عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    28-Sep-2019

حکومة عدم التوافق - یوسي بیلین
إسرائبل ھیوم
 
مرت حتى الآن 35 سنة (بالضبط) منذ اقامة حكومة الوحدة الوطنیة بالتداول. ولما كان ھذا وقتا طویلا، ولما كنت سكرتیرا للحكومة في الـ 25 شھرا التي تولى فیھا شمعون بیرس رئاسة الوزراء، فاني أود أن احذر من تكرار تلك الخطوة.
بودي أن اتمنى لانفسنا ان تكون الحكومة التي ستقوم في السنة القادمة حكومة حسم ولیس حكومة عدم ثقة متبادلة وعدم قدرة حسم في أي موضوع تقریبا. ستقوم الحكومة التالیة بعد الدقیقة التسعین:
الأغلبیة الفلسطینیة غربي الأردن باتت منذ الآن حقیقة. إسرائیل الیھودیة والدیمقراطیة، التي
تتبناھا، وعن حق، بمعاییرھا الدیمقراطیة، لا یمكنھا أن تسمح لنفسھا بفقدان الأغلبیة الیھودیة، الاخلاق الیھودیة وقیمھا الدیمقراطیة.
في السنوات الأخیرة، یحدق خطر حقیقي بالعمودین الفقریین ھذین للمجتمع الإسرائیلي، وعندي أساس للأمل في أن یقع التغییر الآن. سیكون من الصعب جدا تحقیق مثل ھذا التغییر في اطار حكومة وحدة وتداول. مثل ھذه الحكومة ھي المخرج الأخیر حین لا تكون إمكانیة أخرى لاقامة حكومة عادیة، یحاول فیھا المنتصر في الانتخابات تحقیق الأھداف التي على أساسھا انتخب.
في انتخابات 1984 ،حصل المعراخ على 44 مقعدا واللیكود، برئاسة اسحق شمیر – على 41، ولكن كتلة الیمین كانت أكبر. ظاھرا كان یمكن لشمیر أن یشكل حكومة ضیقة برئاستھ، ولكن كان ھذا عیزر وایزمن، الذي تولى قبل ذلك منصب وزیر الدفاع من اللیكود ویعتبر واحدا من خلفاء بیغن المحتملین، ھو الذي ادى الدور الحالي لافیغدور لیبرمان. فقد أقام حزبا خاصا بھ (”یاحد“)، رد محاولات شمیر لاقناعھ الارتباط بھ ووافق، مع كتلة الوحید یغئال ھوروفیتس (وزیر المالیة السابق في حكومة بیغن) للانضمام الى الكتلة المانعة مع المعراخ والمطالبة بالوحدة.
لم تكن ھذه رغبة في إصلاح الشقوق وتوحید الشعب بل ببساطة عدم قدرة المعراخ واللیكود لاقامة الحكومتین اللتین ارادا حقا اقامتھما.
كانت ھذه ھي الحكومة الأكبر منذ قیام الدولة (25 وزیرا، الكثیرون منھم بلا وزارة) وائتلاف من 97 نائبا. وكمن كان الممثل الرسمي للحكومة، شعرت بالنقص الحقیقي للمعارضة وخفت في حینھ على مستقبل دیمقراطیتنا، اذا ما بقي مثل ھذا المبنى على حالھ على مدى سنوات طویلة. في تلك الفترة وجدت ایضا فكرة الكابنت. وكانت الفكرة على النحو التالي: عندما تكون خلافات في الحكومة، ومنعا للقرارات من خلال ”الأغلبیة المتوفرة“، یمكن لبیرس او شمیر أن یطلب نقل كل حسم الى ھیئة اصغر من الوزراء، یكون فیھا وزراء الحزبین الكبیرین فقط، خمسة من كل طرف، وفي ایدیھم یكون الحسم النھائي.
واصبح الكابنت مقبرة المبادرات. من جھة نجح في دفن أفكار حملات الرد العسكریة من جانب الیمین (والتي كان المقترح الرئیس لھا ھو ارئیل شارون)، ومن جھة اخرى نجح في منع مبادرات سیاسیة (مثل ”اتفاق لندن“ في 1987 ،المرة الاخیرة التي كان فیھا الاردن مستعدا لان یدخل في التفاصیل وان یشارك في اتفاق سلام ثلاثي مع اسرائیل والفلسطینیین).
بعد سنوات من ذلك اعربت شخصیات مركزیة في اللیكود عن ندمھا على رفض التوافق الذي نشأ بین الملك حسین وشمعون بیرس. ولكن الرفض كان طبیعیا في وضع المنافسة الدائمة بین الحزبین الكبیرین. معنى الأمر ھو أنھ في معظم الحالات، باستثناء بضع حالات شاذة، كانت حكومة الوحدة بالتداول ھي الاداة الناجعة في ید كل طرف لمنع غیره من تحقیق سیاستھ او رؤیاه.
في ھذه اللحظة، من ناحیة المعسكر اللیبرالي في إسرائیل، من الافضل حكومة كھذه على حكومة یمین تواصل التضییق على خطة المحكمة، خرق الاتفاقات مع الفلسطینیین والقوانین التي فیھا ما یقلص بشكل كبیر الدیمقراطیة الإسرائیلیة. من ناحیة الیمین، مثل ھذه الحكومة قد تكون الفرصة الوحیدة لمنع خسارة حكمھ. ولكن من ناحیة المواطنین الإسرائیلیین من الأفضل الا تقوم مثل ھذه الحكومة.