عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    01-Apr-2020

بلاءُ العلماء لدرءِ الوباء! - محمد داودية

 

الدستور- إشاعات وخرافات وخزعبلات، نطالعها على منصات التواصل الاجتماعي، يبثها بسطاء ونصابون ومذهونون وحشاشون، تدور حول عقاقير وإجراءات وتعليمات وأدعية للشفاء من الوباء.
 
العلماء في كل دول العالم المتقدمة، ينخرطون في ماراثون علمي إنساني عظيم ويعتكفون في مختبراتهم من أجل الوصول إلى دواء لإنقاذ أرواح خلق الله، من وباء ماحق ساحق لا يبقي ولا يذر.
 
الآمال معلقة على أولئك الرجال والنساء الشجعان الأفذاذ الذين، سيفكون شيفرة هذا العدو الذي أربك وأهلك إمبراطوريات المال والسلاح والقوة والنفوذ الدولية.
 
هل يعقل أن نواجه وباء قاتلا خطيرا، بالخرافة والخزعبلات والدجل، على النحو الذي نراه ؟!!
 
إن البلاء المستفحل في نخاع مجتمعاتنا العربية، يستدعي من النخب الواعية والمصلحين والإعلام ورجال الدين الراشدين وقوى المجتمع العربي المدنية، الوقوف أمامه بقوة توازي تغلغله ونفاذه.
 
كفى هرطقات تلقينا في صدوع ووهاد عميقة، لا ضوء ولا أفق ولا أمل فيها!
 
سمعنا كلنا عن التداوي ببول الإبل وبتراب الحسين رضوان الله عليه وبزيارة الأولياء. وقرأنا عن وصفات من زعموا أن رسولنا الحبيب قد خصهم بوصفة الشفاء من الوباء بالسماق وحبة البركة والكركم والزعفران!!
 
واستمعنا إلى مزاعم ان عليا بن أبي طالب كرّم الله وجهه، قد ذكر في نهج البلاغة، خفاش الصين واجتياح الكورونا وبلاء ايطاليا وخطورة إماطة اللثام (نزع الكمامة). لقد افتروا على علي كرم الله وجهه.
 
المؤلم ان ما سمعناه من لغو وسقط كلام، له مريدون وحواريون يسمعون فيصدقون ويتبعون!!
 
لقد وصل بهم الجنوح الى اعتبار ان إغلاق المساجد، الذي تم لوقاية المصلين وحمايتهم من التهلكة، إشارة لغضب الله علينا.
 
من يراجع مرصد الدستور للإشاعات، سيتبين حجم الدس والتغرير والتخلف، الذي يتغلغل في أوساطنا ويجد له زبائن تصدقه وتروجه.
 
نحمد الله ان المؤسسة الدينية الأردنية تتميز بالسماحة واليسر والوعي، الذي يحصنها ضد الاختراقات الضالة المتشددة.
 
ونحمد الله أن نظامنا السياسي نظام راشد معاصر حداثي مستنير، تجاوز جريمة الاستهانة بالوباء، إلى تطبيق البروتوكولات الطبية العالمية لمواجهته.