عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    10-Jan-2019

الرواشدة ترسم المکیاج السینمائي وتخاف دمویته
عمان–الغد-  ”ید محروقة تظھر العظام من تحتھا، عین سقطت من مكانھا، وقدم تغطیھا الدماء ویظھر منھا سائل أبیض یدعو للاشمئزاز، وكأنھا لقطات فیلم یبث الرعب في قلوب مشاھدیھ“.
عند ھذه الصور، تجد عبارة على ”فیسبوك“ تقول، إنھ ”مكیاج سینمائي مع وجھ مبتسم، یمكنكم
فتح الصور“بعدما حجبھا الموقع، إذ صنفھا مشاھد عنیفة لیست لأصحاب القلوب الضعیفة، فكل ھذا من فعل فرح الرواشدة طالبة التوجیھي الفرع العلمي“.
فرح الرواشدة، تبحث عن المكیاج دائما، لكن لیس بغرض إبراز الجمال كما تتسابق إلیھا الفتیات عادة، فھي ترعب الناس فیھ، وتظھر ما یمكن أن یخیف، من خلال رسم الوجوه المرعبة، وخلق الكائنات على أجساد أقربائھا، تحمل دما وخوفا في محیاھا.
الرواشدة التي أبدعت في المكیاج السینمائي، منذ كانت تبلغ 15 عاما، تقول ”أكره أفلام الرعب
ولا أذكر أني أتممت مشاھدة فیلم كامل من شدة خوفي من تلك المشاھد وكمیة الدماء التي تتفجر
في وجوه الممثلین“.
لكنھا كانت تشاھد أحد الفیدیوھات عن طریق الصدفة، لأحد العاملین في ھذا الفن، وأعجبت بطریقة الأداء وما نتج عنھ، إذ ظھرت الروعة بتحویل الفتاة الجمیلة إلى فتاة ”زومبي“، أو رجل وسیم، إلى رجل فكھ مكسور وطقم أسنانھ في الخارج، والدماء تسیل من كل مكان.
ویعرف المكیاج السینمائي عالمیا أنھ فن یستخدم أدوات اصطناعیة وأخرى غذائیة وغیرھا، لأجل الحصول على تأثیرات سینمائیة على الوجوه وأعضاء الجسم، من قبیل الجروح والثقوب والدماء وما إلى ذلك من مؤثرات بالوسع صناعتھا عبر الألوان والأدوات المساندة للمكیاج مثل الكریمات والزیوت.
وبالفعل تقول الرواشدة“ كنت في بدایة عملي لھذا الفن استخدام مواد بدائیة، فكنت أعتقد أن المكیاج السینمائي یستخدم فیھ الطحین والماء، لكن بعد التعلم عرفت أنھا طحین وفازلین، والدماء أصنعھا من القطر وصبغات الطعام، بالإضافة إلى الكریمات والزیوت والمكیاج العادي“.
وتبین أن ھذا المكیاج عادة یستخدمھ الممثلون في السینما والدراما وحتى على المسرح بشكل
خفیف، والیوم بات الكثیرون عالمیا مھوسون بھ، فتجد الرواشدة الكثیر من الفیدیوھات لأناس یتفنون بأكثر الرسوم رعبا ودمویة، وحتى في الاحتفالات التنكریة، أو الھالوین.
وعن أنواع المكیاج السینمائي تذكر أن ھناك العدید منھا ما یستعمل أدوات خاصة مثل غالون الدماء الذي یكون عادة من مواد اصطناعیة بحتة، وثمة من یستخدم مزیجا من مواد أخرى لأجل صناعة المكیاج السینمائي مثل الكاتشاب وصلصة الشوكولاتة وما إلى ذلك من مؤثرات.
وتؤكد الرواشدة أن التعامل مع ھذا الفن یتطلب الخیال وبعض الدمویة في التفكیر، ”لكن بالطبع سینمائیا“.
وتؤكد أنھا تستخدم الكثیر من الكریمات ما یسمى بالفاوندشین، وحتى تستخدم ظلال العیون لإظھار الكدمات والجروح وتستخدم الفازلین كثیرا في العجینة والمناطق المطبق علیھا المكیاج لإضافة الإضاءة علیھ وجعلھ أكثر خیالا، وتضع العجین الخاص لتصنع منھا الثقوب والجروح العمیقة ووضع الدماء المصنعة والكاتشاب والشوكلاتھ وقلیلا من الزیت.
وتؤكد الرواشدة أنھا ترید دراسة الطب وتختص بالتشریح لتساعد الناس أولا، وتكون أكثر تفھما لجسم الإنسان وإطلاق الخیال مع معرفة الواقع لتمتھن ھذه المھنة أكثر وأكثر وتكون أكثر احترافیة.
وتضیف أنھا حصلت على كثیر من العروض التي توقفت بسبب عمرھا، الذي لم یتجاوز الثامنة عشرة، مع وعود بتقدیم عروض لھا عندما تبلغ السن المناسب.
یذكر أن المكیاج السینمائي أو ما یطلق علیھ قدیما المسرحي بدأ في عصر المسرح الیوناني والروماني، إذ كان المكیاج غیر ضروري.
لكن ارتدى الممثلون أقنعة مختلفة مما ساعدھم بتصویر جنس أو عمر آخر أو تشابھ مختلف تماما، وكان ثیسبیس (Thespis ( من أوائل الذین استخدموا الرصاص الأبیض والنبیذ للرسم على وجھھ، فغیر الممثلون مظاھرھم من خلال الرسم على وجوھھم بلون مختلف في أوروبا في العصور الوسطى.
وفي عصر النھضة، كان الممثلون مبتكرون وواسعو الحیلة عند تغییر وجوھھم، فاستخدموا صوف الحملان كلحى مستعارة والدقیق كدھان للوجھ. ولعب التقدم في تكنولوجیا الإضاءة دورا في تطور المكیاج وتطویر ما بعد اللون الواحد على كل الوجھ إلى حرفة متعددة الأبعاد، ففي الأصل، تم استخدام الشموع وزیوت المصابیح في المسارح، وھذان المصدران للضوء كانا خافتین مما یظھر الماكیاج غیر متقن وغیر واقعي، وبمجرد إدخال الإضاءة الغازیة والأضواءالساطعة والضوء الكھربائي إلى المسارح، ظھرت الحاجة إلى مواد جدیدة للماكیاج وتقنیات تطبیقیة أكثر مھارة