عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    10-Jun-2019

«وسط المدينة» .. كان مقرًا للاحتفالات «الدستور» تتجول في ذاكرة العيد لدى أهل عمان أيام زمان

 

 عمان -الدستور - محمود كريشان - احتفلنا في عيد الفطر السعيد، ونهضت ذاكرة الفرح ايام زمان في عمان القديمة، حيث كانت الاعياد؛ الفطر والأضحى من اجمل ايام السنة في حياة سكان عمان القديمة كما يقول المؤرخ عبدالله رشيد، فقد جرت العادة عند معظم سكان المدينة منذ العهد العثماني ان يقضوا ليلة الثلاثين من شهر رمضان مستيقظين بانتظار سماع دوي طلقات المدافع في جبل القلعة، وحين تثبت رؤية هلال شهر شوال يبلغ ذلك الى المسؤولين عن طريق مركز الولاية السورية في دمشق.
اما في السنوات الاولى من تأسيس الامارة فكانت الدولة تلتقط خبر ثبوت رؤية الهلال عن طريق المملكة المصرية انذاك، الى ان اعتمدت المملكة العربية السعودية بهذا الخصوص.
وكان سكان المدينة منذ العهد العثماني يقضون ليلة الثلاثين من رمضان مستيقظين بانتظار سماع دوي المدافع في جبل القلعة، و في السنوات الاولى من تأسيس الامارة كانت الدولة تلتقط خبر ثبوت رؤية الهلال عن طريق المملكة المصرية انذاك، كان المسجد الحسيني الكبير يستقطب معظم الناس لحضور احتفال موسيقى للجيش العربي في الساحة الخارجية للمسجد. ساحة المدرج الروماني كانت الموقع الرئيس للمراجيح الخشبية وبسطات الباعة التي تحمل اكلة العيد وهي الفول النابت، الاطفال ينشدون فوق المراجيح الخشبية في الأحياء العمانية: اليوم عيدي يالالا.. وإلبست جديدي يالالا..، اول ايام العيد يزحف اهالي عمان من احياء القلعة والمهاجرين ووادي سرور في مواكب من الاهازيج الى المدرج الروماني.
 معمول وكعك
فيما تنهمك النسوة في تنظيف البيوت، ثم يعكفن على صناعة الحلويات، وابرزها كعك العيد وهو عبارة عن العجين المخلوط بالسمن البلقاوي والسكر والسمسم والكركم الاصفر، وترق هذه العجينة فوق الغربال ثم تخبز في الطابون، اما النسوة الشاميات والنابلسيات فيصنعن المعمول بالجوز والعجوة.
موسيقى الجيش
وبهذا الجانب، قال المؤرخ عبدالله رشيد انه وفي صباح العيد كان الناس يتوجهون الى المساجد لاداء شعائر صلاة العيد، وكان المسجد الحسيني الكبير في وسط البلد يستقطب معظم الناس لحضور احتفال موسيقى للجيش العربي في الساحة الخارجية للمسجد، حيث كانت فرقة الموسيقى والخيالة يطوفان شوارع المدينة.
مقابر المدينة
ويضيف رشيد ان الناس وبعد اداء صلاة العيد يتوجهون لزيارة المقابر ومن هذه المقابر مقبرة وسط المدينة جسر الحمام،  ومقبرة رأس العين، ومقبرة الهاشمي قرب مركز الاطفائية، ومقبرة المصدار، وهناك يتجولون بين قبور اقربائهم ومعارفهم ويقرأون الفاتحة ويشربون القهوة السادة ويأكلون الحلويات التي اعدتها النسوة وجئن بها الى المقابر مع طلوع الفجر، ويتجول الفقراء في المقابر لقبول الصدقات كما يتجول الصبية لقراءة القرآن من سورة يسين، فيحصلون على اكراميات من اقرباء الميت.
زيارة الولايا
لقد جرت العادة كما يقول الشيخ محمد الرشيد البدوي ان يستقبل الناس في بيوتهم المهنئين من باقي الناس، بينما يغادر الرجال مصطحبين اطفالهم لزيارة الولايا والجيران والاقارب، فيتناولون كعك العيد والكعيكبان وملبس الحامض حلو والراحة، وحالما يحصل الاطفال على  العيدية، من النقود يسارعون الى الأراجيح  المراجيح  او الركوب في باص المحطة، حيث كانت ساحة المدرج الروماني الموقع الرئيس للمراجيح الخشبية وبسطات الباعة التي تحمل اكلة العيد الرئيسة وهي الفول النابت، حيث يجلس الاطفال على مقاعد خشبية حول صحون الفول يأكلون منه ويشربون من شرابه.
اليوم عيدي
واذا صعد الاطفال الى المراجيح ينشدون هذه الكلمات المغناة.
اليوم عيدي يالالا.. والبست جديدي يالالا.
فستان مكشكش يالالا.. ع الصدر مرشرش يالالا.
اليوم العيد وبنعيد.. نذبح بقرة السيد.
والسيد ما لو بقرة.. نذبح بنته هالشقرة.
قهوتها او  اويها  بنجدد.. علينا علينا بتعريفة.
اما عند ركوب باص المحطة ذهابا وايابا فيغنون: ع المحطة بتعريفة.. روحة وجية بتعريفة.
دبكة وغناء
اما الزجال الشعبي الحاج كايد الخطيب فيقول عن احتفالات المدرج الروماني: ان ايام الاعياد الدينية هي المناسبات التي تقام فيها الاحتفالات الشعبية على مسرح المدرج، فمع اطلالة اول يوم من ايام العيد يزحف اهالي المدينة من احياء القلعة والمهاجرين والجوفة ووادي سرور في مواكب من الاهازيج والدبكات متجهين نحو المدرج يصاحبهم سكان القرى المجاورة وهي ابوعلندا والقويسمة، وعند وصولهم الى ساحة المدرج الخارجية التي تنتشر فيها اراجيح الاطفال واطباق المأكولات الشعبية، يكون الناس أخذوا مكانهم على المدرج حتى انه كان يضيق بهم فيصعدون الى ربوته.
ويضيف الخطيب انه وفي تلك الاحتفالات كان لكل حي من احياء المدينة شباب عرفوا بمهارتهم في ممارسة الدبكة والغناء ينتخبون فيما بينهم من يرقص هذه الدبكات وتؤلف كل جماعة حلقة وغالبا ماكانوا يرقصون الدبكة الشمالية  شمال الاردن؛ لانها مريحة، وكانت الدبكات تبدأ بأغاني الدلعونا الحماسية.
اذًا.. هذا هو العيد فلتصفُ النفوس به.
وبذلك الخير فيه خير ما صنعا.
أيامه موسم للبر تزرعه.
وعند ربي يخبي المرء ما زرعا.
فتعهدوا الناس فيه:من أضر به.
ريب الزمان ومن كانوا لكم تبعا.
وبددوا عن ذوي القربى شجونهم.
دعــا الإله لهذا والرسول معا.
واسوا البرايا وكونوا في دياجرهم.
بــدراً رآه ظلام الليل فانقشعا.