثيرة متشعبة، وتتطلب الكثير من الوقت والجهد حتى يتم تأليفها، كما يجب جمع المعلومات وتحليلها وتنخيلها من أجل الوصول إلى صورة يطمئن إليها الباحث قبل القارئ، ولتقديم معرفة دقيقة لا لبس فيها”.
ودعا عبيدالله إلى الاهتمام بالمعاجم التاريخية العربية والحضارة القديمة ومفرداتها الأسطورية والدينية وأعلامها وحروبها، في مقابل المعاجم والقواميس المتعددة حول الحضارات اليونانية والرومانية. وهناك معاجم كثيرة متعلقة بهاتين الحضارتين جعلت منهما أساساً يعتمد عليه في التعليم، والبحث، والتأليف دون تناقض مع الحاضر، في حين هناك غياب لكثير من الأمور المتعلقة بجوانب من الحضارة العربية، وكأن ماضينا بلا قيمة.
د. محمد آيت ميهوب أشار إلى أهمية المعاجم التاريخية، مبينا أنها جسر تواصل بين الأجيال القديمة وأجيال اليوم، وتعد نقطة توقف ومراجعة لتعامل الباحثين النقدي والفكري المتعالي مع فترة ما قبل الإسلام، مؤكدا أهمية المعجم في زيادة المعرفة والثقافة، لأنه شامل ومتنوع، ويغطي مجالات واسعة، ما يعطينا تصوراً واضحاً عن طبيعة الحياة قبل الإسلام.
فيما رأى د.عبد الحق بلعابد، أن المعجم آلية للتدبر الحضاري والثقافي، ويلبي موضوع التفكير العلمي بصورة كبيرة، ووسيلة عملية للتعبير تساعد على فهم الخطاب الحضاري العربي في سياق تاريخه الثقافي المبكر، ولاستنطاق الموروث المخفي وتوثيقه بشكل علمي، مؤكداً ضرورة بناء استراتيجية سلسة لفهم المعجم، تحتوي على خصائص عدة منها صياغة المفردات المعجمية بصورة بسيطة وكتابة الكلمات الدالة، وتزويد المعجم بمداخل وتنبيهات ترشد القارئ.
وبدوره، قال عمر السّنوي الخالدي “إن المعجم يفتح الأبواب لمن يريد الدخول والبحث في التراث العربي البعيد سواء أكان مادياً أم غير مادي، فهو يفتح للناقد جوانب من النصوص المغلقة يستقيم له نقدها، وهي كذلك للمؤرخ والفقيه والمفسر”، مشددا على ضرورة أن يكتب المعجم بطريقة تمنع الملل عن القارئ.
د. إسماعيل القيام، رأى أن المعجم يعد مدونة موسوعية يبحث العاملون فيه عن المعلومات المدرجة داخله في مصادر ومراجع متعددة للتحقيق والتدقيق قبل إدراجها، داعيا العاملين فيه لأخذ الوقت الكافي، ومراعاة الدقة اللغوية، وباختيار المداخل للمعجم بصورة حذرة، والبحث والتحقيق والموازنة داخل كل مادة معجمية على حدة، وأن تقوم المجامع اللغوية والمؤسسات التعليمية على تبني المشاريع المعجمية.
في حين أن د. جزاء المصاروة، رأى أن العمل في المعاجم صعب جداً، خصوصاً إذا كانت الفترة المراد دراستها اندثرت قبل عصر التدوين، وأن الحضارات ومنها الحضارة الإسلامية لم تنمُ وتزدهر بعيداً عما سبقها، لذا هي ليست نقيضا لحضارة ما قبل الإسلام من الناحية اللغوية، والثقافية والاجتماعية، بل هي نتيجة تفاعل وتعايش مشترك يتجلى من خلال الألفاظ المستخدمة فيها.
وكان قد رأى د. محمد أبو حمور، أن مشروع المعجم يشكل إسهاماً في تعزيز الأسس الثقافية للإنسان العربي المعاصر من حيث إدراك حقائق التراث وفهمها بعمق، وتقوية الانتماء اللغوي كجزء من تقوية الانتماء العروبي أمام تيارات مختلفة ما تزال توجه سهاماً بالاتهام للعقلية العربية على أنها سطحية ضحلة وضعيفة الخيال، وليس لديها القدرة على النظرة التركيبية.